عرفت عادل النجادة منذ أكثر من 15 عاماً ، وكان مثالا في الأخلاق والإخلاص كشخص، وغاية في الأمانة والكفاءة كمهني، حيث قدَّم ما لديه من خبرة ومعرفة لجميع المؤسسات التي عمل بها دون كلل أو ملل ، رغم الصعوبات والتحديات والإحباطات الجسيمة والمتوالية، ومن المؤسسات التي تشرَّفَتْ بعمل (عادل) لديها، هيئة الاستثمار والعقارات المتحدة، ومجموعة الأوراق، وأخيراً شركة الشال.
نكتب هذه الخاطرة ، وقد افتقدناه بالأمس القريب ، كما افتقده المجتمع الاقتصادي النظيف والمنحسر والمتحسِّر عليه ، وذلك في وقت يندر تماماً وجود كفاءات أمينة ومخلصة مثل عادل ، وبفقدان هذا الرجل يزداد المجتمع الاقتصادي انحساراً ويتوسع المجتمع الاقتصادي "غير النظيف" إن صحَّ التعبير، وقد كان رحمه الله يعمل بصمت عجيب ولا يحب الظهور والأضواء نظرا لتواضعه الجم، كما صعد على كتفيه خلال عمله المهني الطويل العديد من القيادات الاقتصادية سواء من يستحق أو من لا يستحق ، رغم علمه بذلك تماماً ، لكنه لم يكن يكترث من فرط أدبه وأخلاقه ، ناهيك عن انهماكه في أداء الواجبات المُوكلة إليه بإخلاص وإتقان ، حيث كان ديدنه مساعدة الآخرين دون مقابل، ومنهجه النوايا الحسنة والصالح العام مهما بلغت التضحيات.
ولم يكن عادل مخلصاً لعمله فحسب ، فقد كان مخلصاً أيضاً لأسرته وأهله ، وذلك رغم ضغوط العمل الرهيبة خلال مشواره المهني ، والتي تتطلب جهداً مضاعفاً وتركيزاً شديداً لحل المشاكل ومواجهة الأزمات ، حيث إنني حادثته مرة منذ بضع سنوات لأسأل عن أخباره وصحته ، فقال لي: إنني منهمك في تزيين المنزل لاستقبال الأسرة من الإجازة لأعوضهم قدر ما أستطيع عن عدم مقدرتي على مرافقتهم، وذلك لضغط العمل وتأدية الأمانة المكلف بها بمتابعة مصالح الآخرين، وبالتالي، يجب أن أرتب احتفالاً استثنائياً أو مفاجأة سارة لأسرتي لاستقبالهم ولتعويضهم – قدر المستطاع - عن عدم مرافقتهم بالإجازة.
لقد كان عادل عوناً لي – أنا كاتب هذه السطور – في عدة مناسبات ، فقد كان بمثابة الأخ الكبير الذي ألجأ إليه في بعض قراراتي المفصلية ، وذلك لإرشادي عندما تختلط علي بعض الأمور ، كما كان – رحمه الله – لا يبخل علي بالنصيحة الأخوية والحميدة عندما يرى ضرورة للنصح والإرشاد لتطوير العمل وتفادي الإشكالات ، إضافة إلى الدعم المعنوي ، والذي لن أنساه ما حييت.
وفي الختام ، لا يسعنا إلا أن نقبل قضاء الله وقدره، وندعو له بالرحمة والغفران، ولأهله بالصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الله يغفر له ان شاء الله
والنِعم في الكاتبِ وصديقه رحمه الله ولا نزكي على الله أحداً.. شكراً يا ناصر يا ولد الأصول على لمسةِ الوفاء الراقية في ذكر محاسن عادل النجاده.. فمحبة الناس وشهادتهم بصلاح أخوانهم لهو دليلٌ، إن شاء الله، على محبة الله لأولئك الأخوان..