الشكوك بحدوث تراجع مزدوج، أو كساد مزدوج في الاقتصاد الأمريكي تميل نحو التلاشي شيئا فشيئا بمرور الوقت. آخر الأخبار السارة هو تأتي من تقرير سوق العمل في الولايات المتحدة، الذي أصدره مكتب إحصاءات سوق العمل والذي يحمل أخبار سارة جدا، لقد تراجع معدل البطالة من 9.8% إلى 9.4%، وهو تراجع هام جدا، حيث يعد اكبر انخفاض حدث في معدل البطالة منذ اندلاع الأزمة حتى اليوم، كما أنه يشير إلى ان سوق العمل الأمريكي آخذ في التحسن بشكل واضح خلال شهر ديسمبر. الشكل التالي يوضح تطور معدل البطالة في الولايات المتحدة في القطاع غير الزراعي خلال الأربع وعشرين شهرا الماضية.
المصدر: BLS, THE EMPLOYMENT SITUATION – DECEMBER 2010
المصدر: BLS, THE EMPLOYMENT SITUATION – DECEMBER 2010
من ناحية أخرى فإن الشكل التالي يوضح تطورات عمليات فقدان الوظائف في سوق العمل الأمريكي منذ اندلاع الأزمة. ومن الشكل يلاحظ أن هناك تحسنا واضحا في عمليات فقدان الوظائف في الأشهر الأخيرة، إذا ما استمرت التطورات على هذا النحو فإن أهم مشكلات الكساد الحالي في الولايات المتحدة وهي معدل البطالة المرتفع سوف تتحسن على نحو واضح، ومن ثم تخف ضغوط الأزمة الحالية في الاقتصاد الأمريكي.
لدي بعض الشكوك في أن تكون هذه التطورات انعكاسا للرواج الموسمي الذي يحدث غالبا في الربع الأخير من السنة. بمعنى آخر ما أريد ان أؤكد عليه هو ان هذا الانخفاض في معدل البطالة ينبغي ان يؤخذ بدرجة ما من الحذر، لأنه من الممكن ان يكون ذلك الانخفاض هو مجرد انعكاس لارتفاع معدلات الإنفاق بصورة موسمية في هذا الشهر نتيجة لظروف الأعياد. ومن ثم فربما يكون هذا الانخفاض الكبير في معدل البطالة هو انخفاض مؤقت، وما زلت في انتظار المزيد من تدفقات المعلومات حتى يمكن الحكم على ما إذا كان هذا التطور تطور طارئ أم يعبر عن اتجاه عام لمعدل البطالة في سوق العمل الأمريكي.
أتمنى أن يكون هذا التطور اتجاها عاما لمعدل البطالة في الولايات المتحدة نحو التراجع. كما أدعو الله ان تمر أزمة الديون السيادية في أوروبا على خير، وبدون تعقيدات تنعكس على استعادة النشاط الاقتصادي العالمي. لو حدث ذلك فستكون هذه الأخبار جيدة جدا لنا هنا في الخليج، حيث سنطوى صفحة سعر النفط الرخيص نسبيا، والتي سادت في أعقاب الأزمة حتى يومنا هذا، لنبدأ عهدا جديدا من أسعار النفط المرتفع. أتوقع عندما تستقر الأوضاع الاقتصادية العالمية ان نشهد سعرا يتراوح بين 150-200 دولارا للبرميل، ولتشهد الميزانيات العامة في الخليج فوائض هائلة غير مسبوقة، ورخاء يعم المنطقة ان شاء الله.
أضحكتني يا دكتور، ١٥٠-٢٠٠ دولار لبرميل النفط معناها تدهور كبير للعملة الامريكية و من ثم عملات الخليج و من ثم تضخم رهيب وجبار سوف يلتهم قوتنا الشرائية و يهبط من قيمة رواتبنا. كم مقدار التضخم في الخليج خلال السنوات الثلاث السابقة و كم ارتفعت رواتب الموظفين؟
الراجحُ عندي أننا لن نرى بترولاً بسعرِ 150-200 دولار خلال 2011م!!.. ربما قبل 2015م عندما تنخفضُ الطاقة الإحتياطية للمملكة تحت 2 مليون برميل يومياً!!.. همسةٌ في أذن دكترنا العزيز: آملُ عدمَ القول (خلق 103 ألاف فرصة عمل)!!.. فالخلقُ من صفات رب العالمين وحده سبحانه وتعالى ... والأفضلُ قول (إيجاد أو توفير 103 ألاف فرصة عمل)!!!!
نجيب الحريبي قبل أن تضحك، هل لديك فكرة عن اسعار النفط؟ هل سألت نفسك، كم كانت اسعار النفط قبل الأزمة؟ سعر النفط في أغسطس 2007، كان 147 دولارا، أي حوالي 150 دولارا. هذا قبل الازمة. الدكتور يقول، عندما تستقر الاوضاع الاقتصادية العالمية، أي نعود الى نفس الاوضاع التي وصل فيها سعر النفط الى 147 دولارا قبل الازمة، فإنه يتوقع ان يتراوح سعر النفط بين 150-200 دولارا. كلام معقول جدا. ما ادري ما هو المضحك في ذلك؟ وقد بلغ سعر النفط بالفعل حوالي 150 دولارا قبل الازمة!!!!!!!
بو علي أتمنى منك أن تركز و تفهم تعليقي جيداً قبل أن ترد بهذه الحدة و الانفعال الغير مبرر. إعتراضي ليس على صحة توقعات الأسعار و لكن على فوائد و نعيم الارتفاع الذي يبشر به الدكتور. فكلنا يعرف من التجربة السابقة للإرتفاع السريع في أسعار النفط أن القوة الشرائية تتأكل و تهبط بنفس السرعة بسبب التضخم المصاحب لإرتفاع أسعار النفط. في الأخير كل إنسان حر في رأيه و دمت بمودة.
نجيب الحربي أوكي، احاول ان افهم كلامك، معنى كلامك ان ارتفاع اسعار النفط ليس في صالح الدول النفطية، صح!!!! وأن الفوائد والنعيم سيكون في ظل الاسعار المنخفضة، أو المعقولة للنفط، صح!!!! هذا ما تحاول أن تقنعني به؟ والله خوش استراتيجية.
الأخ الكريم، بو علي إذا كان لديك مشكلة إستيعاب فهذه ليست مشكلتي و لم تكن مداخلتي في الأساس موجهة لك. أما من حدد السعر الصحي و المستهدف للنفط ب ٧٠-٨٠دولار كان وزير النفط السعودي الدكتور علي النعيمي حفظه الله و هو المرجع الكبير و الخبير النفطي الأبرز الذي يعلم أن الصعود السريع في أسعار النفط يحصل بسبب أموال المضاربين الساخنة و يتبعه هبوط سريع و يصحبه تضخم هائل في أسعار السلع و البضائع يفتت القدرات الشرائية للمستهلكين ليلغي النمو الحقيقي للإقتصاد. هذا رأيئ و أنا مقتنع به و أنت حر في رأيك و أنا أحترم ذلك و أتمنى أن نتوقف هنا حتى لا يصبح جدلنا عقيما.
الأخ العزيز نجيب الحريبي لا استطيع انه انهي النقاش وانت تعلق بصورة خاطئة. اسمحلي وزير النفط النعميمي حفظه الله، عندما حدد السعر الصحي بـ 70-80 دولارا، منذ متى كان هذا الكلام؟ عندما تنتهي الأزمة، بإذن الله، ماذا يجب أن يكون وقتها السعر الحقيقي للنفط (أخذا في الاعتبار معدلات التضخم التي تتحدث عنها). أعتقد الاجابة، هي ---- مرة أخرى هل ما زلت مقتنع برأيك، اللي هو في رأيي غير صحيح.