كنت قد كتبت مقال سابق بعنوان متي نري معهد بولدر العربي للتمويل الأصغر و بينت في هذا المقال عن أسباب دعوتي لمبادرة إنشاء معهد تعليمي متخصص في الدراسات المتعلقة بصناعة التمويل الأصغر كما بينت فيه أيضا أن الإحتياج إلي ذلك المعهد هو إحتياج ملح و ضروري جدا و هذا ما ذكرته في المقال السابق ( إن حجم الطلب في صناعة التمويل الأصغر في الوطن العربي تقدر بحوالي 24 مليون عميل المخدوم منهم فعلا 3 مليون عميل أي أن نسب الأختراق في الأسواق العربية لا تتعدي 12.5 % و لذا يجب أن نعمل جاهدين علي اشباع الحصة الأكبر من السوق و لن يتأتى لنا هذا بدون كوادر مدربة قادرة علي فهم واقع الصناعة و مزاولة النشاط بأفضل ممارساته العالمية ، إن العنصر البشري هو الأهم علي الإطلاق في منظومه النجاح و بالأخص في صناعة تتسم بالإعتماد علي العنصر البشري و قدرتة علي الوصول إلي العملاء في أماكنهم بالرغم من إتساع و إنتشار الرقعه السكانية و لذلك تحتاج الصناعة إلي عدد كبير من الممارسين و نضرب مثال لذلك إن المؤسسة التي تخدم حوالي 100 ألف عميل تحتاج ما لا يقل عن 500 موظف و بعمليه حسابية صغيرة فإن صناعة التمويل الأصغر في الوطن العربي كي تقوم بإشباع السوق فإنها تحتاج إلي 120 ألف ممارس . لا يوجد منهم الآن أكثر من 15 ألف علي أعلي تقدير و لذلك فإننا نحتاج إلي مكان يقوم بجذب ممارسين جدد و العمل علي دمجهم في ركاب الصناعة و ليس هذا فقط و لكنه يعمل علي زيادة القدرات الإداريه و القيادية و التحليليه للمارسين فعلا .)
و اليوم أجدد الدعوه لتلك المبادرة بدعوة الجهات المعنية و المهمومه بمحاربة الفقر و البطالة و خدمة الفئات الأكثر إحتياجاً ، إن وطننا العربي يشهد اليوم تغيرات متلاحقة و رفض الواقع المرير الذي يتجسد في الفقر و البطالة و هما أكثر الأسباب التي جعلت الشعوب العربية السلمية بطبيعتها أن تتظاهر و تخرج عن المألوف رافعين الصوت لا للفقر لا للبطالة.
و ليكن دوري في خدمة صناعتي صناعة التمويل الأصغر هو أن أحلم و أدعوا إلي تحقيق الأحلام ، فأنا أحلم بإنشاء ذلك المعهد و لن أتوقف عن ذلك الحلم و أدعوا من هم قادرين علي تحويل ذلك الحلم الي واقع سعيد فأنا أدعوا مؤسسة جرامين جميل إلي تبني تلك المبادرة و العمل علي تحقيقها ، إن مؤسسة جرامين جميل هي من أكبر المؤسسات التي تلعب الدور التنموي في وطننا العربي تحت قيادة الاستاذ زاهر صلاح الدين المنجد الذي ربما يسمعه الله صوتي ذلك الرجل الذي حصل علي درجة الماجستير من جامعة هارفارد و تم انتخابة عضوا في مجلس إدارة خريجي جامعة هارفارد لإدارة الأعمال المكون من 50 عضوا ليتابع شؤون الخريجين في مختلف أنحاء العالم وينسق بينهم وبين إدارة الجامعة كما أنه صاحب كتاب (كيف تستثمر أموالك) الذي لقى رواجا و قبولا كبيرا في الوسط الإقتصادي العربي و هو ابن الدكتور العلامة صلاح الدين المنجد الحاصل علي الدكتوراة في القانون الدولي العام من جامعة السوربون و رسالتة كانت عن ( النظم الدبلوماسية في الإسلام ) و أثبت فيها أن جميع النظم الدبلوماسية المعروفة اليوم في الغرب عرفها المسلمون من قبل و قاموا بتطبيقها.
كما أدعوا الشريك الثاني لجرامين جميل في العمل التنموي و الإجتماعي علي مستوي الوطن العربي و هي مؤسسة أجفند أيضا إلي تبني تلك المبادرة و تعمل أجفند في مجال التنمية على المستوى الدولي من خلال شراكة فاعلة مع المنظمات الأممية والإنمائية الدولية والإقليمية والوطنية ، والهيئات الحكومية ، والقطاع الخاص ، و المجتمع المدني و تتبني أجفند المشاريع التنمويه و المتعلقه بالتمويل الاصغر حيث انها في الفتره الاخيره توجه برنامج الخليج العربي للتنمية ( أجفند) الذي يرأسه الأمير طلال بن عبد العزيز، إلى تطوير صناعة الإقراض الصغير ومتناهي الصغر في أوساط النساء ، كما أدعوا كل من يهمه الأمر من جهات مانحة و حكومات و مؤسسات التمويل الأصغر إلي تبني تلك المبادرة.