من أولويات القسم المالي في قطاع الأعمال تخطيط السيولة للشركات بالتأكد أن الموجودات المتداولة تتجاوز المطلوبات المتداولة لتلافي شبح الإفلاس، كما يقوم بإيجاد التمويل القصير الأجل اللازم لتلك العملية إما عن طريق السحب على المكشوف أو القروض قصيرة الأجل. ويتلقى المدير المالي الراتب المجزي والحوافز المغرية جراء قيامه بتلك المهام المحورية في قطاع الأعمال، كون دوره لا يقل أهمية عن دور المدير التنفيذي، ولذلك نرى في التقارير المالية السنوية جميع الرواتب والحوافز المدفوعة للخمسة الكبار في الشركة بما فيهم المدير التنفيذي والمدير المالي.
و لكن وعلى مستوى الأفراد، نجد أن الغالبية العظمى منا تعاني من اختناق السيولة وما يزيد الأمر سوء هو وجود القروض طويلة الأجل والتي تقتطع على الأقل ثلث الدخل، ولكن متى وأين نجد اختناق السيولة للأفراد، كيف نتغلب عليه، وكيف نحول نقاط ضعفنا إلى نقاط قوة؟
نجد أن الشريحة العريضة من المجتمع تعاني من اختناق السيولة عند دفع إيجار السكن، هذا بالإضافة إلى مواسم الصيف، رمضان، عيد الفطر، العودة للمدارس، و أخيرا عيد الأضحى. و بغض النظر عن إيجار السكن، نجد أن الوقت الحرج لسيولة الأفراد يتركز تقريبا في النصف الثاني من كل عام.
يلجأ بعض الأفراد إلى التمويل قصير الأجل عن طريق البطاقات الائتمانية خلال تلك الفترة ولا تعتبر طريقة ذات جدوى كونها تساهم في تعثر السداد لاحقا وتؤثر على السجل الائتماني للفرد. و بالنظر إلى ثقافة الادخار نجد أن النصف الأول من كل عام فرصة لا تعوض كونها فترة قليلة الالتزامات ويمكن للفرد في أثنائها بناء أرصدة مالية تساعده على التغلب على اختناقات السيولة و تغنيه عن الاعتماد على بطاقات الائتمان بشرط توفر الوعاء الادخاري المناسب كحساب بنكي مستقل مثلا. وإن كنت أعتقد أن الاكتتابات تعد أفضل طريقة للادخار و الاستثمار في نفس الوقت، فهي تتطلب مبالغ مالية معقولة وغالبا ما تكون المحصلة النهائية لجميع الاكتتابات خلال ستة أشهر أو عام كامل هي الربح. فيتم اللجوء إليها متى ما دعت إليها الحاجة، و تسيَل أسهمها شركة تلو أخرى.
أما وقد التعامل مع تخطيط السيولة والتغلب عليها، فيمكن استغلالها وتوظيفها في صالح الفرد المستثمر، فبإمكانه شراء الأصول على مختلف أنواعها كالأوراق المالية والعقارات بأسعار تقل عن قيمتها العادلة خلال فترات اختناق السيولة للأفراد والتي وجدنا أنها تكون جلية في النصف الثاني من العام الهجري. كما يمكنه إعادة بيع تلك الأصول بربح مجزي (إذا كان يتبنى سياسة الاستثمار قصير الأجل) خلال فترة توافر السيولة في يد الأفراد والتي غالبا ما تكون خلال النصف الأول من العام الهجري.
ومع تحقيقك الأرباح عاماً بعد أخر وتنميتك لثروتك، ألا تستحق أن تكون المدير المالي لحياتك؟؟
شيئ رائع , لاعدمناك .
أفضل وسيلة هي تنمية(( الحس الشخصي)) لكل فرد, عندئذ سيكون مدير مالي جيد, فهو أعلم الناس بنفسه عن مقدار دخله, وهو في نفس الوقت اعرف الناس بضروراياته, لذا سيكون الانفاق مرتبط بحسه عن دخله...الخ
للاسف اغلب الناس في مجتمعنا يطبق قاعدة عيش يومك فتجده بدايه الشهر مع نزول الراتب يصرف وكأنه وزير ونهاية الشهر تلقاه يدور سلف (ويتذمر ان الراتب مايكفي(عندما نذهب لسوبر ماركت اغلبنا لا يأخذ ورقه بما يحتاج بل يذهب ويأخذ ماتقع عليه عينه وكثير منها لايحتاجها . من منا عمل ميزانيه سنويه او حتى شهريه لاسرته؟؟؟ بعد ايام قليله تأتي ليلة العيد وتجد الناس في سباق مع الزمن والزحام في كل مكان لشراء لوازم العيد وكأن العيد قد اتى للناس فجأه لكن السبب نفس القاعد عيش يومك