أحداث مصر وتأثيرها على الاقتصاد وسوق الأسهم

30/01/2011 2
سهل الصحفي

المتابع للوضع السياسي الحالي في المنطقة وبداية من ثورة الياسمين وخروج الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بناءاً على المظاهرات التي قام بها الشعب التونسي للتعبير عن استيائهم من الوضع السياسي والاقتصادي في تونس.

يتضح لنا بأن ما حدث في تونس قد يصدر إلى دول أخرى في المنطقة وهو ما حصل حالياً في مصر ولا أحد يعلم ما ستؤول إليه هذه الأحداث في مصر وتأثير ما بعدها من الأحداث سياسياً واقتصادياً على العالم العربي، ومن المتوقع أن يكون التأثير كبيراً نظراً للاختلاف بين تونس ومصر من حيث الكثافة السكانية والثقل السياسي والاقتصادي في المنطقة.

اقتصادياً من المتوقع أن يكون التأثير كبيراً في المنطقة وما حدث اليوم في سوق الأسهم السعودية من هبوط حاد في قيمة المؤشر العام بنسبة 6.4% والذي يعتبر أكبر تراجع يومي منذ نوفمبر 2008م يعطي إشارة واضحة على ذلك، وسنتابع غداً الأحد ما سيحدث في أسواق الأسهم الخليجية الأخرى.

أما بالنسبة لتأثيرها على سوق الأسهم السعودية على وجه الخصوص فهو تأثير سلبي نظراً لأن أسواق الأسهم شديدة الحساسية تجاه الأحداث الاقتصادية والسياسية وتجاه بعضها البعض، كما أن كثير من الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية لها استثمارات مباشرة أو غير مباشرة في مصر ومساهمات في بعض الشركات المدرجة في البورصة المصرية والتي شهدت انخفاضاً حاداً منذ بداية الأحداث في 25 يناير 2011م مما سيؤثر سلباً على النتائج المالية للشركات.

ومن ناحية أخرى فأن كثير من كبار المستثمرين في السوق السعودي سواءً كانوا أفراداً أو شركات عائلية لديهم استثمارات في البورصة المصرية وانخفاضها من جهة واحتمالية انخفاض السوق السعودي من جهة أخرى سيضع المستثمرين في مأزق مع البنوك المحلية نظراً لأن أغلب استثمارات المستثمرين هي عبارة عن قروض قصيرة أو طويلة الآجل يتم تغطيتها بأصول ثابتة أو أسهم وانخفاض القيمة السوقية للأسهم يجعل البنوك تسعى لمطالبة المستثمرين بتغطية العجز التي سيحدث جراء الانخفاض في القيمة السوقية، والتغطية تتم بثلاثة طرق إما بزيادة عدد الأسهم المرهونة أو رهن أصول ثابتة أو سداد القروض وهذا الأخير مستبعد في الفترة الحالية.

و سواء كانت نتائج هذه الأحداث إيجابية أو سلبية، فأن تأثيرها اقتصادياً إذا كانت سلبية فهي سلبي ولا شك في ذلك وأما إذا كانت إيجابية فستحتاج لفترة زمنية حتى تعطي نتائج إيجابية اقتصادياً.

وأما تأثيرها على أسواق المال على المدى القريب فهو سلبي في كلتا الحالتين نظراً لأن الغالبية العظمى من المستثمرين ستسعى لتوفير سيولة نقدية كما أن فقدان الثقة في أسواق المال تحتاج لزمن طويل حتى يتم استعادتها.

ختاماً نسأل الله العلي القدير أن يخمد نيران هذه الفتن وأن يرحم المسلمين بواسع رحمته وأن يحفظ للأمتين العربية والإسلامية الأمن والأمان.