من الواضح جدا أن إدارة كيان كانت على علم بالزيادة في التكاليف قبل أكثر عام ونصف من الآن على اقل تقدير والمطلعين ببواطن الأمور كانوا يعلمون أنها تجاوزت الميزانية المرصودة والمقررة للمشروع.
ومن خلال حديثي مع بعض مهندسي المشروع آنذاك كانوا كلهم على إجماع أن التكاليف ستتجاوز بكثير الميزانية إلا أنهم كانوا في سباق مع الزمن في انجاز المشروع بأسرع وقت ممكن وبأي ثمن (شيك مفتوح) على أمل اللحاق بأسعار المنتجات الكيماوية والتي كانت مرتفعه حينها حيث كان سعر الايثلين 1200 دولار للطن ومتوسط أسعار البوليمرز 1300-1350 للطن.
ومن كانت لديه الفرصة آنذاك لزيارة موقع المشروع سيتفاجىء بالأعداد الهائلة من العمالة والمعدات الضخمة التي كانت تعمل على مدار الساعة حتى أن المشاريع البتروكيماوية الأخرى كالصحراء والتصنيع وغيرها تأثرت بذلك وأصبح من النادر عليها أن تجد مقاول يقوم بالأعمال لديها.
إلا أن المغامرة في سرعة الانجاز كانت على حساب التكلفة وبزيادة ليست بالبسيطة بل تعادل ربع المبلغ المقرر للمشروع. الآن اعتقد أن كيان على مفترق طرق فمن ناحية تبحث عن قرض قد يصل تكلفته إلى 11مليار ( القرض+ تكاليف التموين) ومن ناحية أخرى تراجع أسعار المنتجات والتي لا يبدو في المنظور القريب تحسنها بل حتى تماسكها عند هذه المستويات ومن يعلم كم ستكون الأسعار حين يتم الإنتاج التجاري والذي لن يتم قبل منتصف 2011 إذا مرت الأمور بسلام وبدون مشاكل فنيه كما هي العادة في مثل هذه المشاريع.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تؤجل كيان مشروعها حتى تعود التكاليف إلى أسعارها التي تمت دراسة الجدوى عليها فلقد رأينا في مشاريع مماثله مثل مصفاة ارامكو ومجمعها الكيميائي وغيرها من المشاريع العالمية تأجلت عدة مرات بسبب زيادة التكاليف.
صحيح ولاكن ان تكون الشركة جاهزة قبل دورة الارتفاع القادمة يعطيها فرصة اكبر من غيرها انظر الى ينساب
ممكن انهم خائفون على حصتهم المقرره من قبل أرامكو (( اللقيم)), فيما لو تأخروا في انجاز المشروع,في الوقت المحدد, بمعنى ممكن ان يكون مبداء أرامكو(( المزود للقيم)) (( use it or loose it)), بسبب ان حصتهم المقرره من(( اللقيم )) كبيره, مقارنه بحصة الصحراء او التصنيع