بشكل عام تنشط حركة الاندماجات، والاستحواذات، بين الشركات خلال مراحل الركود الاقتصادي، وذلك بحثاً عن فرص توفير تكاليف تضمن استمرار الشركات. وكانت حمى تلك الأنشطة قد بلغت ذروتها خلال عقد الثمانينات، والتسعينات الميلادية، عندما تكونت في أميركا مجموعة من رجال الأعمال النشطين، الذين أخذوا على عاتقهم مقارعة إدارات الشركات الكبرى، والتي كانت ذات أنشطة متنوعة، ولديها أصول مختلفة، امتلكتها على مدى سنوات، بدون وجود رابط بينها، ولكن إدارات تلك الشركات قاومت فكرة تقسيم الشركة إلى شركات، أو بيع الأصول التي ليس لها علاقة بالنشاط الأساسي للشركة، لأن ذلك سيقلل من حجم، تلك الأمبرطوريات التي كان يديرها أولئك المديرون، ومن ثم جاء مستثمرون خارجيون، وقدموا أنفسهم كمدافعين عن حقوق عامة المساهمين، ضد تصلّب إدارات الشركات. والواقع أن أولئك المستثمرين الخارجيين قد نجحوا في قلب الموازين، وحال توليهم تلك الشركات، قاموا بعملية إعادة هيكلة، بحيث فصلوا الأصول غير الضرورية للنشاط الأساسي، وحققوا أرباحاً عالية من عملية بيع تلك الأصول غير الضرورية، وكثير منها كانت عقارات، أو أنشطة ثانوية، لم تكن الشركة الأم تحقق من ورائها عائداً مناسباً.
اليوم، وفي ظل الأزمة المالية العالمية، هناك دعوات للقيام بالمزيد من الاندماجات، والاستحواذات، وهنا لابد من التذكير بأن الاندماجات هي مثل الزواج، فهي تتطلب توافقاً بين الطرفين، في حين أن الاستحواذات هي عمليات قسرية، وقد تكون عدائية، ولكن في كل الحالات، ولكي تنجح عمليات الاندماج، أو الاستحواذ، لابد من أن تكون هناك فائدة مرجوة من ذلك للمساهمين، أي أن تنتج من تلك العمليات فوائد مالية مباشرة للمساهمين، وألا تكون عمليات الاستحواذ، أو الاندماج مجرد عمليات تجميلية، قد تعزز من دور الإدارة الجديدة، بدون عائد على المساهمين.
أخلص من ذلك للحديث عن موضوع ذي علاقة، يتعلق بالشركات السعودية المساهمة، التي تعلن عن طريق نظام تداول، عن شروعها في عملية اندماج، أو استحواذ، وبعد أشهر تعلن تلك الشركات عن إلغاء الصفقة، وتتكون ريبة عند المساهمين بأن كل تلك العملية كانت مسرحية، قد تمت لمصالح شخصية، وأنه لم تكن هناك نيّة حقيقية للمضي قدماً.
وهنا كل ما نطالب به تجاه هذا الموضوع، هو أن يكون لدى هيئة السوق المالية جهاز توثيق، ومحاسبة، يراجع عمليات الاندماج، والاستحواذ، بعد إلغائها، وأن يقوم بالتحقق من أن إلغاء الصفقة قد تم لأسباب مهنية صرفة، وبذلك يطمئن المساهمون أن إعلانات الاستحواذ، أو الاندماج، وإعلانات إلغائها، هي لأسباب موضوعية.
شكرا أستاذ سليمان على هذا التنويه,,, أود ان أضيف ان البعض لن يترك محاولة الاندماج, بشتى الطرق والمحاولات,, فهناك بعض المحاولات التي كانت محاولات الاندماج, مع اكثر من شركه,, اما شركه مستقله, لا يملك اصحاب الشأن ملكيه واضحه,, او مع شركه يكون رئيس مجلس الاداره يملك قدرة على اتخاذ قرار بها,,, واخيرا هناك مقولة ((من لم يستطع الدخول من الباب,, فسيحاول الدخول من الشباك)),,, مثل محاولة العثيم الاخيره,, وقبله الكيميائيه والموارد,, العبيكان والمتطوره... أجواء والغذائيه,, القصيم الزراعيه والبندريه,,, لكن هذا لا يمنع ان هناك بعض عمليات الاستحواذ التي كانت في قمة الاحترافيه, والشفافيه,, مثل استحواذ المراعي على حائل الزراعيه.
شكرا اخ سليمان مقال جميل.........ولكن احب ان اظيف ان عملية الاندماج قليل جدا جدا تنجح لدينا وذلك لعدة اسباب :1الرغبة في الصلاحيات وحب الظهور والسيطره 2لاتوجد جهة محايده نزيهه تقوم بتقييم حقيقي للأصول لكل الطرفين فلابد من تظخيم كما حصل في علاوات الاصدار وبمباركة الهيئة 3لانعرف مايسمى روح الفريق الواحد والعمل المشترك.4دول حاولت تندمج مثل اليمن الشمالي والجنوبي ما هي النتيجه؟؟ دول الخليج حاولت تندمج في عمله ماهي النتيجه؟؟؟ فشلت العملة االذي اصم اذاننا بتاريخ اطلاقهابعض المسئولين. لذلك يجب ان يتم التركيز على الاستحواذ فهو اقرب للتطبيق الي حين نعرف ثقافة اندماج ومن ثم لكل حادث حديث .....شكرا مره اخرى على المقال .
شكرا أستاذ سليمان,, ياليت أحد من المهتمينر بشأن البتروكيماويات, ان يعمل مقال او تقرير عن الاندماجات التي تمت في قطاع البتروكيماويات,, مثل سابك والDSM الهولنديه, ابك والGE للبلاستيك المتقدمه, التصنيع وجلوبل لثاني اكسيد التيتانيم,
تصحيح,,, المهتمين بدلا من المهتمينر