تداول البيانات اهم من المال!

21/09/2010 8
عبدالله البراك

تعد تداول الشركة الوحيدة المسؤولة عن توفير الأسعار والبيانات اليومية والتاريخية للمتداولين وكذلك الإشراف على المؤشرات الحالية والتي تبلغ ستة عشر مؤشر وتطويرها وتزويد المتداولين والباحثين بالمعلومات .إلا أنه  في الفترة الماضية منعت تداول تحميل البيانات التاريخية واستخدمها من قبل المحللين والباحثين إلا بعد شرائها منها معللةً إن هذه البيانات ملك لها. بل وصلت  بالتلويح بالملاحقة القانونية لمن يخالفها.

إذا أردنا أن نعمل مقارنة صغيرة بين البيانات التاريخية لـ"تاسي" و البيانات التاريخية للمؤشرات الأمريكية سوف نجد أن هناك مئات المواقع التي توفر البيانات مجاناً وأشهرها موقع yahoo المشهور حيث  يوفر البيانات  التاريخية مجاناً وبأكثر من صيغة من EXCEL  إلى TEXT.

السؤال الذي أوجهه لتداول أية أسعار تاريخية تريد بيعها على المتداولين ؟  هل تريد بيعنا بيانات المؤشر العام القديم التي طُمست وطُمس معها تاريخ أكثر من 20 سنة أم تريد بيعنا بيانات المؤشر الحر الذي يحمل بيانات خاطئة؟

بدأ العمل بفكرة المؤشر الحر في السوق السعودي في تاريخ 5/4/2008  وظهر في ذلك الوقت على وسائل الاعلام متحدث  من ادارة تداول يشرح الفكرة وتطبيقها، موضحاً إن إدارة تداول سوف تزود المستثمرين بقيم هذه المؤشرات ابتداءً من تاريخ 1-1-2007.

بالرغم من أهمية مثل هذه المعلومات وقيمها التاريخيه والتي لايمكن أن يستغني عنها أي متداول خصوصآ وأن السوق السعودي مر بمرحلة تصحيحيه عنيفه وتاريخيه يجب أن لاتغيب عن مؤشراتنا الا أنها طمست بالكامل رغم أهميتها الكبيرة، ولم يقف الحال عند هذا الوضع بل أن القيم "التاريخيه" أتت ايضآ مبتوره ولاتحمل سوى الاغلاقات  مستبعدين الأعلى والأدنى ولا اعلم لماذا تقرر استبعادها رغم اهمتيها. فأي متعامل في  سوق الأسهم السعودي أو أي باحث  يعلم مدى أهمية مثل هذه البيانات.

الانطلاقة للستة عشر مؤشراً والتي تفتقر للكثير من المعلومات التاريخية جعلتنا كمراقبين ومهتمين بدراسة تحليل تداولات السوق اليومية _ وخصوصا بعد أن أصبح السوق أكثر دقة وتنظيما بعد تصنيف الشركات و تقسيم القطاعات_ جعلتنا نلجأ إلى إعادة حساب هذه المؤشرات من خلال إعادة حساب المعلومات التاريخية للشركات كل قطاع على حده،  حتى نتمكن من ملئ هذه الفراغات للحصول على مؤشرات مكتملة تؤدي الغرض التي وضعت من أجله.

فعند دراستنا لأصغر قطاع كنقطة انطلاق لعملنا هذا اخترنا قطاع الفنادق والسياحة والذي يضم شركتين هما الشركة السعودية للفنادق وشركة المشروعات السياحية "شمس" وبعد أن تمت مراجعة المعلومات المتوفرة لهذا القطاع من قبل إدارة تداول وهي من تاريخ 6/1/2007 نتفاجأ أننا ليس أمام مؤشر يفتقد للكثير من البيانات التاريخية فحسب وإنما يفتقر للدقة ولايعكس أداء الشركات المدرجة ضمنه.

فبالعوده لأداء شركات هذا القطاع نجد أن شركة الفنادق قد حققت ارتفاعاً بما نسبته 18%  و شركة شمس هبوطاً 36% بينما مؤشر القطاع ولنفس الفترة يتفوق عليهما أداء ليحقق ارتفاعاً مانسبته 28% وهو الذي من المفترض وبأبسط الحسابات الرياضية أن لا يتخطى أداءه أداء أي من الشركات المدرجة ضمنه ! والأغرب من ذلك وبالعودة للبيانات التاريخية نجد أن المؤشر قد حقق وخلال يوم واحد ارتفاع مانسبته 25% وهذا كان بتاريخ 26/2/2008.

بالنظر إلى الخط الأسود الذي يمثل تحركات شركة الفنادق مع الخط الأخضر والذي يمثل تحركات  شركة شمس كان من المفترض أن يعطينا خط جديد وهو خط  مؤشر القطاع على أن يكون متقارب ومماثل لحركات شركات القطاع بالكامل. لكن هذا لم يحدث!

من خلال الرسم البياني عند بداية 2007 يتضح أن هناك ترابط نوعا ما بين الشركات والمؤشر  لكن عند فبراير 2008  يتضح الخلل فمؤشر القطاع يغرد خارج سرب الشركات بينما الشركات تنخفض  يرتفع  مؤشر القطاع.

في يوم 25/2/2008 اقفل مؤشر قطاع الفنادق والسياحة عند نقطة 5331 وفي اليوم التالي 26/2/2008  اقفل المؤشر عند 6658 ( وهذا حسب بيانات إدارة تداول ) بنسبة ارتفاع 25.9% في يوم واحد وهذه النسبة غير مسموح بها في السوق السعودي والتي لاتتجاوز الـ10%.

من دراسة اصغر قطاع في السوق انكشف لنا هذا الخلل فماذا سنكتشف لو قمنا بدراسة بقية القطاعات ولاسيما القطاعات الكبيرة والتي تعج بالمنح والادراجات الجديده والتي كانت تحتاج إلى تعديلات في قيمها السوقيه بدقه عاليه كي نخرج بمؤشر يعكس حقيقة أداء هذه الشركات مثل قطاع الصناعات البتروكيماوية. و قطاع التطوير العقارى أوقطاع  الزراعه والصناعات الغذائيه.

سوف نترك هذا الأمر لإدارة تداول لكي تراجع حساباتها من جديد، لكن السؤال المهم هل إدارة تداول لديها القدرة على إعادة حساباتها كل ثلاثة أشهر ولاسيما في ظل الإدراجات القادمة و زيادات رؤوس الأموال المستقبلية واختلاف نسب المستثمرين؟

وكيف تستطيع ادارة تداول ان تخرج من دوامة الحسابات المعقدة والدقيقة. وكيف نضمن عدم تكرار هذه الاخطاء الخطرة والحساسة مستقبلاَ؟

وبعد كل ذلك ألا تخجل تداول من بيعها البيانات التاريخية بينما الشركات المماثلة في الأٍسواق الأخرى تقدمها مجاناً!