في خضم الأزمة المالية العالمية انخفضت مبيعات السيارات الخفيفة في الولايات المتحدة بنسبة 36%، من 14.4 مليون سيارة في العام المنتهي في ابريل 2008 إلى 9.2 مليون سيارة فقط في العام المنتهي في أبريل 2009، ومن المعلوم أن أكثر السلع تأثرا بالأزمات هي السلع المعمرة، مثل السيارات. المعلومات المتاحة في ابريل 2010 تشير إلى حدوث تزايد في مبيعات السيارات في الولايات المتحدة بصورة واضحة، على الرغم من انتهاء تأثير برنامج دعم مبيعات السيارات الأمريكية Cash for Clunkers. على سبيل المثال تشير التقارير إلى أن جنرال موتورز باعت في شهر ابريل الماضي 183,997 سيارة مقارنة بـ 173,007 سيارة فقط بيعت في ابريل 2009، أي أنها حققت زيادة في مبيعاتها بنسبة تبلغ 6.4%. الجدول التالي يوضح تفاصيل التغيرات في مبيعات سيارات جنرال موتورز خلا شهر ابريل الماضي.
المصدر: http://www.marketwatch.com/story/gm-april-us-sales-up-64-to-183997-vehicles-2010-05-03-117580من ناحيتها أعلنت شركة فورد أنها حققت زيادة في مبيعات سياراتها أيضا في ابريل 2010، حيث تم بيع 167,542 سيارة مقارنة بـ 134,401 سيارة في ابريل 2009، أي بنسبة زيادة بلغت 24.7%. شركة كرايزلر أعلنت أيضا أنها باعت 95,703 سيارة في ابريل 2010، مقارنة بـ76,682 سيارة فقط في ابريل 2009، وهو ما يعني زيادة المبيعات بنسبة 25%. وعلى الرغم من الدعاية السيئة التي لحقت بها في الولايات المتحدة بصفة خاصة والعالم بشكل عام، أعلنت شركة تويوتا الولايات المتحدة أنها أيضا حققت ارتفاعا في مبيعاتها بنسبة 24.4%، حيث باعت 157,439 سيارة في ابريل 2010، منها 18,359 سيارة لكزس، مقارنة بـ 126,540 سيارة في ابريل 2009، وهو ما يشير إلى أن المستهلك الأمريكي ما زال يثق في تويوتا بالرغم من كل ما حدث.
والآن ما هو مدلول هذه الأرقام؟ إن هذه الأرقام تشير إلى أن الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي آخذ في التزايد، وهو ما أثبتته البيانات الأولية لتقديرات الناتج المحلي الإجمالي، التي سبق أن تناولتها، وأن الأزمة بالفعل آخذة في التراجع، ومن المعلوم أنه عندما تنقشع غيوم الكساد، فإن أكثر السلع التي يزيد الطلب عليها هي السلع المعمرة مثل السيارات. الأرقام المتاحة لدينا حتى الآن هي إشارة جيدة على تعافي الاقتصاد الأمريكي من الأزمة، وبداية دخوله مرحلة الانتعاش الاقتصادي.
والاتجاه الى ايقول ان الاقتصاد لم يتعافى بعد وان القادم سيكون اسوء مامدى صحة رأيهم؟؟؟
شكرا أخ السعيد الأوضاع في الولايات المتحدة تحسنت بشكل كبير، وهناك بعض الكتابات التي تتحدث الآن عن بدء الكساد الحالي ونهايته، والتي ترى أن الكساد الحالي انتهى في يوليو 2009. نحن في انتظار اعلان المكتب الأمريكي للتحليل الاقتصادي NBER، وهو الجهة الرسمية التي تتاربع تواريخ بدء وانتهاء الكساد في الولايات المتحدة باستخدام مؤشراتها المعتمدة في ذلك. ولكن وفقا لما بين أيدينا من بيانات يمكن القول بدرجة كبيرة من الثقة أن الكساد قد انتهى في مركز الأزمة - الولايات المتحدة-، تتبقى مشكلة أساسية تواجهها الولايات المتحدة وهي مشكلة ارتفاع معدلات البطالة. غير أنه في رأيي أن استمرار ارتفاع معدلات البطالة لفترة من الزمن في اعقاب انتهاء الكساد أمر طبيعي، وهذا ما تشير اليه كل حالات الكساد التي مرت بالولايات المتحدة مسبقا. على النطاق العالمي، نقطة التخوف الاساسي حاليا هي من المخاطر التي يمكن ان تصاحب مشكلة الديون السيادية، وهي مشكلة أوروبية وليست أمريكية هذه المرة. نحتاج الى بعض الوقت لكي نطمئن بأنها لن تشتعل على نحو أسوأ مما هو متوقع حاليا. تحياتي