سلطان بن عبد العزيز كما عرفه والدي

26/10/2011 5
محمد العمران

لن أتحدث عن فقيد الأمتين العربية والإسلامية الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه - كما عرفناه جميعاً في أيامنا هذه، بل سأتحدث عنه كما عرفه والدي - حفظه الله - بحكم مزاملته للفقيد في مرحلة الطفولة عندما تعلموا القرآن الكريم جميعاً على يد الشيخ ابن مصيبيح - رحمه الله - في مدينة الرياض القديمة، ثم لاحقاً عندما عمل مع الفقيد لسنوات عدة إبّان توليه إمارة مدينة الرياض خلال الفترة ما بين عامي 1366هـ - 1373هـ.

فما يذكره والدي عن مناقب سمو الأمير سلطان - رحمه الله - أنه كان رجلاً ذكياً نشيطاً يتمتع بصفات قيادية في طفولته وفي شبابه، وكان - رحمه الله - اجتماعياً من الطراز الأول يفتح مكتبه وبيته للقاصي والداني (من جميع فئات المجتمع) للحوار والنقاش المباشر معهم، وكان يملك ذاكرة قوية يعرف بها الرجال من أول لقاء، وهو ما ساعده على معرفة أهالي مدينة الرياض معرفة تامة وفهم العلاقات المترابطة بينهم، وبالتالي حل مشكلاتهم منه هو شخصياً بحكمة وروية.

ويذكر والدي أيضا أنه على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت عليها الأوضاع في ذلك الوقت، إلا أنه - رحمه الله - كان معروفاً عنه الكرم والعطاء منذ ذلك الحين، وكان لا يرد محتاجاً ولا فقيراً مهما كلفه الأمر، تماماً كما هو الحال قبل وفاته، وكان محباً ووفياً لمَن حوله. ويذكر والدي في هذا الجانب أن الأمير سلطان - رحمه الله - كان قد أهداه سيارة فاخرة في وقت لم يكن في مدينة الرياض إلا عدد محدود من السيارات وهو أمر لافت بين الناس، فما كان من والدي إلا أن باعها خوفاً من أنظار الناس!

في الختام، لا نملك إلا أن نقول اللهم ارحم عبدك سلطان بن عبد العزيز، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد، اللهم ثبته عند السؤال، اللهم باعد بينه وبين نار جهنم، اللهم أنزله المنزلة العالية من الجنة، إنك سميع مجيب الدعاء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.