من أطرف الصفقات العقارية (اذا جاز لنا تسميتها بذلك) هو عملية بيع مايزيد على 2.1 مليون كم مربع من الأراضي غرب نهر الميسيسبي وحتى جبال الروكي في شمال أمريكا والتي تشمل حاليا أراضي 14 ولاية أمريكية (الموضحة باللون البنفسجي على الخريطة ادناه)...
اشتهرت هذه الصفقة بتسميتها التاريخية "شراء لويزيانا" أو " Louisiana Purchase" وتمت هذه الصفقة الكبيرة من طرف البائع وهو الحكومة الفرنسية بقيادة "نابليون" من جهة وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى التي كانت تتركز أراضيها آنذاك في ولايات شرق امريكا الحالية..
وتمت عملية البيع من قبل الحكومة الفرنسية في عام 1803 مقابل 15 مليون دولار امريكي فقط أي انه تم تقييم كل كلم مربع بـ 7 دولارات فقط أو بمعنى آخر فقد تم بيع كل 14 ألف متر مربع بسنت أمريكي واحد...
وتعود قصة الشراء إلى أن موفدين امريكيين من قبل الرئيس الأمريكي "جيفرسون" ذهبا الى باريس لغرض شراء ميناء "نيو اورليانز" في ولاية لويزيانا فقط حيث يصب نهر الميسيسيبي وذلك لفتح المجال للملاحة للتجارة الامريكية حيث تسيطر أمريكا على شرق الميسيسيبي ولكنهم فوجئوا بعرض من نابليون لشراء جميع الاراضي غرب الميسيسبي والتي تبلغ مساحتها الاف المرات للمساحة التي جاءوا للتفاوض من اجلها..
وكانت فرنسا قد استحوذت على هذه الأراضي من اسبانيا ضمن خطط نابليون لبناء امبراطورية في العالم الجديد إلا أنه تخلى عن هذه الخطط بعد هزيمة جيشه في هاييتي أمام الثوار في هذه الجزيرة والذين تم استجلابهم من أفريقيا فضلا عن حاجته الماسة للأموال لتمويل توسعاته في أوروبا واستعداده لخوض حرب مع بريطانيا..
وقال نابليون بعد عملية البيع " لقد خلقت بتنازلي عن هذه الأراضي منافسا لبريطانيا في البحار وسيتمكن هذا المنافس من اذلال كبرياء بريطانيا عاجلا أو آجلا"..
أما الصفقة الثانية فكانت صفقة بيع "الاسكا" من قبل القيصر الروسي للولايات المتحدة الأمريكية والتي تمت بعد ذلك بـ 64 عاما حيث تم بيع أراضي الولاية بكاملها والتي تبلغ 1.5 مليون كم مربع مقابل 7.2 مليون دولار فقط اي بـ 4.8 دولار لكل كيلو متر مربع ...
وقوبلت عملية شراء "الاسكا" بالاستهزاء من قبل الكثيرين نظرا لكون أراضيها مفصولة عن الولايات المتحدة الامريكية ولا يوجد بها سكان وشديدة البرودة وقال أحد كبار المحللين أنها لاتستحق حتى أن تعطى هدية لأحد فما بالك بدفع مقابل لها... وبطبيعة الحال فإن نظرتهم كانت قاصرة حيث تم لاحقا اكتشاف ان هذه الاراضي (الاسكا) غنية بالموارد الطبيعية وعلى رأسها النفط والغاز والذهب كما شكلت منطقة استراتيجية شديدة الأهمية أثناء فترة الحرب الباردة...
الغريب انهم يبيعون لبعض, بينما كانوا يحتلون دولا كامله ببلاش فالان كثير من الدول وبخاصه في افريكا مملوكه لشركات غربيه, والا فكيف بقاره يوجد بها الالماس والذهب واليورانيوم والكاكاو وهي الان من افقر الدول على وجه الارض
You remind me with the US Civ courses in the University. Thanks Dr
هذا بدون الاخذ في الاعتبار القيمة المستقبلية للنقود (Time value of money). لكن اذا اخذنا ال 15 مليون سنة 1803م واستثمرت في حساب يعطي 5% سنويا حتى هذه السنه اي لمدة 207 سنة يكون الناتج 364,985,966,607 دولار. وهذه هي القيمة التي دفعتها الولايات المتحدة لفرنسا بما يعادل نقود اليوم.