أخي القارئ العزيز: لا تستغرب عزيزي القارئ من العنوان، فإني أعتقد من أوجب الواجبات المهنية لمدير التسويق في أي منظمة: هو غزو السوق والاستيلاء على حصة من السوق والعمل جاهداً نحو زيادة الحصة السوقية، وهذا لن يحصل مالم يدافع فريق التسويق عن الحصة الحالية لمنظمته بالمحافظة على العملاء الحاليين وتحسين المنتجات، ثم التفكير الموجه والعمل المتقن نحو زيادة هذه الحصة من خلال استقطاب عملاء جدد والإبتكار في المنتج او الخدمة.
لقد عاش السوق السعودي والخليجي فترة من الزمن بلا حروب تسويقية وهذا يرجع من وجهة نظري لسببين:
الأول: عدم وجود المنافسة بين الشركات، التي بدأت تتلاشى في كثيرٍ من الأسواق كأسواق العقارات والمواد الغذائية والاستهلاكية، بل وبدأنا نشعر ببدياة المنافسة لأسواق البتروكيماويات والأسمنتات وقريباً لا محالة الحديد.
ثانيا:القوة الشرائية العالية لدى المواطن السعودي والخليجي في السابق، أتكلم على مستوى الأفراد الساكنون في الشريحيتين المتوسطة والصغرى. مما جعل ثقافة تجربة المنتج أو الخدمة عالية لدى المواطن والمقيم.
أما الآن وفي عصر الإنفتاح والعولمة ودخولنا منظمة التجارة العالمية، سنودع الشركات التي لاتحسن التعامل في الحروب التسويقية، سنرفع القبعة احتراما لكل شركة تجيد الدفاع وتجيد الهجوم وتجيد المراوغة تجيد فن الإعلام الحربي!
دعني عزيزي القارئ أبحر بك مع بعض القصص لشركات أجادت الحرب التسويقية.
شركة فاين فكرت جدياً بالحرب وكيف تغزوا عقول العملاء ونجحت في ذلك، وبالمثال يتضح المقال: تجد أحدنا عندما يرغب في شراء محارم فإنه يقول للبائع أعطني فاين قد يقصد أعطني كلينكس أو سمايل أو غيرها. دعني من جهة أخرى أقول زوجتك أو موظفك عندما يرغب منك شراء محارم هل يوماً من الأيام تقول أو يقول: المحارم انتهت، إنها تقول الفاين انتهى.
ومن صور الحروب: ليبتون فكرت فحاولت في شن هجوم على سوق الشاي ( فرط ) فلم تستطع أن تدخل هذا السوق وتسيطر على جزء كبير منه، والسبب أن ربيع قامت بدورها في الحرب الدفاعية على أتم وجه، وعملت على إشعار ليبتون بأنها قادرة على الغزو وشن حرباً هجومية للسيطرة على سوق الشاي ( أكياس ) بتقديم منتجات أكياس الشاي. وفي النهاية أصبحت ليبتون مسيطرة على الأكياس وربيع مسيطرة على الفرط في سوق الشاي. قد نرى رجوعاً لهذه الحرب.
الآن في سوق اتصالاتنا المحلية درج على ألسنة الكثير عندما يريد رقم محمول صديقه أو قريبه أعطني رقم جوالك مع أن الآخر قد يكون مشتركاً في موبايلي أو زين. سؤال: هل تستمر الـ stc في الحرب الدفاعية؟ ام أن موبايلي وزين ستتفوق عليها بفعل الحرب الهجومية على السوق.
دعونا نلقي على سوق الهايبر ماركت التي كانت في السابق محدودة جداً، والآن تكاد أن ترى هايبر ماركت في كل حي، لماذا؟ إنها حربٌ تسويقيةٌ شديدة تلحظها أيضاَ في العروض الدائمة والمستمرة لشركات الهايبر ماركت ... إنه العمل على السيطرة على أذهان وعقول العملاء الحاليين والمحتملين.
إن الحرب بدأت في الهايبر وفي الاتصالات والشأن في الشركات المالية والعقارية و ... و ... من لا يجيد فن إدارة الحرب التسويقية سنقول له: باي باي !
مساء الخير اخوي داود باعتقادي البسيط ان المستفيد الاخير لهذه الحرب هو المستهلك الذي يفترض ان يستفيد من هذه الحرب بانخفاض الاسعار ولكن لا اعتقد ان هذه الجزيئة موجده في السوق السعودي (انخفاض الاسعار) فالاسعار ترتفع ولا تنخفض تقبل خالص تحياتي
أهلا أبو تالا ليس بالضرورة أن يكون المستفيد المستهلك ( نزول الأسعار ) إلا إذا استخدمت الشركات ( حرب الأسعار ) وعلى فكرة هذه الحرب مضرة للمستهلك على المدى الطويل لأننه ببساطه سيكون هناك سوء في جودة المنتج وتردي في الخدمة. وما اعنيه في مقالي الحرب التسويقية بشكلها العام تطوير المنتج والخدمة والرفع من الكفاءة، المحافظة على العميل، استقطاب عميل، التنوع في التوزيع والترويج.