عندما تفقد المرأه العربية زوجها فإنها تفقد معه مصدر قوتها و بالأخص في المجتمعات التي يعتمد فيها الرجال علي قوة اجسادهم لكسب قوتهم و تصبح المرأه مسئولة عن إطعام نفسها و أبنائها.
و هنا يأتي دور التمويل الأصغر في تقديم الخدمات المالية و غير المالية للنساء و بالأخص في الأماكن الريفية التي لا يعرف النساء فيها سبل التعامل مع القطاع المصرفي الرسمي بل أنه في أكثر الأحيان تعاني النساء في تلك المجتمعات من الأمية.
فنجد مثلا في اليمن أنه أصبح عدد المستفيدين من التمويل الأصغر حتي أكتوبر الماضي 60 ألف عميل، تمثل النساء 70% من أجمالي عدد العملاء و أيضا في العراق خصصت مؤسسة المستقبل المشرق 25% من قروضها للنساء حسب ما جاء بتقرير وضع صناعة التمويل الأصغر لعام 2010 مشروع تجارة – الوكاله الامريكية كما أننا نجد في مصر أن 50% من عملاء التمويل الأصغر هم من النساء حسب ما جاء بتقرير عن صناعة التمويل الأصغر في مصر للهيئة العامة للرقابة المالية بل نجد في مصر ايضا مؤسسات لا تقرض إلا النساء مثل مؤسسة التضامن التي توفر خدمة الإقراض للسيدات الفقيرات صاحبات المشروعات الصغرى. وتقدم المؤسسة حالياً نوعين من القروض النوع الأول الإقراض بضمان المجموعة و هي قروض صغيرة على مراحل متصاعدة تصرف للمجموعات من السيدات صاحبات المشروعات الصغرى كرأس مال عامل من أجل تحسين مشروعاتهن. و النوع الثاني القرض الموسمي قروض سريعة للمجموعات من السيدات صاحبات المشروعات الصغرى في المواسم الرئيسية (مثل: الأعياد الدينية، شهر رمضان، شم النسيم، بداية العام الدراسي ... إلخ) و نجد ايضا في فلسطين مؤسسة فاتن التي تقدم برنامج إقراض المجموعات المخصص للنساء فقط و يعمل هذا البرنامج علي مساعدة النساء العاملات من المنزل و لا يتطلب ضمانات مادية. و يمتاز المنتج بأنه قروض صغيرة و فترات سداد قصيرة و نجد أيضا في تونس مؤسسه إندا و تقدم إندا لعملائها من النساء فرصاً لتطوير مهاراتهن لزيادة دخلهن وإكسابهن المزيد من الثقة وتزويدهن بمنشآت صغيرة مثل المقاهي التقليدية للرجال ومعارض تجارية في المناطق الفقيرة والعمل على تمكينهن وتعزيز التشبيك بين النساء.
ومما سبق نجد أن جميع مؤسسات التمويل الأصغر في الوطن العربي تعمل علي إقراض المرأة و تمكينها إقتصاديا و تقديم العون لها في كسب قوتها هي و عائلتها.