عام 2010 ينتظر تقلبات فى أسعار البوليمر

30/05/2010 4
ايهاب يحيى

هلت علينا السنة الجديدة 2010 تحمل فى طياتها توقعات تثير العديد من تساؤلات منتجى و مصنعى البلاستيك فى العالم, و مضت سـنة 2009 التى شهدت تقلبات أثرت ببعض المفاجآت على حجم تدفقات تجارة البلاستيك العالمية, حيث تم التأثر بإضافة طاقات إنتاجية جديدة خلال عام 2009 فى حين أن قد تم تأجيل دخول بعضها بغرض الحفاظ على ثبات السوق على مدار العام والتي أدت بدورها إلى نتائج أفضل مما كان متوقعا بالنسبة للعديد من المنتجين في العالم, لكن معظم هذه الكميات تم البدء فى إنتاجها فى الربع الأخير من 2009 إستعداداً لدخولها السوق فى 2010.

الصين كانت قارب النجاة لتعافى أسعار المواد البلاستيكية فى العام المنصرم و لكنها الآن تستعد لإضافة 3 مليون طن من الإيثيلين لطاقتها الإنتاجية فى عام 2010 بما يعادل زيادة 30%  من إجمالى إنتاجها من الإيثيلين, كذلك الشرق الأوسط سوف يواصل موجة عارمة من إضافة طاقات إنتاجية في العام المقبل.

وعلى الوجه الآخر ستجد فى آسيا حوالى 22 فرن تصنيع إيثيلين سوف تتوقف فى 2010 للصيانة مقارنة بـ15 فرن تصنيع تم توقفهم فى 2009 مما يثير طرح آسئلة مفتوحة تفرض نفسه على المنتجين خلال الشهور القادمة من 2010: "إلى أى مدى سوف تؤثر توقفات تلك الأفران على الكميات الجديدة التى تستعد للدخول هذا العام؟" سـؤال آخر هو " إلى متى ستحافظ الصين على شهيتها المفتوحة لتحفيز الصادرات و توفير التدابير اللازمة لتعزيز إقتصادها ؟" 

بالتأكيد هناك شكوك حول درجة تنامي المخزون و زيادة حجم المضاربات داخل الأسواق الصينية, فى ذات الوقت الذى لن تتأثر فيه حجم وارداتها بالزيادة التى تقابل الزيادة فى الطلب و ذلك يعزى إلى زيادة طاقتها الإنتاجية محلياً,  مما يدعى أيضاً للتساؤل " كيف تلعب الصين دورها كركيزة لتحديد مستوى الأسعار العالمية للبلاستيك في2010 ؟"

ووفقا لتعليق بعض المحللين لصناعة الكيماويات فإن الصين سوف تسـجل أعلى ارتفاع في انتاج المواد الكيميائية في عام 2010, و أوكسفورد للاقتصاد تتوقع أنها سوف تزيد 16 ٪ أخرى في 2010بعد زيادة فعلية 16.5 ٪ فى 2009, و يتوقعون أن هذه الزيادة فى الطاقة الإنتاجية سـتؤدي الى تناقص فى كميات الواردات إلى الصين.

أما داخل الإتحاد الأوروبى فإن المنتجين مستعدون لخفض معدلات التشغيل في 2010و التحليلات تتوقع المزيد من التغييرات الهيكلية في المنطقة في شكل إغلاق المصانع وتغيير الملكيات التجارية , حيث أنه بالفعل قد بدأت شركات مثل باسف وداو كيميكالز تسوق لبيع مصانع الستايرين الأوروبي و الجدير بالذكر أن ذلك يعد مرحلة أولى يتبعه إغلاق مصانع أخرى أو عرض مشاريع تجارية للبيع قى 2010 أو فى 2011 على الأرجح و ذلك فى ظل تأكيد دخول طاقات جديدة مستمرة حتى عام 2012.

أيضاً هناك تغييرات رئيسية قادمة على أثر التعديلات التي تبذل في الرسوم الجمركية في جميع أنحاء منطقة آسيا منها The ASEAN-6 agreement التي تشمل سنغافورة واندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلاند وبروناى و التى تنص على خفض الجمارك فى هذه الدول بدءاً من 1 يناير , و على التوازى فإن هناك  اتفاقات بين دول Asean والصين فى جانب و بين دول  Aseanو أستراليا ونيوزيلندا على جانب آخر حيث أن هذه الإتفاقيات لن يتم تطبقها على الرسوم الجمركية على مواد البلاستيك الخام فقط ولكن أيضاً على انخفاض الرسوم الجمركية على المنتجات النهائية إستعداداً لإلغائها ، مما يرفع أوجه الإستعداد لتقلبات واعدة تؤثر على منتجى المواد الخام و مصنعى المنتجات النهائية المتعاملين فى المنطقة و الجدير بالذكر أن هذه الإتفاقيات تتم ضمن ترتيبات تطبيق التجارة الحرة التي تجري مناقشتها.

وفي الوقت نفسه لن يتمكن منتجى الشرق الأوسط من المنافسة دون تضحيات فى هذه المنطقة لأنهم ليسوا جزءا من إتفاقيات الإعفاء المطبقة فقط على دول هذه المنطقة،كما تسعى بلدان مثل الصين مكافحة الإغراق للمواد الخام المستوردة من الشرق الأوسط.

و يؤكد المحللون أن هناك أكثر من 50 مصنعا جديدا للبتروكيماويات المقرر أن يبدأ تشغيله في الشرق الأوسط بحلول عام 2012، وهذا ما يقرب من 35 مليون طن إضافية ، وكان الكثير منها كانت متجهة أصلا إلى الصين. ومع ذلك ، فإنه من الواضح الآن أنه مع طموحات الصين الخاصة، سوف يتعين على جزء كبير من تلك الطاقات أن يتم تحويلها إلى بلدان أخرى. و يتبقى السؤال الأهم متى وأين سيتم توجيه تلك الطاقات الإنتاجية الجديدة ؟ و ما دورنا لمواجهتها حيث تعتبر مصر سوقا مربحاًً للبلاستيك خاصة للمنتجى من الشرق الأوسط؟ المقالة نشرت على موقع Chemorbis