في الشهرين المنصرمين نشر عدد من الكتاب عدة مقالات عن مجلس الإدارة و أخرها كان يوم الثلاثاء الماضي في جريدة الرياض بواسطة الكاتب المشهور ناصر الفوزان. أتمنى في طيات هذا المقالة المتواضعة أن أوضح بعض مهام المجلس ومسؤولياته لأن اغلب المقالات التي نُشرت لم تعرض الصورة الواضحة عن المجلس.
الكل يعرف ما معنى مجلس الإدارة، و لكن القليل يدرك ماهية هذا المجلس، مسؤولياته، الممارسات المطلوب فعلها، و كيفية تركيب أعضاءه.
في عالم الشركات وخاصة المساهمة منها، هناك ثلاث محاور رئيسية: مجلس الإدارة، المساهمين، و المدير التنفيذي. مجلس الإدارة هو الوسيط بين إدارة الشركة وبين المساهمين أو أصحاب المصلحة بحيث يضمن أن الإدارة تتماشى مع أهداف و رغبات و توجهات المستثمرين ولا يوجد أي تعارض في المصالح بين الطرفين. لذا هناك فرق بين المسؤوليات، الممارسات، وكيفية أو آلية تشكيل المجلس.
من أهم مسؤوليات هذا المجلس الأتي: - إقرار و وضع رؤية و أهداف و قوانين الشركة
- التخطيط الاستراتيجي و عادة يكون من خمس إلى عشر سنوات
- تحديد و تقييم خدمات و منتجات الشركة
- اختيار، تقييم، و عزل المدير التنفيذي
- ضمان وجود الموارد سواء المالية، التقنية، أو البشرية المطلوبة لإتمام وظائف الشركة
- المتابعة والتدقيق المالي و الموافقة على الميزانية السنوية
- المتحدث الرسمي باسم الشركة للمجتمع و المساهمين
- الفاصل بين النزاعات الداخلية للشركة او بين الشركة و عملائها.
من أهم الأشياء التي يُسهم المجلس في إقرارها هي رؤية المؤسسة أو الشركة و مهمتها و دورها بالمجتمع. الرؤية (vision) وهي أين ستكون الشركة مستقبلاً و أين ستضع نفسها بالقطاع أو السوق و كيف يُنظر لها من بين زميلاتها. فمثلاً قد تكون الرؤية أن تريد الشركة أن تكون هي أكبر مصنع لمنتج ما أو تكون الشركة الكبرى في مبيعاتها في نطاق مجالها. المهمة (mission) وهي كيف يتسنى للشركة أن تبلغ و تصل إلى رؤيتها المعدة مسبقاً وما هو السبب الرئيسي لإنشاء الشركة. لتطبيق و تنفيذ المهمة، يضع المجلس أهداف(Objectives) قابلة للقياس، محددة بزمن، و قابلة للتنفيذ. بعد ذلك تُوضع اللوائح والأنظمة والقيم التي يُعمل بها داخل الشركة (بين الموظفين أنفسهم) وبين الشركة و عملائها.
لتسهيل عمل و تطبيق المسؤوليات، هناك بعض الممارسات التي يجب على مجلس الإدارة عملها. من ضمنها ما يلي:
- تطوير أعضاء مجلس الإدارة كحثهم على أخذ دورات بالتخطيط الإستراتيجي أو التحليل المالي
- كتابة معايير انتخاب الأعضاء وماهية مؤهلات المتقدم للعضوية
- عمل جولات ميدانية للأعضاء لجميع قطاعات و ممتلكات الشركة
- وضع كتيب أو كتاب يشرح مهام الأعضاء وكيفية استغلال الاجتماعات لمصلحة الشركة
- سن و وضع سياسة الإجبار على حضور الاجتماعات
- توزيع قائمة النقاط المراد مناقشتها بالاجتماع
- تقييم الأعضاء بعضهم البعض في نهاية كل سنة مالية
هذه الممارسات تؤدي بدورها على مساعدة الأعضاء على فهم مهامهم و كيفية تطبيقها للوصول للغرض المطلوب.
تركيبة المجلس قد تختلف من شركة لأخرى بحسب نشاطها و هدفها هل ربحي أم غير ربحي. لذا هناك تركيبتين للمجلس والمتعارف عليها وهي ملخصة بالجدول التالي:
قد يلاحظ البعض أن كثير من أعضاء مجالس الإدارات في بعض شركات السوق السعودي أعضاء في أكثر من شركة علماً أن بعض هذه الشركات إن لم يكن كلها لا تسير بشكل سليم. السؤال الذي يتبادر للذهن هو هل مجالس الإدارات في الشركات المدرجة في السوق السعودي تُطبق بعض مما ذُكر أعلاه من مسؤوليات وممارسات، وهل هو من يوصل صوت المساهمين إلى إدارة الشركة و يشرح طموحاتهم و أهدافهم و يضمن أن جميع قرارات الإدارة تصب في رغبات المستثمرين أولاً و أخيراً.