لا يخفى على أحد الكارثة التي حلت في بورصة الكويت منذ 2008 حتى الآن ، أي أكثر من 6 سنوات متوالية لكن ما هو السبب ؟
ولماذا نهضت أغلب -إن لم نقل -جميع البورصات في العالم ، ولا زالت بورصتنا العتيدة مستمرة في كبوتها، بل من كبوة إلى كبوة أكبر وأعمق ؟!
الجواب باختصار لبورصة الكويت -وأي بورصة أخرى -أنها مرآة تعكس ما حولها ، فوضع دولة الكويت من سيء إلى أسوأ ... رغم حمدنا لله على كل حال، وأخطر ما يواجه الكويت هو الانقسام والتشرذم ما بين مكونات المجتمع وأطيافه، بل التنافر ضمن الطيف الواحد، و في البيت الواحد أيضاً !
ولكل مجتمع درجات متباينة وشرائح مختلفة ، وهذا أمر طبيعي وبديهي ومستحق أيضاً حتى يتكامل المجتمع وتكون الحاجة متبادلة ما بين مكوناته، وهذا ما كان سائداً في الكويت منذ نشأتها، لكن التفاوت المطلوب بين شرائح أي مجتمع تحول في الكويت إلى تشرذم وتناحر على نحو خطير لا تُحمد عقباه، والذي أدى إلى طغيان الأنانية وتفشي الحقد والحسد والسخط وانحسار الرضا والقناعة والأثرة ونبذ الذات، حتى وصلنا إلى وضع مقلوب في التعريفات والمصطلحات وصار الأبيض أسود وتحول الباطل إلى حق والأمانة غباء والسرقة شطارة...إلخ
ومن أمثلة حال الاصطفاف السلبي ما بين مكونات المجتمع الكويتي، وذلك على سبيل المثال لا الحصر:
1-ما بين صالح مُبعد وفاسد مقرّب.
2-ما بين مدافعين عن الفساد مُكرمون ومحاربين له منبوذون.
3-ما بين حضر وبدو وسنة وشيعة.
4-ما بين راتب ألف دينار وثلاثة آلاف دينار لنفس الوظيفة والكفاءة والمؤهل والواجبات ... إلخ ، لكن في جهتين حكوميتين مختلفتين.
5-ما بين موالاة ومعارضة، وما بين صوت و أربع أصوات.
6-ما بين جاد ومنتج مُحارب وبين متقاعس مهمل مُكافئ.
7-ما بين صادق مُهان وكاذب رفيع الشان.
8-ما بين ناصح أمين ومنافق أثيم.
9-من يأكل بالحلال ومن يستمتع بالتهام الزقوم الحرام.
10-من يعمل وينتج ومن ينام ويستهلك.
11-ما بين تجّار و"صبيان".
12-ما بين شيوخ و"فداويه".
13-ما بين مخلص مُلاحق وأناني مكّرم.
14-ما بين باني مبدع وهادم مفسد.
15-من يدعو ويعمل للتنمية بإخلاص ومن يعمل يدعو إليها للثراء غير المشروع.
وللأسف أن الفريق السلبي من جميع التصنيفات أعلاه بات يتفوّق في العدد والعدة من قوة ونفوذ وسلطان ... إلخ، حتى أنه على وشك أن يسحق الفريق الإيجابي في معركة غير متكافأه، وتحول الوضع في البلد إلى حرب ضروس ما بين الكبر والغطرسة من جهة، والتواضع والتسامح من جهة أخرى، والذي يمهّد إلى أن تكون كويتنا - في هذا الحال - لقمة سائغة للطامع والمتربص في الداخل أو من الخارج، والنتيجة المحتومة لهذا الحال : أن تذهب الدولة ومواطنيها أدراج الرياح !
ونكرر، من حق الجميع أن يقول أن التباين في المجتمع الواحد مهم وموجود في كل البلدان والمجتمعات، لكن غلبة الخراب على البناء وكبت الفساد لصوت الإصلاح واختلال الميزان وسرعة الانهيار هو السائد والواضح والمهيمن في بلدنا للأسف الشديد.
وأخيراً ، انعكس الـ 15 بنداً أعلاه وغيرها على أداء البورصة ومؤشراتها فكانت النتيجة المنطقية والبديهية لسوق المال الكويتي كما ترون وتسمعون وتخسرون!، والآن ... هل عرفتم لماذا بورصتنا في " أسفل سافلين " ؟!
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لسنا منكم ببعيد
تشخيص واقعي فعلا لحال الكويت سياسيا واقتصاديا, شكرا د. ناصر على هذه المكشافه , نسأل الله العلي العظيم ان يمن على الكويت واهلها ولبقية دول الخليج والدول العربيه بأن يكون ( البقاء للأصلح , وليس البقاء للأفسد )
لا أبداً، هذا الكلام عن السعودية 100%.
لاسباب واضحة لكن لايريد الاعتراف بها الكثير من المكابرين لكن اهمها : * الكويت لايوجد فيها تجار ورجال اعمال حقيقيين مبدعين انما اغلبهم يعتمد على مناقصات الدولة ليجني الارباح وينتظر دعم الدولة .