ماقلت لك ؟!

27/01/2011 10
عبدالله الجعيثن

سوق الأسهم .. أسعار الأسهم .. حديث المجالس حتى الآن .. لسرعة تقلبها وتغيرها .. وكثرة من دخل عالمها ممن يفهم أو لا يفهم .. ولا يدري أنه لايفهم ..

ولاتعدم أبداً أولئك المنظرين العجيبين، لايكاد سهم يرتفع حتى يحدق فيك ويقول بنشوة وانتصار :

- ماقلت لك؟!

وإن شريت سهماً وانخفض قلّب يديه أمامك وهتف باعتزاز وربما شماتة :

- قايل لك !!

في كل الأحوال الاستفهام للإقرار والاستفزاز، لابد أن تعترف أن المحروس عبقري زمانه وأنه أفهم منك ومن الجميع .. وهذا مايريد!! .. وهو ينسى الأسهم التي قال إنها سترتفع فانخفضت، والتي زعم انها ستنخفض فارتفعت ، ويذكر مايريد ويعزز موقفه ويبعث الندم والحسرة في محدثه!\

وأفضل حلّ للخلاص من (لجاجة) هذا وأمثاله هو أن تستعين على قضاء حوائجك بالكتمان، ابذل جهدك في قراءة تقارير مجالس الإدارة والميزانيات واختر أفضل الشركات عائداً ونمواً واشتر بصمت ودع نقيق البوم والغربان !

كتبت مرة عن (الهدف ونقيق الضفادع) عن أقصوصة رمزية هادفة ملخصها أن جمعاً من الضفادع تراهنوا على صعود جبل شامخ والوصول الى قمته، وكلما صعد أحدهم أخذت الضفادع تنقنق في السفح (طاح .. يبي يطيح) (انتبه .. يوه .. جاك على رأسه) فكانت الضفادع التي تتسلق الجبل فرادى تتساقط واحداً بعد واحد في منتصف الجبل أو قبل إلاً ضفدعاً ضئيلاً نحيلاً تسلق الجبل من سفحه إلى رأسه وتربع على قمته رغم أن نقيق الضفادع كان أشد وأنكى وكانت تسخر من ضعفه وضآلة عضلاته ولكنه وصل ولوح بيديه لها من أعلى القمة ..

حين كشفوا عليه وجدوه أصمّ .. !