مهزلة هيئة سوق المال وشركة ساب تكافل

29/06/2009 1
رياض الربيعه

لم يمضي على إدراج وتأسيس شركة ساب تكافل سوى سنتين تقريبا حتى خسرت الشركة أكثر من نصف رأس مالها وتقدمت لهيئة سوق المال بطلب زيادة رأس المال وذلك عن طريق طرح أسهم جديدة للاكتتاب لملاك الشركة.   شركة سابك تكافل والتي يملك غالبية أسهمها بنك ساب وبنك اتش اس بي سي، تقدمت في سبتمبر 2008 بطلب لهيئة سوق المال برفع رأس مالها وهو ما تم الموافقة عليه بسرعة تعتبر عالية (قد تستحق عليه مخالفة مرورية) مقارنة بشركات أخرى في السوق التي سبق وأن تقدمت بطلبات زيادة رأس المال ومضى عليها عدة أعوام حتى نسي غالبية المتداولين أن شركاتهم تنوي زيادة رأس مالها وقد تكون الشركات نفسها نسيت هذا الأمر نظرا لطول المدة وعلى سبيل المثال شركة التعمير والأحساء للتنمية ولا ندري هل سحبت هذه الشركات طلباتها أم لم تستطع الوفاء بمتطلبات الهيئة واستطاعت شركة ساب تكافل الوفاء بها وبهذه السرعة !!.   وحتى تقوم هيئة السوق المالية بتغطية هذه الموافقة السريعة التي حظيت بها شركة ساب تكافل أعلنت عن موافقتها على زيادة رأس مال شركة الصحراء للبتروكيماويات، التي لديها عدة مشاريع كبيرة وبمليارات الريالات، والتي أعلنت عن رفع أوراقها لهيئة سوق المال لزيادة رأس مالها منذ ابريل 2008 حسب ما ذكر في جمعيتها العمومية العام الماضي.   إذا كان البنك السعودي البريطاني وبنك اتش اس بي سي لم يقدروا حجم رأس المال اللازم لهذه الشركة فما بالنا بشركات تأمين أخرى حدد رأس مالها أيضا بمائة مليون ريال فقط ؟ وهل استفسرت هيئة سوق المال عن المصاريف الضخمة لعملية الطرح والتي قادها بنك ساب بنفسه وكان مستشارها المالي هو بنك اتش اس بي سي؟   إن زيادة رأس المال هذه في تقديري ما هي إلا عملية إنقاذ للشركة والأهم إنقاذ لهذا القطاع الذي يعول عليه الكثيرين وحتى لا تحدث ردة فعل قد تؤده وهو في المهد ولكن هذا لا يجعلنا نتغاضى ويحق لنا أن نطرح التساؤلات ونأمل أن تجيب عنها الهيئة.   وللتذكير فإن الشركة السعودية الفرنسية للتأمين قد تقدمت بطلب مماثل لزيادة رأس المال ولكن السؤال ما هي الشركة التي ستتم الموافقة لها بالتزامن مع الموافقة على طلب الفرنسية للتأمين؟ اعتقد أنه البنك الفرنسي! .

أخيرا لعل بعضكم لاحظ أني كتبت في الأعلى (سابك تكافل) بدلا من ساب تكافل وهذا الخطأ مقصود حيث انه لم تحظى شركة في السوق على ما أذكر بموافقة سريعة على طلب زيادة رأس مالها سواء عن طريق طرح أسهم حقوق أولوية أو عن طريق منح أسهم سوى شركة سابك وذلك في نهاية عام 2007.