من هم الرؤساء التنفيذيون الأكثر نجاحاً على المدى الطويل؟

21/06/2010 3
حسان بن عبدالله علوش

أجابت دراسة صادرة عن كلية "كاس بيزنس سكول" بلندن عن السؤال أعلاه، في بحث صدر حديثا عن فريق "مركز أبحاث صفقات الاندماج والاستحواذ" (MARC) في الكلية.

وخلصت الدراسة إلى أن الرئيس التنفيذي الذي يبرم صفقة رئيسية ناجحة في العام الأول من تعيينه تطول فترة بقاءه ونجاحه في الشركة، ويتفوق في الأداء على أقرانه في المدى الطويل.

وكان فريق "مركز أبحاث صفقات الاندماج والاستحواذ" (MARC) في كلية "كاس بيزنس سكول" بلندن الذي أجرى البحث، قد قام بفحص 276 صفقة رئيسية أبرمها رؤساء تنفيذيون خلال العام الأول لهم في المنصب في الفترة من 1997 إلى 2009 عبر 12 قطاعاً، بما فيها التمويل،والطاقة والكهرباء، والصناعة، والمواد، والتجزئة، والرعاية الصحية، والاتصالات، والسلع الاستهلاكية الرئيسية، والإعلام والترفيه،والمنتجات والخدمات الاستهلاكية، والتقنية العالية، والعقارات.

ووجد البحث أنه في حالات كثيرة يكون التغيير الاستراتيجي الرئيسي الذي يقوم به الرئيس التنفيذي في عامه الأول مفيداً، حيث يسهم في تحسين أداء الأسهم (إذا كانت شركة مساهمة) ولكن غالباً ما يؤدي إبرام أكثر من صفقة واحدة إلى أداء أكثر ضعفاً، حيث إن إبرام العديد من الصفقات بسرعة جداً يؤدي إلى إعاقة تطوير الصفقة السابقة.

وسلط التقرير الضوء على أربعة شروط من المحتمل أن توفر البيئة الملائمة لرئيس تنفيذي جديد لعقد صفقة رئيسية:

• طريقة تولي المنصب: إذا تم تعيين الرئيس التنفيذي خلفاً لسابقه الذي أُجبر على ترك منصبه.

• طريقة التوظيف: إذا تم تعيين الرئيس التنفيذي خارجياً.

• أداء الشركة: إذا تراجع أداء الأسهم إلى دون المستوى المتوقع قبل تعيين الرئيس التنفيذي.

• حوكمة الشركات: إذا كانت الشركة تتمتع بنسبة عالية من المساهمين من الشركات والمؤسسات.

وينظر إلى الرئيس التنفيذي الذي قام بإبرام صفقة ناجحة في العام الأول من تعيينه أنه مهندس النجاح في الشركة، وسيتمسك ملاك الشركة به رئيسا لشركتهم، وفي المقابل فإن الرئيس التنفيذي الذي يقوم بصفقة فاشلة ستتلاشى حظوظه باستمراره في منصبه وينظر إليه على أنه سبب للفشل في الشركة.

رغم أن البحث المشار إليه ركّز على أربع دول أوروبية رئيسية هي فرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة، وتضمن تغييرات رؤساء تنفيذيين لشركات مدرجة في مؤشرات "كاك"، و"داكس"، و"أيبكس"، و"إف تي إس إي 100"، إلا أنه ينطبق عموما على معظم الشركات في العالم إن لم يكن جميعها.

أعتقد أن البحث يفترض وجود أو بقاء عوامل النجاح الأخرى للرئيس التنفيذي على حالها، أو بالأحرى  يشير إلى نجاح الرؤساء التنفيذيين عند إبرام صفقات ناجحة مع افتراض أنهم ناجحون أو طبيعيون في جوانب النجاح الأخرى القيادية والإدارية ..، وتنتفي فيهم صفات الفشل الأخرى التي لا تتعلق بإبرام صفقات فاشلة كالرشوة مثلا والبيروقراطية ..الخ.. فهو يبرز جانب قدرة نجاح الصفقات في تأهيل الرئيس التنفيذي ونجاحه على المدى الطويل. 

هناك أمثلة متعددة في عالم الأعمال العربي لرؤساء تنفيذيون قاموا بصفقات ناجحة وبذكاء، كما أنه في المقابل هناك أمثلة متعددة لرؤساء تنفيذيون قاموا بصفقات لا يمكن تسميتها إلا بالغبية والفاشلة وإن كانت هناك عوامل وراءها أبرزها: طفرة ما قبل الأزمة، أودوافع شخصية، وقد أودت هذه الصفقات الفاشلة بالكثير من الرؤساء التنفيذيون إلى بيوتهم أو السجن أو الترحيل...

ملاحظة: ملخص البحث المشار إليه منقول بتصرف عن Polaris وكيل العلاقات الإعلامية لـ كلية "كاس بيزنس سكول".