اللقيم في الخليج لم يعد ميزة

08/11/2010 10
ايهاب يحيى

تتمتع صناعة البتروكيماويات في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة بالمواد الأولية الرخيصة والاستفادة من مكونات الغاز الطبيعى الغنية بالبروبان والإيثان والبيوتان - المواد الأولية للاثيلين والبروبيلين مقارنة بالنافتا التقليدية التى تتفوق عليها فقط فى البيوتادايين و المكونات الثقيلة. ولكن تقول مصادر تعمل لصالح مؤسسة Platts أن هذه الميزة السعرية قد لا تدوم طويلاً.

عدد قليل من حقول الغاز الجديدة القادمة على الطريق في منطقة الشرق الأوسط، وتستخدم تلك الحقول لتحل محل الحقول القديمة فى الوقت نفسه يتوقع أن يتم تحويل أكثر الإكتشافات الموجودة والقادمة من الغاز إلى الاستخدام المحلي (مثل الصناعات التحويلية) مما يزيد من الطلب عليه محلياً فينتج عن ذلك زيادة سعره للأسواق الخارجية.

على سبيل المثال أعلنت أرامكو السعودية في أغسطس، أنها بصدد تحويل حوالي 20 ٪ من إنتاجها من البيوتان لتلبية الطلب المحلي، وكذلك إنتاج أفران شركة كيان السعودية الجديد الذي بدأ الإنتاج في سبتمبر. كما يتم تحويل نحو 5.6 مليون طن متري في مجمعات البتروكيماويات في المملكة في عام 2010 للإستخدام المحلى و هذه الكمية تفوق بمقدار كبير عن مثيلتها في 2009 و التي تقدر ب3.2 مليون طن متري تستخدم محلياً.

ويتوقع لاتجاه تحويل اللقيم للاستخدام المحلي أن يستمر في التزايد، و ذلك من أجل المضي قدما فى تعظيم العائد على اللقيم مضيفا بذلك المزيد من العوائد على منتجاتها من البتروكيماويات.

وقال رئيس GPCA، والرئيس التنفيذي لشركة سابك "محمد بن حمد الماضي"، انه لا يرى أن الموقف مثير للقلق أو أن هذا الاتجاه فى المنطقة سوف يفقد اللقيم ميزته. مضيفا أن الشرق أوسطيين عقلاء، وقال بن حمد الماضي مشددا على أن الاستثمارات البتروكيماوية نقطة الإنطلاق إلى حيث توجد المواد الخام أو حيث توجد الأسواق. واضاف لا يوجد شىء يبقى ثابت إلى الأبد. وسيكون هناك نمو متواضع في أسعار المواد الخام، وهذا يمكن أن يكون مفيد للمورد وسوف يحفز أيضا منتجي البتروكيماويات بذل المزيد من الاستثمارات في هذه المنطقة.

فماذا يخبئ 2011 لهذه الصناعة؟

قبل أزمة الائتمان توقع كثير من المحللين لمجال البتروكيماويات أن الصناعة سوف تدخل منعطف خطير في 2011-2012 بسبب اضافة طاقات إنتاجية كبيرة من الشرق الأوسط. و ثم يبدأ الانتعاش بعد ذلك في 2014-2015 ، ثم تبدا الذروة بعد ذلك. وما فعلته أزمة الائتمان هو بداية هذه الدورة سنتين قبل توقع حدوثها أي في 2009 بدلاً من 2011. كما تسببت في إغلاق بعض المصانع غير قادرة على المنافسة في حين توقف أو تأخرت بعض المشاريع الجديدة في الشرق الأوسط.

هناك مصادر تتوقع الآن أن الانتعاش في صناعة البتروكيماويات سيأتي في 2011-2012 والوصول إلى أعلى دورة في 2013-2014. كثيرون يشعرون أننا مررنا من أسوأ مراحل الأزمة وسوف يبدا الإنتعاش والسؤال هنا كيف يمكن و إلى أى مدى يمكن أن يستمر هذا الإنتعاش؟