مساهموا الشركات بين الأمس واليوم .. (الكيميائية مثالا)

01/07/2009 6
غريب العفيفي

صوت مساهموا شركة الكيميائية بعدم تمرير صفقتي الشركة مع شركة الموارد التجارية والمتمثلتين في قيام الشركة التابعة (سيتكو فارما) بشراء حصة 15 % من حصص الشركاء في شركة الموارد التجارية المحدودة (بمبلغ 135 مليون ريال).

وشراء الشركة (سيتكو فارما أيضا) حصة (50بالمائة) من حصص الشركاء في شركة الدواء للخدمات الطبية المحدودة من شركة الموارد التجارية بمبلغ (235) مليون ريال مقابل خروجها من ملكية (15بالمائة) من حصص الشركاء بشركة الموارد التجارية والبالغ قيمتها (135) مليون ريال) على أن يسدد فرق ثمن الصفقة مباشرة لمؤسسي شركة الدواء للخدمات الطبية.

وبغض النظر عن صحة القرار من عدمه، الا انه يظهر لنا ان مساهمي الشركات الذين يعملون وفق المثل الشعبي ( لكم اللحم ولنا العظام) قد ذهبوا، وخلفوا من بعدهم خلف يعملون وفق مبدأ ( تعاشروا كالإخوان وتحاسبوا كالغرباء).

مساهمو الكيميائية اليوم أثبتوا أن عقلية المستثمر قد تغيرت بتغير الزمن وتطورت بتطوره . قد يقول قائل ان المساهمين لم يأتوا بجديد وانما مارسوا الحق الذي يمنحهم اياه النظام. وهنا أقول ان الجديد في الأمر  هو ان نرى على أرض الواقع المساهمين  يمارسون حقهم فعلياً و يقولوا ( لا) بعد أن كان التصويت ولفترة طويله يتم على طريقة البيت العربي القائل :

وما انا الا من غزية ان غوت @@@ غويت وان ترشد غزية أرشد

رفض المساهمين تمرير هذه الصفقات جاء بحسب ما اعرف  لعدم اقتناعهم بها، خصوصاً وان ( الكيميائية) لم تقدم للمساهمين البيانات المالية اللازمة عن الشركة التي تريدهم أن يصوتوا عليها بحجة الخوف من المنافسين.

وهي حجة في نظري واهية ،فالشركة تعرف بكل تأكيد أن وسائل العصر الحديث قد فرضت على الجميع التغيير وان معرفة المنافسين لم تعد تقليدية كما كانت سابقاً، فالمنافس بامكانه الآن معرفة اي معلومات يريدها بالطرق الحديثة ناهيك عن أنه يستطيع  استقطاب الكوادر العاملة لدى المنافسين لمعرفة اسرارهم وهذه أبسط الطرق.

ثم أليس  نشاط شركة الكيميائية نفسها خاضع هو الآخر للمنافسه ومع ذلك فهي تنشر بياناتها المالية بشكل ربعي. أين الخوف من المنافسه هنا.؟

المساهمون بقرارهم هذا  أعادوا الكرة الى ملعب  الجهات الحكومية من وزارة التجارة وهيئة سوق المال الموقرتين، اللتين عليهما الآن العمل على اعادة ال ثمن الصفقتين الى حسابات الشركة .

الأهم في الأمر ( من وجهة نظري )، أن مساهمي الشركة بتصرفهم هذا خلقوا بادرة حسنه ( جعلها الله في ميزان أعمالهم)  أرى ان يتم تعميمها على مساهمي بقية  الشركات الأخرى الذين ربما لا يعرفون انه بامكانهم ان يقولوا (لآ ) ضد أي قرار لا يرون فيه مصلحتهم ، والذين يسيرون وراء مجالس الادارات وفق المثل الشعبي  ( مع الخيل يا شقرا)

علينا جميعاً وبكل امانه ان نقف احتراماً لمساهمي (الكيميائية ) الذين مارسوا حقهم الذي منحهم اياه النظام في ان يقولوا( لا )،وهو الأمر الذي سيحتم  على القائمين على الشركات  اعادة حساباتهم في التعامل مع مساهمي اليوم  او ( المساهمون الجدد)، وسينعكس ايجاباً على الشركات المساهمة وبالتالي سوق الأسهم لدينا ،خصوصاً اذا ما علمنا ان ذلك حدث في شركة بحجم الكيميائية.