الفرق بين تجميل الميزانيات والتلاعب فيها ... !!!

28/12/2010 1
د . جمال شحات

اجد من الواجب على الاستطراد والعودة مجددا للكتابة فى هذا الموضوع نظرا لما لاحظته من الخلط فى هذا الامر الشائك .. فقد كتبت مقال ( تجميل الميزانيات بين الافصاح الغائب والكذب ...!!ثم ونظرا لكثرة الاخوة الكرام الذين طالبونى بضرورة ايراد امثلة على تجميل الميزانيات الموجودة فى الاسواق لدينا قمت بكتابة مقال ( أمثلة على تجميل الميزانيات واهم القطاعات التى يحدث فيها ...!!!)

ولكنى لاحظت ان الكثيرين قد خلطوا بين ما يعرف بتجميل الميزانيات للشركات وبين التلاعب الذى يحدث فى الميزانيات او القوائم المالية ..!! ولعلى ابدأ بتعريف مصطلح ( تجميل الميزانيات ) الذى انتشر وكثر الكلام عنه فى الآونة الاخيرة فأقول ان المقصود منه استخدام اساليب أو طرق نظامية او قانونية لاظهار نقاط القوة فى القوائم المالية للشركة او غض الطرف عن نقاط الضعف لهذه الشركة ...!!!

وهنا يتضح ان من قام بعمليات التجميل تلك قد استخدم وسائل قانونية ونظامية واوردنا الامثلة على ذلك مثل:

-  تغيير معدلات الاهلاك حتى ولو ذكر ذلك ضمن الايضاحات حيث سيؤثر ذلك حتما على النتائج النهائية للشركة.

-  او ادراج بعض الاصول او الموجودات ضمن اصول الشركة بالرغم من عدم انتقال الملكية الى الشركة بصورة رسمية وكاملة حيث سيذكر ذلك ايضا ضمن الايضاحات انه جارى استكمال اجراءات نقل الملكية.

-  عدم ذكر الخسائر الناتجة من الاستثمارات طويلة الاجل وقيدها وتسجيلها بالتكلفة التاريخية او القيمة التاريخية اعتمادا على ان متطلبات المعيار المحاسبى فى هذا الصدد لا يتطلب ذكر ذلك.

-  عدم تكوين مخصص لهبوط قيمة تلك الاستثمارات مادام المقصود منها انها استثمار طويل الاجل وليس بغرض البيع.

-  عدم تكوين مخصصات لهبوط  العديد من الذم المشكوك فى تحصيلها او عدم تكوين مخصصات كافية لهذا الامر حيث ترى الادارة عدم الحاجة لتكوين هذا المخصص او كفاية ماقامت بتكوينه.

-  هذه بعض الامثلة لتجميل الميزانيات سقناها على سبيل المثال وليس الحصر.

هذا ما يعرف بمصطلح تجميل الميزانيات اما التلاعب فى الميزانيات فيعنى استخدام وسائل وطرق غير قانونية او غير نظامية او مخالفة لمتتطلبات الجهات التنظيمية والرقابية لاظهار المركز المالى على غير حقيقته او اخفاء امور معينة مثل الاحتيال او الاختلاس او غير ذلك من الامور التى يجرمها او يحرمها القانون او النظام  وهنا يعتبر التلاعب امرا غير مشروع.

بالطبع الامران ( اعنى التجميل والتلاعب ) يخالفان الافصاح والشفافية وان كان الثانى اشد وطأة واكثر فحشا. والمجتمعات المتقدمة تعرف بوضوح الرؤية وشفافية المواقف وبظهور الحقيقة دون تجميل او تلاعب. وبالتالى فان الميزانيات تعبر بصدق وعدالة عن المراكز المالية لتلك الشركات بوضوح كامل وافصاح ظاهر وشفافية حقيقية.

ان ما نطالب به هو البعد عن مظاهر تجميل الميزانيات واتباع هذه الاساليب  والاولى – بالطبع – ان نكون اكثر مطالبة بالبعد نهائيا عن التلاعب فى الميزانيات لان هذا غش واضح صريح لا لبس فيه.

ينهانا ديننا واعرافنا عن اللجوء اليه أو الاقتراب منه لان فيه غش وتدليس وخداع لبعض الغافلين من المستثمرين والمساهمين , ناهيك على انه اكل لاموال الناس بالباطل. فضلا على ان من يقوم به يتعرض للمسائلة القانونية والنظامية بمخالفته اجراءات وضوابط الرقابة الداخلية وانتهاك كل نظم ومعايير الرقابة والضبط فضلا عن معايير الافصاح والشفافية.

ارجو ان اكون قد اوضحت الفرق بين تجميل الميزانيات والتلاعب فيها لكل الاخوة القراء .مع تمنياتى بصدور ميزانيات وقوائم مالية للشركات باسواقنا المالية حقيقية صادقة تعبر عن مراكزها المالية الحقيقية بعيدة عن التجميل والتلاعب.