أكلت يوم أكل الثور الابيض

24/11/2010 1
علي الجميل

يبدو والله اعلم ان امريكا واوروبا لن تستطيع الخروج من ازمتها المالية والاقتصادية والتي بدأت تنال من دول اخرى غير اليونان سوى باللجوء الى الحلول الاخيرة والمكلفة عالميا وباهظة الثمن والتي قد تجر معها مساوئ وبلاوي اكبر من ازمة مالية تحتاج لبضع سنوات حتى تخرج منها. ولكن قد يكون في فكر امريكا واوروبا ان هذا هو الحل الوحيد والمخرج الاخير للخروج من ازمة حاولوا استغلالها ولكن انقلبت عليهم كما يظهر لبعض المتابعين والدليل على ذلك ارقام البطالة والنمو والحزمة الثانية من التحفيز التي اقرت في امريكا . السياسة والاقتصاد مترابطين في جوانب عديدة ولا يمكن الفصل بينهم ؛ وما حدث امس صباحا بين الكوريتين جعلني استرجع بالذاكرة بعض الاحداث الاخيرة والتصاريح وايضا ما قرات وسمعت من كلام المحللين المحايدين او ذوي الخيال الواسع لان السياسة تحتاج لخيال واسع حتى تستطيع رسم السياسة نفسها وضيق الافق العدو اللدود لصانعي القرار ولكن الطموح الزائد قد يودي بصاحبه كما فعل مع هتلر على سبيل المثال.

تبذل أمريكا ما في وسعها لعزل ايران دوليا وتحاول كسب حلفائه في صفها حتى تجعل منه ثورا ابيضا سهل الاكل كما في المثل الشهير ، وكما فعلت بالعراق وحاولت ان تفعله بسوريا ولكن وقفة العرب وخصوصا السعودية في سحب اخوانهم من ايران جعل محاولات اسرائيل وامريكا تفشل لان بعض القادة علموا ان عزل سوريا سيجعل منها ثورا ابيضا ويلحق به الثور الاحمر والاسود (مصر والسعودية) حمى الله بلادنا من كل شر وسوء. السودان للاسف الشديد ثور ابيض يخوض مرحلة عسرة الطلق نتمنى من قادتنا حمايته ولو متأخرين . نعود الى الكوريتين ومع صوت القذائف الذي دب بالامس نسأل انفسها هل هناك مرحلة جديدة يجري تحضيرها ام مجرد رصاصة طائشة والهدوء سيستمر ما دام الديموقراطيين يحكمون في امريكا ؟