فقاعة المسيسبي مثال آخر على نوع مختلف من الأزمات التي ارتكزت على الرغبة الحميمة في الثراء السريع المدفوع بادعاءات ليست قائمة على أساس من الواقع، أو ما يمكن أن نطلق عليه "ترويج الوهم"! ترويج الوهم خطة يمكن أن تنجح عندما نجد جمهورا لا يسأل نفسه عن مدى صحة ما يتم الترويج له، ربما لسبب بسيط هو أنه لا يرغب في أن يصدم بأن ما يتم الترويج له غير صحيح، فيندفع الجميع كالقطيع نحو الوهم، ليكتشفوا في النهاية أن نقطة المبتغى كانت ببساطة شديدة نوع من السراب. الشخص المسئول عن أزمة اليوم، أو على الأقل الذي قدم للعالم وأمام الكواليس على أنه المسئول الأول عنها، هو الاقتصادي الانجليزي "جون لو John Law"، والذي يعد أشهر شخص في تاريخ الأزمات المالية التي تعرض لها العالم قاطبة.
ولد "جون لو" في اسكتلندا لأسرة تعمل في مجال المال، حيث كان والده جواهرجيا في أدنبرة، وفي عام 1694 قبض على "جون لو" بتهمة القتل وحكم عليه بالسجن، إلا أنه بعد فترة قصيرة استطاع الهرب من السجن، ويشاع أن ذلك قد تم بمباركة رسمية، لينتقل بعد ذلك "جون لو" في المنفى عبر قارة أوروبا، ولكنه استطاع أن يكون ثروة كبيرة من عمليات القمار، حيث يشاع أنه كان يملك عقلا فذا يمكنه من إجراء العمليات الحسابية اللازمة لحساب أوراق اللعب ومن ثم الفوز بالمقامرات في ألعاب الورق.
كانت الحروب التي أشعلها لويس الرابع عشر قد تركت فرنسا مفلسة اقتصاديا وماليا، وهو ما أدى إلى تراجع الكميات المتداولة من النقود المعدنية، الأمر الذي أدى لاحقا إلى تقييد عملية سك المزيد منها، وعندما قدم "جون لو" نفسه لفرنسا كانت قد بدأت بالفعل في التوقف عن سداد دينها القائم، وبدأت قيمة العملة الفرنسية في التراجع، بسبب حالة عدم التأكد حول مستقبل الدولة. في ظل هذه الأجواء، سلمت فرنسا نفسها إلى "جون لو" لكي يقدم الحلول المناسبة لتلك المشكلات، فقد قام "فيليب دو أورليانز" الوصي على العرش في ذلك الوقت بتعيين "جون لو" في وظيفة المراقب العام للمالية الفرنسية، وبالفعل استطاع "جون لو" أن يأتي بفكرة تخلص المملكة من أعباء دينها العام. كان "جون لو" يعتقد أن العرض غير المستقر من الذهب والفضة هو السبب في تباطؤ الاقتصاد الفرنسي، وليس المشكلات الحقيقية التي تواجهها فرنسا، ومن ثم فإن المزيد من عرض النقود يمكن أن يشجع التجارة والنمو في فرنسا، وهي نفس الأفكار التي ترتكز عليها عمليات صناعة السياسة النقدية في عالم اليوم، وكان "جون لو" قد أصدر كتابا بعنوانMoney and Trade Considered ، وقد ضمنه مقترحا لكيفية إصدار النقود في صورة بنكنوت بدلا من النقود المعدنية، وذلك استنادا إلى أن النقود المعدنية غير مستقرة سواء من حيث الكم أو النوع، وأن إصدار النقود في صورة بنكنوت سوف يزيل القيود من على عاتق الاقتصاد.
في مايو 1716 تم منح "جون لو" حق إنشاء بنك أسمي "البنك الملكي Royal bank" برأس مال 6 مليون جنيها فرنسيا، كما منح الحق في إصدار الصكوك، والتي تم استخدامها بواسطة البنك لدفع النفقات الجارية للحكومة، وكانت هذه الصكوك قابلة للتحويل إلى ذهب، إذا أردا حاملها ذلك، مما هيأ القبول السريع لها، وقد تولى البنك استقبال المودعات في صورة عملات معدنية، ثم إصدار أوراق بنكنوت في مقابلها، وهي فكرة بدت غريبة في وقتها، غير أنها ستشكل لاحقا الأساس الذي ستقام عليها النظم النقدية في العالم أجمع. ساعد "جون لو" الحكومة الفرنسية في التحول نحو النقود الورقية، من خلال البنك الملكي، والذي طبق أفكار "جون لو" حول إصدار النقود الورقية، وكانت الآلية هي قبول الودائع بالعملات المعدنية، ثم إصدار أوراق بنكنوت تساوي في قيمتها العملات المعدنية يوم الإيداع، وعلى الرغم من أن البنك الملكي كان بنكا خاصا، إلا ان ثلاثة أرباع رأس ماله كان عبارة عن أذون وأوراق مقبولة من الحكومة.
مع تزايد رصيد الصكوك كانت هناك حاجة لدفع الفوائد عليها، وهو ما تم توفيره من الناحية العملية من خلال إنشاء شركة المسيسبي التي قام البنك الملكي بإنشائها، وعين "جون لو" مديرا عاما للشركة الجديدة، ومنحت الحكومة الفرنسية شركة المسيسبي صلاحيات تجارية واسعة أهمها حقها في البحث عن الذهب في صحراء ولاية لويزيانا، على الرغم من عدم وجود أي دلائل على وجود الذهب الذي ستتولى الشركة مهمة اكتشافه، فلم تعجز قريحة "جون لو" الفذة هذه عن البحث عن طريقة تمكن فرنسا من تسديد ديونها وذلك من خلال فتح الاكتتاب لبيع أسهم لشركة للتنقيب عن الذهب غير الموجود أصلا في لويزيانا في الولايات المتحدة، وبدأ "جون لو" في الترويج لهذا الوهم. للأسف لم يشأ أحد من المضاربين على أسهم شركة المسيسبي أن يسأل نفسه عن مدى صحة احتمال وجود هذا الذهب الذي تدعي الشركة أنها ستتولى اكتشافه، ربما لان الجميع لديه الرغبة في الاستفادة من فرصة ادعاء اكتشاف الذهب، ومن ثم لم يكلف أحدا نفسه عناء مناقشة ما إذا كان هذا الاحتمال صحيح أم لا.
تاريخ الأزمات المالية التي مرت على العالم يشير إلى انه عندما يلوح في الأفق احتمال تحقيق أرباح استثنائية فان المضاربين غالبا ما لا يقبلون مناقشة مدى صحة الاحتمال المناقض، ربما لأنهم من الناحية السيكولوجية يرغبون في ان يستمر هذا الاحتمال حتى ولو كان خاطئا.
ففي عالم يصعب فيه الحصول على الثروة، فإن فرصة تحقيقها تعد نادرة في الحياة الإنسانية، وهي فرصة ربما لا نود أو لا نرغب في ان تفوتنا. المهم تم طرح أسهم الشركة للجمهور، غير أن إيرادات عمليات بيع أسهم شركة المسيسبي لم تذهب للبحث عن الذهب في صحراء لويزيانا الذي لم يتم اكتشافه حتى يومنا هذا، وإنما استخدم لسداد ديون الحكومة الفرنسية.
الذي حدث بعد ذلك هو ان كل جنيه استخدمته الحكومة في سداد الدين للجمهور كان يتم إعادة استخدامه مرة أخرى في تمويل شراء الأسهم، وهو ما ساعد على رفع أسعار الأسهم من الناحية الاسمية، ومن ثم تمكين الحكومة من إيجاد مصادر لتمويل عمليات إصدار صكوك جديدة، ولما كانت هذه الصكوك مغطاة بالذهب في البنك الملكي فإن العلاقة بين الرصيد المعدني (الذهب) وحجم هذه الصكوك أخذت في الاختلال، وأصبح الرصيد الذهبي محدودا جدا بالقياس إلى حجم الصكوك المصدرة، إنها نفس القصة التي تكررت مرارا وتكرارا لاحقا، وأسوأ أشكال تكرارها هو ما قامت به الحكومة الأمريكية في ظل نظام بريتون وودز بإصدار كميات هائلة من الدولار قياسا برصيدها الذهبي، لتبيع للعالم حلما زائفا "دولار مغطى بالذهب"، بينما لم يكن الأمر كذلك، الأمر الذي أدى لاحقا إلى انهيار النظام في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، ومن ثم تم فصل النقود عن الذهب بصفة نهائية.
في عام 1719 خرج "جون لو" بفكرة إعادة هيكلة الدين القوم الفرنسي من خلال شركة المسيسبي، وذلك عن طريق استبدال أسهم الشركة في مقابل صكوك الدين وضمان تحقيق أرباحا طائلة على هذه الأسهم، واستطاع "جون لو" أن يضخم من الثروة المتوقعة في لويزيانا من خلال خطة تسويقية محكمة، مما أدى إلى زيادة عمليات المضاربة على أسهم الشركة في 1719.
ترتب على تزايد شعبية هذه الأسهم بين الجمهور تزايد الحاجة نحو طبع المزيد من البنكنوت، فعندما بدأت أسعار أسهم شركة المسيسبي في الارتفاع عني ذلك ضرورة أن يتم إصدار المزيد من البنكنوت لتمويل عمليات شراء هذه الأسهم، وقام البنك الملكي بإصدار كميات هائلة من البنكنوت كرد فعل لذلك ومن ثم بدأ التضخم يرتفع في فرنسا.
استطاع "جون لو" أن يكون احتياطيات ضخمة من خلال عمليات الإصدار للأسهم وكذلك تحقيق أرباح من خلال إدارة الاحتياجات المالية للحكومة. وفي ظل إدارة "جون لو" تم توسيع نطاق أعمال شركة المسيسبي لتشمل عمليات جمع الضرائب والاتجار خارج أوروبا، وفي عام 1720 أرسل أمير ”كونتي" صكوكه إلى البنك الملكي لتحويلها إلى نقود ذهبية، ويقال أن الأمير قد أرسل 3 عربات حملت بالذهب في مقابل صكوكه، إلا أن "فيليب دو أورليانز" قد تدخل لاحقا، بناء على طلب من "جون لو"، وأمر الأمير بإعادة الذهب مرة أخرى إلى البنك. غير أن الآخرين قد بدءوا في التفكير بأن الاحتفاظ بالذهب ربما يكون أفضل من الاحتفاظ بالصكوك، وفي محاولة زائفة لإقناع الجمهور بجدية نشاط الشركة، تم تجنيد كتيبة من المتسولين في باريس، وتم تسليحهم بالمعاول، كما لو أنهم في طريقهم إلى صحراء لويزيانا للبحث عن الذهب، غير أنه في غضون أسابيع عاد هؤلاء إلى أماكن عملهم مرة أخرى، مما أظهر حقيقة الموضوع على أنه عملية نصب رسمي على نطاق واسع، ولأن قيمة الأسهم كانت لا تعبر عن القيمة الفعلية لها، قام "جون لو" بتخفيض قيمة البنكنوت والأسهم إلى النصف، إلا أن قرار "جون لو" دفع الناس إلى موجة من البيع للأسهم، وهو ما أدى إلى تدهور الأسعار السوقية لها بشكل كبير.
لسوء حظ "جون لو" أن الجمهور كان يفضل أن تتم عمليات دفع الأرباح من خلال الذهب والفضة، حسبما اعتاد الناس وقتها، وخوفا منه على الرصيد الذهبي للبنك الملكي، ولمعرفته بأن القيام بذلك سوف يكشف غطاء البنكنوت الذي أصدره، توقف البنك الملكي عن صرف الصكوك بالعملات المعدنية، وانتهت القصة بصورة مأساوية للأسف، لتشكل مرة أخرى نفس الصورة التي ستنتهي بها كل أزمات العالم لاحقا، حيث انفجر بالون المسيسبي في أواخر عام 1720، ومثلما هو الحال في أي أزمة، لم يكن أمام الجميع الوقت الكافي للتقليل من خسائرهم، والنتيجة المعروفة هي الاندفاع كالقطيع نحو استبدال أوراق البنكنوت بالذهب.
عندها اندفع الناس لتحويل الصكوك إلى معدن، كانت كمية النقود الورقية المصدرة عدة أضعاف الرصيد المعدني الفعلي في البنك الملكي، ومن شدة الازدحام فقد 15 شخصا أرواحهم نتيجة الاندفاع أمام البنك، وكما أعلن ريتشارد نيكسون الرئيس السابق للولايات المتحدة بعدها بمائتين وخمسين عاما تقريبا، أن الدولار لم يعد قابلا للتحويل إلى ذهب، أصبحت صكوك البنك الملكي غير قابلة للتحويل إلى ذهب، وتحول بالتالي أصحاب الملايين من مالكي هذه الصكوك إلى فقراء.
بقية القصة معروفة، حيث أفلس البنك الملكي في 1721، ومن ثم انخفضت أسعار الأسهم إلى الصفر، وتحولت الصكوك إلى نقود بلا قيمة، ودخل الاقتصاد الفرنسي في حالة كساد بعد الأزمة وفقد الكثير ثرواتهم، وبدلا من أن يلوم المضاربون أنفسهم بأن روح المضاربة الجشعة هي التي أدت بهم إلى هذا المصير، كان اللوم بكاملة يلقى على عاتق "جون لو"، الذي اضطر إلى أن يعود إلى المنفى مرة أخرى.
كان الموقف محرجا جدا للحكومة الفرنسية، وكان لا بد من البحث عن كبش للفداء لهذه القصة السخيفة، لكي يتم إلقاء اللوم عليه، وبالطبع لم يكن هناك أفضل من "جون لو"، غير أنه وبحماية من "فيليب دو اورليانز" خرج "جون لو" من فرنسا لكي يقضي أربع سنوات في بريطانيا مع منحه حماية من جريمة القتل التي ارتكبها سابقا، ثم ذهب بعد ذلك إلى روما وكوبنهاجين وفينيسيا حيث عاش حتى مات فقيرا في 1729. ومن المؤكد أن الحماية التي تمتع بها "جون لو" بعد ذلك بقية عمره كانت بمباركة من "فيليب دو أورليانز"، كمكافأة له على خدماته للمملكة.
انتهت أزمة بالون المسيسبي، غير أنه في الوقت الذي انفجر فيه البالون كان هناك بالونا آخر يتكون أيضا، ولكن في بريطانيا هذه المرة، وهو موضوع مقالنا القادم بإذن الله تعالى.
شكرا د.محمد على هذه القصة الجميلة
شكرا لكم دكتور على هذا المقال الرائع وأول مرة اعرف بان هناك من عمل مثل هذا قبل ريتشارد نيكسون وانهيار اتفاقية بريتون وودز .....الأن انتم على الطريق الصحيح لتوعية الجمهور بان البنكنوت ليس ذهبا وليس له غطاء ذهبي وبان النقد المصدر فقط هو تقييم للناتج المحلي ...اي انه يمثل بضاعة وليس ذهبا وبالتالي تكذيب الفرية الكبرى بان الربا يجري على النقد كما يجري على الذهب ...وهذا غير صحيح لان النقد اصلا ليس مستودعا حقيقيا ثابتا للثروة كما هو الذهب ...كذبة جريان الربا على النقد قال به علماء الدين جهلا منهم لاصل البنكنوت واعتقد منهم بان البنكنوت مدعوم بالذهب كما قال ذلك انور على اول محافظ للبنك المركزي السعودي لهيئة كبار العلماء في 1953م...وقد كان ذلك صحيحا ربما في ذلك الوقت ولكن ليس الآن قطعا.... هذه الكذبة استمرائها مايسمى بعلماء الدين للاستفادة منها للتحليل والتحريم واخذ دور ومكافات ضخمة من مايسمى باللجان الشرعية لما يسمى بالاقتصاد الاسلامي .... وكذلك احبتها الحكومات لانه ببساطة تفيدها بشكل كبير لان الناس يتخلون عن الفوائد وبالتالي تسطيع الدولة تخفيض معدلات التضخم النقدي وكذلك تشجيع الاستثمار عبر وجود الاقراض التجاري عير المكلف ..... والخاسر الوحيد في هذا اللعبة هو المواطن البسط الذي يتخلى عن حقوقه لانها حرام ....... النقد ليس ذهبا ولايجري فيه حكم الذهب... وظائف الاستاذ الجامعي ثلاثة : تعليم الطلاب و البحث العلمي وخدمة المجتمع ... شكرا لكم وارجو ان يكون هذا المقال مدخلا لمقولة ان الربا يجري على النقد كما هو على الذهب .....
فعلا نفس السينارو يعود مره اخرى م جون لو وشركة المسيسبي للتنقيب عن الذهب.. رائع جدا بانتظار جديدك دكتور محمد ابو ريان
هذا المقالُ يذكرني بأحدِ حلقات (طاش ما طاش) عن تجارة (معيقل) الذي باع التراب لأهل قريته.. وبعدها إنهارتْ تجارة التراب!!!! ... شكراً جزيلاً د. محمد على هذه العبر التاريخية!!!.. فهل من متعظٍ؟!!!!!
شارك راسي: انت تتحدث من جهل مطبق. تعلم ثم تكلم. والأهم أن تلتزم الأدب مع العلماء وتحسن الظن بهم. عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مِثْلاً بِمِثْلٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ يَدًا بِيَدٍ فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد" (أخرجه مسلم) يتبع
اقتباس من فتوى هيئة كبار العلماء برابطة العالم الاسلامي: وبما أن العملة الورقية قد أصبحت ثمنا، وقامت مقام الذهب والفضة في التعامل بها، وبها تُقَوَّمُ الأشياء في هذا العصر، لاختفاء التعامل بالذهب والفضة، وتطمئن النفوس بتمولها وادخارها، ويحصل الوفاء والإبراء العام بها، رغم أن قيمتها ليست في ذاتها، وإنما في أمر خارج عنها، وهو حصول الثقة بها، كوسيط في التداول والتبادل، وذلك هو سر مناطها بالثمنية. وحيث إن التحقيق في علة جريان الربا في الذهب والفضة هو مطلق الثمنية، وهي متحققة في العملة الورقية، لذلك كله، فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، يقرر: أن العملة الورقية نقد قائم بذاته، له حكم النقدين من الذهب والفضة، فتجب الزكاة فيها، ويجري الربا عليها بنوعيه، فضلاً ونسيئاً، كما يجري ذلك في النقدين من الذهب والفضة تماماً، باعتبار الثمنية في العملة الورقية قياسا عليهما، وبذلك تأخذ العملة الورقية أحكام النقود في كل الالتزامات التي تفرضها الشريعة فيها.
مقال حلو و ممتع .. و آسلوبك رائع د. محمد بانتظار الباقي على احر من الجمر
طبعا انت يا "شاري راسي" هو الدكتور اياه التي تكتب في الاقتصادية والجزيرة واللي اتمنى انك تركد شوي ترى الركادة زينة.. وترى الامة ماتجتمع على ضلالة.. وانصحك بقراءة مقال الدكتور عجيل النشمي في الرد على من قالوا بأن ارباح البنوك ليست ربا.. وايضا هل فكرت بماهو مصدر ارباح البنوك الربوية.. اشك في ذلك
لماذا العداوة للتفكير !!....يأمة ضحكت من جهلها الامم .... أخي الاستاذ / المعتصم بالله وبقية الأخوة الافاضل ... فتوى كبار العلماء كانت بعد جلسة الاستماع التي تمت مع السيد / انور علي اول محافظ للبنك المركزي السعودي وذلك عام 1953هـ وقتها فعلا كان الريال والدولار مقومين بالذهب ....لقد كان الدولار هو عبارة عن سند تقول فيه الحكومة الامريكية بان هذا الدولار يوازي غرام ذهب ...ومتى ماراد حامل هذا الدولار ( السند) تحويله للذهب فما عليه سوى الانطلاق للبنك المركزي ودفع ثلاثين دولار لكي يعطوه اونصة ذهب ( 30 غرام) .... هذا الكلام انتهى منذ عام 1970م....ولايعطى البنك الفيدرالي الامريكي ذهبا لاحد ...فقد تم فك الارتباط بين الدولار والذهب ... نستخلص من هنا انه لاثمنية ثابتة للنقد فهو عرضة للربح والخسارة حاله حال البضائع ..... ومثلا لو قمنا بايداع مبلغ من المال كما حصل مرات في العديد من البلدان ومنها اللملكة العربية السعودية وتقاضينا عليه فائدة فمن الممكن ان يكون معدل التضخم اعلى من الفائدة ويتنهى المرء إلى خسارة وليس ربح .... وهذا الوضع تم في كثير من الاحيان في لبنان وفي العراق وفي تركيا وحتى في السعودية ( 2007-2008) .... الربا لغة الزيادة ....فهل زاد مبلغك المالي عندما تربطه بالفائدة ...الجواب احتمال يزود والاحتمال الاكبر انه ينقص ....ناهيك عن احتمال اختفاء البنك المركزي الذي صدر العملة او حتى عدم اعترافه في العملة التي قام بتصديرها اصلا ( كما حدث في العراق وأيران في ثمانينيات القرن الماضي) ....اما الذهب فقيمته مستقرة فيه لست بحاجة لاعتراف من البنك المركزي ولا من الدولة ( التي قد تختفي اصلا) ... عندما يكن لديك ذهبا موجود حتى لو من الف عام فسوف تستطيع الحصول على ثمنة ( لانه مستودع ثابت ومطلق للثمنية) ...أما النقد ليس مستودعا للثروة ...بل هو عرضة للضريبة الرأسمالية المخفية من الدولة ( التضخم) وهو عرضة اصلا لمصادقة البنك المركزي على الوفاء بقيمته وهذا في اوقات الازمات غير مضمون ... إذا كنت تعتقد بان البنكنوت في اعقاب فك ارتباطه بالذهب ( 1970) هو مقابل للذهب فأعتقد بانك مخطيء ...اما فتوى هيئة كبار العلماء فقد تمت قبل 1970 وقبل فك ارتباط الذهب بالنقد .... ارجو من الجميع عدم تقديس احد لان نحن المسلمين لاعصمة لنا لاحد سوى الانبياء ام الباقي فيأخذ منه ويرد عليه الا صاحب هذا القبر ( يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم) ...( احد مقولات الامام مالك)
هناك كثير من المسلمين السنة ومنهم الظاهرية ...يقولون بان الحديث الشريف مقتصر على الاصناف الستة فقط ...فهل هؤلاء العلماء الكبار ايضا هم جهلة ياستاذ المعتصم بالله .... هل الامام الشيخ / عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ايضا جاهل؟؟؟!!!... لاحول ولاقوة الا بالله ....تحريم الحلال لايختلف كثير عن تحليل الحرام
الف الف الف شكر على هذا المقال..فعلا ازمات...اتمنى ان نرى ازمات عربيه في سلسلة المقالات
الاخ الفاضل / شارى راسى موضوع مقال الدكتور السقا خارج تماما عن السياق الذى تحاول ان تناقش فيه موضوع ان الربا يجرى على النقد كما يجرى على الذهب ام لا.!!! الدكتور السقا يناقش موضوع اقتصادى بحت واظنه لو سألته عن الفتيا فى هذا الامر لن يفتك لانه متخصص فى الاقتصاد وليس الشريعة ... وانت تناقش موضوع شرعى بحت اذا اردت ان تعرف حكم الشرع فى هذا الموضوع فعليك ان تذهب للعلماء المجتهدين وتسألهم عن الفتيا . اما الاستدلال عن حكم الشرع بمقال اقتصادى فهو خروج عن السياق . واستدلالك بالظاهرية وعلماء مثل الشيخ / الظاهرى فهو ايضا خارج السياق فانت تعرف ان قولهم هذا لا يدخلهم ضمن الجاهلين - حاشا وكلا - وانما يدخلهم ضمن اصحاب الاجر الواحد - العلماء اذا اخطأوا كان لهم اجر - ولذلك لا ينبغى لوى الامور ليا - للوصول لتصويب رايك ...!!! لان المشكلة التى اراها للاسف هى انك ترى رايا واحدا وترى خلافه خطأ وان اتكلم هنا بصفة عامة - ولا اقصد موضوعنا - لان اجرأكم على الفتيا اجرأكم على النار. ارجو التحاور والنقاش بهدوء ودون عصبية لان الموضوع قتل بحثا فى كتب الفقه والمراجع الفقهية...!! ونحن لا نستحدث جديدا لانها مسألة فقهية وتكلم فيها الكثيرون من العلماء والفقهاء ارجو قبول نصيحتى وتقبل خالص تحياتى .... د. جمال شحات
للاسف ان هذا الدكتور "شاري راسي" ينظر للآخرين بمنظار التهميش.. ويرى نفسه مجدد هذا العصر.. وهو الوحيد الفاهم في هذا الزمن
شاري راسي انت لست جاهل انت ابوجهل ذاته ههههههههه
الدكتور السقا الف تحيه وشكر على مواضيعك الرائعه
أين أنت يا دكتور السقا ؟؟؟!!!
قمت بمراسلة الدكتور محمد السقا ونسخت له تعليق الاخ (شاري راسي) وقام الدكتور بكتابة الرد التالي مع العلم ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية فشكراً للدكتور محمد السقا والاخ (شاري راسي) والجميع على الحوار - رد الدكتور محمد السقا: شكرا مازن. طبعا أختلف تماما مع هذا الكلام الغير صحيح عمليا، وشرعيا. فأولا النقود هي أي شيء (وكل شيء) يتفق الناس على استخدامه كاداة لدفع قيمة السلع والخدمات واعادة سداد الديون فيما بينهم. وعبارة أي شيء تعني أن النقود يمكن أن تكون على أي صورة، طالما أن الناس اتفقوا على استخدمها كوسيط للتبادل فيما بينهم، بما في ذلك النقود الالكترونية التي ليس لها وجو... See Moreد مادي. والنقود بالاضافة الى دورها كوسيط للتبادل تؤدي وظيفتين آخريين هما أنها أداة لحساب القيمة، وكذلك كمخزن للقيمة، مثلها مثل الذهب، ولكن المشكلة هي أن النقود تكون اكثر الاصول تأثرا بالتضخم، وهذا لا يعني أن الذهب لا يتأثر هو الآخر بالتضخم، ففي اوقات التضخم المرتفع ربما تفشل اسعار الذهب في ان تتماشى مع تطورات التضخم فتنخفض قيمة الذهب من الناحية الفعلية، مثله في ذلك مثل النقود. وعبارة ان النقود في اوقات التضخم قد تفشل في ان تعوض صاحبها عن الانخفاض في قيمتها بسبب معدل الفائدة الحقيقي السالب ليس مبررا للربا، وماذا عن الاوقات التي تنخفض فيها الاسعار، ويصبح معدل الفائدة الحقيقي موجبا. قصر الربا على الذهب والفضة هو وجهة نظر ضيقة جدا وتعكس قصورا في فهم طبيعة ووظائف النقود من الناحيتين الفنية والشرعية. في رأيي أن التعليق غير صحيح. ومقالي لا يحمل ما ذهب المعلق اليه، ولا يمكن أن أكتب مقالا يكون مدخلا لمقولة أن الربا لا يجري على النقد، الربا ربا، وإن حاول البعض تبريره من منطلقات مختلفة. شكرا مازن على لفت نظري لما يجري. تحياتي لك
شاري راسي/ طرحك كان وقح. ألست الكاتب: "وبالتالي تكذيب الفرية الكبرى بان الربا يجري على النقد كما يجري على الذهب"؟ قال تعالى:( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) الشاهد: (ويتبع غير سبيل المؤمنين) والمؤمنون عللوا الفتوى بأن النقود ذات قيمة معنوية. ويحصل بها قضاء الدين وبراءة الذمة. ويدخرها الناس. رجاء راجع الفتوى وسأحضر بإذن الله رابط الفتوى كاملة والله الهادي. وأنا وصفتك بالجهل لأنك أسأت الأدب مع العلماء
الاخ مازن.. شكرا لجهودكم الموفقة.. لست متخصصا اقتصاديا .. ولكني اعلم ان جمهور علماء الامة لايمكن ان يكونوا على خطأ.. ووحده حمزة السالم على صواب
http://www.themwl.org/Fatwa/default.aspx?d=1&cidi=89&l=AR هذا رابط الفتوى وصدرت من هيئة كبار العلماء في رابطة العالم الاسلامي عام 1402 هجرية 1982ميلادية. وليس كما تزعم قبل 1970 او عام 1953 وهيئة كبار العلماء في الرابطة تجمع علماء كبار واستشاريين وخبراء من شتى أقطار العالم الاسلامي وتكتب بحوث وتناقش ليس فقط من علماء الشريعة بل تشمل كثير من الباحثين والمتخصصين. والفتوى لم تعلل جريان الربا بارتباط العملة بالذهب. ولا لأنها نائب عن الذهب. الرجاء قراءة الفتوى. أنا أدرك أن هيئة كبار العلماء ليست مرجعية لك شاري راسه ولا تقيم لفتواها قدر. ولكن أبين لمن يحتكم إلى الكتاب والسنة وعلماء الأمة