قبل فتح السوق للأجانب يجب أن ...

31/10/2010 9
محمد النهدي

طالعتنا اليوم الصحف المحلية بخبر يفيد بفتح السوق السعودي أمام المستثمرين الأجانب خلال الربع الأول من 2011 بحسب المصادر المطلعة لصحيفة الجزيرة، وقالت الصحيفة أن هيئة سوق المال قطعت جزء كبير من الدراسة المبدئية والتي ركزت فيها على فتح السوق أمام الصناديق الاستثمارية العالمية. والجميع يعلم مدى حرص الهيئة على تطوير السوق السعودي وجعله سوق مؤسساتي ولمساتها واضحة في هذا الجانب.

لا شك أن مثل هذا القرار سيكون له نتائج إيجابية على السوق السعودي على المدى المتوسط والطويل، لكن قبل الدخول بمثل هذه التجربة يجب على هيئة سوق المال السعودي دارسة التجربة السابقة لفتح السوق أمام المستثمر الأجنبي من خلال اتفاقيات المبادلة ومدى نجاحها في تحقيق أهداف الهيئة ... حيث يلاحظ أن إجمالي المشتريات من خلال اتفاقيات المبادلة في 2010 من قبل الأجانب لم تشكل سوى 2 % من إجمالي تداولات السوق خلال العام الجاري وهي نسبة ضعيفة جدا ولم تقدم أي إضافة للسوق السعودي.

اعتقد انه يجب على الهيئة في الوقت الحالي لأجل رفع سيولة السوق وتحسين بيئة الاستثمار فيه التركيز على أمور أهم بكثير من السماح للمستثمر الأجنبي بالدخول للسوق السعودي في الوقت الحالي، وهي زيادة الشفافية والإفصاح لدى الشركات المدرجة بالسوق، حيث يعاني المستثمر السعودي من صعوبة الحصول على المعلومات المهمة التي تساعده في تقييم الاستثمار لأي شركة وهذا ما يجعله يخشى الاستثمار في السوق لانعدام المعلومة لديه.

من المعلومات المهمة التي نفتقدها في السوق مثلا هو حجم الكميات المباعة للشركات الصناعية وأسعار البيع، فمثلا يوجد في السوق أكثر من 10 شركات تعمل في قطاع البتروكيماويات (أكبر قطاع في السوق) وتقوم هذه الشركات بإنتاج عدة أنواع من المنتجات البتروكيماوية وتختلف أسعار هذه المنتجات بحسب مناطق البيع والخصومات المقدمة للعملاء، لكن شركاتنا لا تعلن عن حجم المبيعات ومتوسط سعر البيع خلال الفصل، ونفس الأمر ينطبق على الشركات الصناعية الأخرى مثل صناعة الأنابيب والبلاط والمكيفات والأدوية وغيرها.

أيضا نفتقد إلى أعداد المشتركين بالنسبة لشركات الاتصالات، وكذلك عدد الفروع لشركات التجزئة ومساهمتها في نتائج الشركة، والوحدات العقارية والمساحات التأجيريه للشركات العقارية، واهم التطورات بالنسبة للمشاريع تحت التنفيذ ونسبة الإنجاز. ومن أهم المعلومات التي نفتقدها ولها تأثير على قطاع مهم في السوق هي المعلومات الخاصة بقطاع البنوك من حيث حجم القروض المتعثرة لدى البنوك وحجم الضمانات التي تمتلكها هذه البنوك كتغطية للقروض. طبعا نحن نطالب بهذه البيانات على شكل فصلي وليس سنوي.

أيضا يعاني المستثمرين من ضبابية عالية في فهم طبيعة شركاتنا العاملة في قطاع الاستثمار المتعدد، وما هي المؤثرات على نتائج هذه الشركات التي لا تقدم أي معلومة تفيد المستثمر. كما يواجه المستثمر معضلة في معرفة الظروف المستقبلية للشركات التي تأثرت أنشطتها بالأزمة الاقتصادية صيف 2008 ولا زالت حتى اللحظة نتائجها مخيبيه للمستثمرين ولا تقدم أي معلومات عن العقود التي حصلت عليها أو العقود التي تم تأجيلها أو إلغائها وحجم الطلب والعرض في نشاطها وحدة المنافسة في هذا السوق.

صغار المساهمين ليس لهم أي تأثير في الجمعيات العمومية للشركة. فمتى يتم إلزام الشركات بتطبيق التصويت التراكمي؟؟ ومتى يتم إيقاع العقوبات على مجالس الإدارات بدل من الشركة عند مخالفة الأنظمة؟؟ ومتى يتم منع التسريب لأخبار ونتائج الشركة للأشخاص المقربين؟؟

نتمنى من الهيئة قبل البدء بالسماح للأجنبي دخول السوق السعودي أن تعمل على إلزام الشركات بزيادة الإفصاح وتطبيق الحوكمة بشكل كامل، لما لذلك من أثر ايجابي على المستثمر المحلي وقراراته الاستثمارية وبعد ذلك يتم النظر إلى المستثمر الأجنبي والذي لا شك أنه لن يأتي إلا إذا تأكد بان المخاطرة في سوقنا عند الحدود الدنيا.