ان الاخبار الدائرة حاليا فى اسواق المال حول صفقات الاندماج المرتقبة داخل قطاع الاتصالات سواء اوراسكوم تليكوم او زين تتماشى مع مرحلة اعادة التكوين التى يمر بها الاقتصاد العالمى حيث ان الشركات بدات الاتجاه نحو تكوين كيانات مالية اكبر تمتلك السيولة الكافية للدخول فى استثمارات جديدة والتوسع لتحقيق ارباح تعوض مرحلة الكساد التى مرت بها اثناء زروة الازمة. كما ان عملية الدمج المرتقبة بين أوراسكوم تليكوم وفيمبلكوم جاءت فى ظل محاولات نجيب ساويرس رئيس مجلس ادارة شركة ويزر انفستمنت المالكة لنسبة 51% من اوراسكوم تليكوم فى ايجاد حل نهائى لوحدة الشركة التابعة فى الجزائر فى ظل استمرار الحكومة الجزائرية فى التمسك بحق الشفعة والذى افشل من قبل المفاوضات مع "ام تى ان" الجنوب افريقية وكذلك استمرارها فى فرض مزيد من الضرائب والمعوقات على وحدة جيزى - والتى تعد المصدر الاول للايرادات فى شركة اوراسكوم تليكوم- بالاضافة الى تاثير ذلك المباشرعلى ايرادات النشاط والتى تنعكس بالضرورة عل نتائج اعمال المجموعة والتى جاءت متراجعة خلال النصف الاول من العام الحالى مقارنة بنفس الفترة بالعام السابق. ان عملية الدمج تعود بنا الى نفس سيناريو الذى حدث فى عام 2004-2005 حينما تخلص نجيب سويرس من وحدات اوارسكوم التابعة فى الاردن والعراق من اجل ايجاد سيولة لسداد الالتزامات المستحقة لذا فان الدافع الاساسى لعملية الاندماج يرجع الى الضغوط التى مازلت تواجه الشركة فى الجزائر والتى حرمتها من تحويل الارباح منذ اكثر من 19 شهر وكذلك ايضا فى ظل الوضع المالى للشركة والذى لا يسمح بالانتظار. بالرغم من اعلان طرفى عملية الدمج عن استعداهم التام الى اتمام الدمج الا ان هناك المزيد من المعوقات ياتى على راسها تمسك الحكومة الجزائرية على موقفها تجاه جيزى وكذلك ايضا هناك تضارب قد يحدث فى وحدات الطرفين فى كلا من باكستان وبنجلادش الامر الذى يحتاج الى دراسة قانونية لقانون تنظيم الاتصالات فى كلا البلدين لان كلا الشركتين يحمل ترخيص بتقديم خدمات الهاتف المحمول فى البلدين وعملية دمج هذه الوحدات سيحتاج الى وقت. ولكن على اى حال فاذا سارت الامور كما يشاء الطرفين فان كلاهما سوف يستفيد حيث سينتج الدمج عن كيان عالمى فى عالم الاتصالات يحتل الترتيب الخامس على مستوى العالم ويمتد ذراعه الى اكثر من 20 دولة حول اسيا و اوربا و افريقيا وسيزد الكيان الجديد حوالى اكثر من 170 مليوم مشترك. كما ان عملية الدمج ستسمح لاوراسكوم تليكوم التخلص النهائى من مشكلة وحدة الجزائر كما ستوفر لها مزيد من السيولة التى تسمح لها باستمرا توسعاتها فى اسواق جديدة وايضا سداد التزامتها المستحقة فى 2013 وبالرغم من ان عملية الدمج تعتبر استثمار محفوف بالمخاطر بالنسبة لفيمبلكوم الا انها تطمع فى الدخول فى اسواق جديدة واعادة هيكلة محفظتها الاستثمارية. ولقد انعكست هذه الاخبار الايجابية بشكل مباشر وسريع على تعاملات السوق المصرى والتى انعكست على احجام التداول والتى حققت اعلى مستوى لها خلال 6 شهور فور الاعلان عن خبر الاندماج كما دفع الاعلان عن سعر الصفقة المرتقبة المستثمرين الى اعادة تقييم سعر السهم السوقى وتقييم ايضا باقى اسهم القطاع التى نالت نصيب من هذه الارفاعات من تعاملات الاسبوع الماضى. وسوف يستمر تاثير ذلك على السوق مع استمرار ارتفاع سهم اوراسكوم تليكوم صاحب الوزن النسبى الاكبر فى اداء المؤشر وستساعد هذه الارتفاعات الى خروج السيولة المحبوسة فى السهم عند مستويات سعرية مرتفعة واعادة استثمارها مرة اخرى كما الفرص الاستثمارية الحالية جاذبة لدخول سيولة جديدة الى السوق وهو ما سيدفع المؤشر العام للسوق الى تحقيق مستهدفات سعرية جديدة بالتزامن مع اعلان الشركات عن نتائج اعمال ايجابية فى الربع الاخير لهذا العام.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع