هبوط حاد في بورصة جزر الكناري وكوالا لمبور !!!

17/07/2010 3
ماهر القرا

عندما اسمع الاخبار عن هبوط البورصات العالمية .. وربطها مع السوق السعودي .. ينتابني شعور بالخوف .. ليس بسبب تأثر السوق السعودي .. ولكن بسبب وجود طبقه متعامله بسوق الاوراق الماليه لديها القناعه الكاملة بوجود ذلك التأثير القوي من السوق الامريكي على السوق السعودي (دون وجود مبررات اخرى) .. فما علاقه سوقنا بسوق اليابان شرقا وامريكيا غربا .. وهل تـأثر المؤشر السعودي بالارتفاع حتى يتأثر بالهبوط .. وما هو المدخل الى التصديق بهذه المبررات .. هل هو تحليل فني ام مالي ام نفسي؟؟ في الحقيقة ان المتداولين قد صرفوا النظر عن السبب الرئيسي لهبوط الاسواق العالمية والعربية ومنها السوق السعودي، وعلقوا اي هبوط يحدث في السوق المحلي بالسوق الامريكي، حتى ان البعض اصبح يتابع السوق الامريكي اكثر من متابعته للسوق السعودي!! وحتى لا يتهمني البعض باني قد بالغت بالامر وان السوق السعودي هو في حقيقة الامر تابع للسوق الامريكي، دعني اوضح امرا ..

لنفرض ان اثنين من البائعين المتجولين ذهبا الى البحر لبيع بعض مستلزمات الرحلات البحرية، وكان شخص اسمه جون له خبرة بالبيع، وصديقه اسمه احمد ما زال ( ناشئا ) في هذه المهنة،، وفي نهاية كل يوم كان يجني جون ربح 100 ريال يوميا، اما احمد فارباحه متذبذبه احيانا 50 واحيانا 70 واحيانا 100 ريال، لانه مازال في بداية تعلمه للمهنة، وحل فصل الشتاء وبدأت الامطار في الهطول، بالتأكيد ( الظروف غير مناسبة للتجارة ) ولكن لحب جون للعمل جعله يذهب الى ( السوق يوميا ) فاحيانا يجني في نهاية اليوم 20 ريال لعدم وجود زبائن ( متداولين ) ، واحيانا يخسر لانه لم يبيع اي شيء، وبالمثل فإن احمد سيكون حاله اسوأ من جون لانه اقل منه خبرة و كفاءة ..

ربما بعد ايام وشهور سيرى احمد ان ارباحه تتأثر كما تتأثر ارباح جون، ( ويظن انه تابع لجون في الربح والخسارة ) وربما ( يجعل جون مقياس له ) .. وتناسى احمد السبب الرئيسي في ربحه وخسارته وهي ( الظروف المحيطة بتجارته ) فهو للاسف لا توجد لديه بعد نظر يستطيع من خلالها ان ( يقيس مدى نجاح تجارته بالظروف المحيطة )  من الظروف الاقتصادية والمتغيرات التي تؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على تجارته. وكان لقصر نظره ان يتابع صديقه جون وان يكون تابع له في كل شيء دون التفكير في اي ظرف خارجي ..

هكذا هو حال المتداول لدينا، فهو تناسى وكما حدث في بداية الازمة العالمية ومؤخرا الازمة الاوروبية، تناسى الظروف السيئة التي يمر بها العالم، وتأثيرها المباشر والغير مباشر على السوق المحلي، واصبح يتابع السوق الامريكي او الاوربي الذي تأثر هو كذلك، فبطبيعة الحال عندما يهبط السوق السعودي ليس بسبب ان السوق الامريكي اغلق على هبوط، ولكن بسبب ان هناك ظروف سيئة اثرت على السوق الامريكي او الاوروبي وكذلك على السوق السعودي ..

وفي اثناء الاخبار السيئة ودخول الاسواق في موجة هابطة، تظهر بعض الاخبار الايجابية، وتعتبر مسكنات للاسواق المالية، وهو بالمثل كما حدث عندما هبط المؤشر في فبراير 2006 م من قمته عند 20 الف نقطة، كان بعض المسؤلين يظهرون على شاشات التلفزيون ويقولوا ان الاقتصاد قوي ومتين فتحدث ارتدادات مؤقته بسبب تلك التصريحات لا تلبث الا ان تنتهي ويبدأ المؤشر مشواره بالهبوط مره اخرى، كذلك وفي ظل الازمة العالمية تظهر بعض الاخبار الايجابية من دعم مالي لبعض الشركات المتعثرة او الحكومات او تصريحات من بعض المسئولين ومن ابرزهم بن شالوم برنانكي بان الاقتصاد بخير وفي طريقه للانتعاش، وبعدها مباشرة تحدث ارتدادات مؤقته للاسواق العالمية  ومنها السوق السعودي بسبب تلك التصريحات او نتائج الاجتماعات،، والمتداول البسيط المعزول عن مجريات الاقتصاد العالمي يظن ان السوق السعودي قد ارتد بسبب ارتفاع السوق الامريكي او الاوروبي .. ولكنه تجاهل السبب الرئيسي الذي اثر على الاسواق العالمية. فهو قد صرف نظره عن متابعة الظروف المحيطة والمؤثرة على الاسواق العالمية والعربية ومنها السوق المحلي، واصبح شديد المتابعة للسوق الامريكي.

فهذه دعوة لمتابعة العوامل الرئسية المؤثرة على الاسواق العالمية، وعدم التركيز على تداولات السوق الامريكي، فلكل سوق خصائصه ومميزاته، ولكل شركة يتم تداولها نمط معين في تحركاتها ( تحليل فني ) ونتائج اعمال ( تحليل مالي ) تجعلها مختلفة تماما عن مقارنتها بشركة اخرى.

لذلك ونحن في اوساط ازمة مالية عالمية لم تنتهي بعد لا سيما بعد تجددها مع ظهور الازمة الاوروبية لا تزال الاسواق المالية في ظروف سيئة وفي حالة من الضبابية وعدم الاستقرار، ودرجة المخاطرة عالية في ظل وجود سحابه ركامية تحمل اخبار سيئة يتوقع ان تهطل بامطارها في اي وقت، على المتداول الذي لا يحمل سوى مظلة بسيطة قد لا تحميه من شدة الامطار ..

فهل يا ترى سنركز متابعتنا في الايام القادمة نحو الاخبار الاقتصادية المحيطة وتأثيرها على الاسواق المالية العالمية والعربية، ويصبح تحليلنا منطقي لمجريات الامور، ام سنسمع روايات وقصص جديدة بان الاسواق في جزر الكناري وكوالا لمبور هابطة ونحن تأثرنا بها !!