تسود بعض التوقعات حاليا بأن الطفرة التي شهدها الذهب في أثناء الأزمة الاقتصادية العالمية سوف تعود مرة أخرى إلى مستوياتها السابقة، حيث يتوقع أن يعود سعر الذهب إلى قيمته العادلة للأوقية، والتي تقدر حاليا بحوالي 800 دولارا للأوقية، حيث تجاوز سعر الذهب العامين الماضيين هذه القيمة بصورة واضحة. الذهب هو معدن العالم النفيس، وهو المخزن الأفضل للثروة على مر العصور، بدءا من قدماء المصريين الذين حرصوا على الاحتفاظ بكميات كبيرة منه في قبورهم على أشكال مختلفة استعدادا لحياتهم الأخرى بعد الموت وفقا لمعتقداتهم. التوقعات حول المستويات التي سوف يبلغها سعر الذهب خلال العامين القادمين متعددة، فالبعض يتحدث عن سعر 800 دولارا في نهاية هذا العام، والبعض الآخر يتحدث عن حوالي 900 دولارا للأوقية في 2011.
الأسباب التي ترتكز إليها هذه التوقعات هي الآتي:
- تراجع الطلب العالمي على الذهب في استخداماته التقليدية كمجوهرات وحلي، نتيجة للقفزات التي تحققت في سعر الذهب والتي جعلت منه معدنا بعيد المنال بالنسبة للكثير من الناس، خصوصا في أكبر سوق للطلب على الذهب في العالم وهو السوق الهندي. ففي الهند يوجد أكبر سوق للذهب في العالم، لاستخداماته كمجوهرات وحلي، هذا العام شهد تراجعا واضحا في الطلب على الذهب حتى في المواسم التي يقفز الطلب على الذهب فيها بصورة استثنائية كل عام مثل مهرجان "أكشايا تريتيا"، أو أيام جلب الحظ وفقا للمعتقدات الهندية، حيث يقبل الهندوس على الزواج بأعداد كبيرة في هذه الأيام، وقد أدى السعر المرتفع للذهب إلى إحجام الكثير من الهنود على شراء الذهب، والذي مارس ضغوطا أيضا على أسعار الذهب نحو التراجع. على المستوى الدولي، انخفض الطلب العالمي على الذهب بشكل عام في الربع الرابع من 2009 بحوالي 8%، وتشير التوقعات إلى استمرار الطلب على الذهب نحو الانخفاض هذا العام.
- بالنسبة للعرض العالمي من الذهب، فقد شجعت الأسعار الاستثنائية التي شهدها الذهب هذا العام والعام الماضي منتجي الذهب في العالم على بذل المزيد من الجهد للاستفادة من الأسعار المرتفعة من خلال عرض كميات أعلى منه. فالعمل في مناجم الذهب في العالم يسير حاليا على قدم وساق، وهو ما أدى إلى زيادة العرض العالمي من الذهب في العام الماضي بحوالي 7%، أي إلى 2572 طنا من الذهب، وهو ما يعد ثاني أكبر زيادة في إنتاج الذهب في التاريخ. خطط تنمية إنتاج الذهب لدى كبار المنتجين مثل الصين وروسيا تسير أيضا حاليا بمستهدفات نحو زيادة الإنتاج بمعدلات تتراوح بين 4-6% سنويا حتى 2014.
- أن متوسط تكلفة إنتاج الذهب حاليا تصل إلى حوالي 480 دولارا للأوقية، وفي ظل سعر سوقي يتجاوز 1200 دولارا، فإن السعر الذي يدفعه العالم للذهب يعد مرتفعا جدا، وغير عادل على الإطلاق، حيث يعكس الجانب الأكبر منه اتجاهات المضاربة على الذهب، والظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم اليوم. ومما لا شك فيه أن استمرار الأسعار عند هذا النحو المرتفع سوف يؤدي إلى فائض عرض كبير في السوق العالمي للذهب، ومن ثم تراجع الأسعار نحو مستوياتها العادلة في النهاية.
هذا ما تشير إليه بعض التوقعات حاليا، أما عن المستويات التي سيصل إليها السعر الفعلي للذهب في المستقبل، فعلينا الانتظار حتى تثبت الأيام صحة أو عدم صحة هذه التوقعات.
الله يعطيك العافية يادكتور
شكراً للتحليل,, ورأيي أن لا عودة للذهب للمستويات التي ذكرتها بما نعايشه من أحداث .. ربما من عملية تسييل معينة من طرف ما لظرف خاص ولمدة قصيرة .. وأتفق معك يا دكتور محمد في العوامل التي ذكرتها .. ولكن هناك عوامل أخرى وأقوى محفزة للذهب لم تكن من إطار النظرة التوقعية .. إن السعر العادل مطاط ويُقدر بالقيمة لطرف المبادلة .. الذهب قيمة ثابتة وظل ثابتاً ولم يحاكي التضخم في سنوات مضت .. ولماذا لا يصحح الذهب للأعلى لإبعاد التضخم والترهل المصطنع على عملات الورق من جراء الطباعة .. الذهب ذهب ولو وجده الإنسان بعد 500 عام لكان له قيمة .. والدولار ورق لو وجده الإنسان بعد عدة عقود فلربما لا يستطيع شراء بصلة صغيرة .. إن الاقتصادات تضعف .. والعالم بالربا داخل فقاعة تخلق فيها النقود من عدم وتتضخم الأصول وفقاً للطباعة والوعود بالسداد .. وعندما أخل المديونين اهتزت أكبر دولة في العالم .. الأصول متضخمة .. العملات لا ثقة فيها .. أصحاب الثروات الكبيرة داخل دائرة الخوف على ثرواتهم .. وقس على ثروات الأفراد في كل العالم وأعطي لكل منهم 5% ذهباً للتحوط وانظر للندرة وكيف تكون .. وأمريكا كل يوم يزداد العجز وهذا يعني أن الأمور لا تسير إلا في الأسوأ حتى الآن ولم نطل قمة الأزمة .. العوامل المحفزة لا تقف على الجانب الأساسي المتمثل في حالة ضعف العملات وإنما يتعداه للجانب النفسي لخوف الناس من ثرواتهم وبالذات الأثرياء بقوة .. هؤلاء مستعدون لخسارة 20% بصدر رحب وبهذه الأسعار ولكن أبعدهم عن حالة القلق وأعطهم الاطمئنان .. وأضف لذلك أن الذهب في هذا العام لفت الكثير من العامة إليه في دول كثيرة للتحوط من جهة وللمضاربة من جهة أخرى بحثاً عن فقاعة آمنة أكثر من غيرها .. أساسية ونفسية وسوقية .. عوامل الذهب كلها داعمة للسعر للأعلى والله أعلم حسب الظروف حتى كتابة هذا الرد . تحياتي لك وللجميع,,
يا دكتور محمد .. أنظر لما ذكرته في مقالتك : (تسود بعض التوقعات حاليا بأن الطفرة التي شهدها الذهب في أثناء الأزمة الاقتصادية العالمية سوف تعود مرة أخرى إلى مستوياتها السابقة، حيث يتوقع أن يعود سعر الذهب إلى قيمته العادلة للأوقية) أنت تقول في أثناء وكأننا في أزمة وانتهت ..! الأزمة إراها تمددت افاصل مهمة اخرى في الاقتصاد العالمي وضم ذلك للدوافع المحفزة .. فإذا كانت الرهون العقارية قد صعدت بهِ لهذه المستويات فالمنطق أن يصعد وفقاً لعامل الأزمة وتمددها للضعف على الأقل . تحياتي مرة أخرى لشخصك الكريم ولقرائك الكرام,,
اسمح لي دكتور محمد أن لا أتفق معاك في الرأي في ظل الظروف والأحداث الحالية قد يكون هناك ارتداد أو تصحيح بسيط لسعر الذهب لكن لن يصل للأسعار التي أشرت أليها تحياتي لك
شكرا دكتور ........ وصل الذهب ذروته في أيام الثمانينات ( الى 800 دولار للاوقية أو اعلى) ثم انحدر الى مادون الـ 400 دولار. يتجه العالم للذهب وهو الملاذ الامن في حال نشوب أي حروب او انهيارات مالية واقتصادية، والمشاهد للوضع الحالي في الكوريتين والشرق الأوسط قد يجزم بارتفاع الذهب لان الوضع مكهرب.
اعتقد ان الذهب يمكن ان يهبط الى المستوى ما بين 370-470 دولار