التفاءل يطغى على اقتصاد المنطقة خلال 2011 ... ولا ثقة في تقارير الشركات الأجنبية

13/01/2011 2
امال باجي

تودع المنطقة العام 2010 بابتسامة تجاوزت ابتسامة العام 2009، مليئة بتفاءل قوي عن حدوث المزيد من المؤشرات الايجابية خلال العام 2011... فكل التنبؤات تقول أن العام المقبل سيكون الأحسن مقارنة بالثلاث سنوات الماضية. فإذا طوينا آخر صفحات العام 2010  بسعر بترول يتجاوز 90 دولار للبرميل الواحد، فهذا يبعث الكثير من الاطمئنان لدى الأفراد والشركات... بطريقة بسيطة يمكننا أن نقيس نبض الاقتصاد بسعر البترول، لأنه كلما توفرت السيولة لدى الحكومات زاد الانفاق على المشاريع لاسيما البنى التحتية، ويتم طرح العديد من المناقصات وبالتالي الوظائف.

قد يساعدنا استنتاج بسيط من أخذ لمحة عن الوضع بصفة عامة، ولا أعتقد أننا بحاجة إلى تقارير الشركات الاستشارية الأجنبية، التي يشتكي الكثيرين من تحليلاتها العشوائية. فلا يجب أن نندفع كثيراً نحو هذه التقارير فمثلا نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" موضوع عن استعداد مستثمرين في نيويورك لرفع دعوى قضائية مدنية ضد شركة الاستشارات أرنست آند يونغ، يتهمونها بالاحتيال وتضليل المستثمرين بشأن الوضع المالي لبنك ليمان براذرز مع ثلاثة مكاتب محاسبة كبرى أخرى مما تسبب في انهيار البنك لاحقاً. أرنست آند يونغ  التي تنشر تقارير بين الحين والآخر عن  دول المنطقة هي شركة أمريكية  ضللت الأمريكين فكيف ستكون صادقة معنا؟.

فالشركات تجري وراء المناقصات، والأفراد وراء الوظائف، وأصحاب رؤوس الأموال وراء الفرص الاستثمارية المربحة، ويمكن لكل طرف أن يبحث بنفسه عن المعلومات الصحيحة. وأعتقد أن الجميع استفاد من الأزمة، واستخلص الدرس الأهم على الرغم من الخسارة فلا يمكن أن نضع أموالنا بطريقة غير مدروسة ... وتروي قصص الكثيرين  أنه لا ثقة في البنوك أوشركات الوساطة أوالشركات الاستشارية،  فصاحب المال قد يفقد سيطرته بعد أن يسلم مايملك إلى أيادي أخرى دون دقة وضمانات، بل يضطر في بعض الأحيان إلى التنازل ... فليس هناك أفضل من أخذ المعلومات الكاملة ومن مصادرها.