دعوة للضحك مع شركة أليانز!!

14/04/2010 6
محمد العمران

قبل عدة أيام، أعلنت الشركة السعودية الفرنسية للتأمين التعاوني (أليانز) بدء الاكتتاب في أسهم حقوق الأولوية، الذي يهدف إلى جمع 125 مليون ريال من خلال إصدار عشرة ملايين سهم جديد بسعر 12.5 ريال للسهم الواحد على أن تكون أسعار الأسهم الإضافية في أربعة مستويات سعرية تراوح ما بين سعر الطرح وسعر السهم المعدل بعد انعقاد الجمعية العامة غير العادية، وهو إجراء تم تطبيقه حديثا على جميع الشركات، تسعى هيئة السوق المالية من خلاله إلى ضمان حقوق المساهمين الذين يمارسون حقهم في الاكتتاب.

لكن عندما نطبق المعادلة التي تعتمدها هيئة السوق المالية في تحديد مستويات أسعار الأسهم الإضافية على هذا الاكتتاب سنكتشف فوراً ارتكاب أخطاء بديهية ومضحكة من قبل شركة تتلقى دعماً من أحد أكبر المصارف التجارية والاستثمارية في المملكة، حيث إن مستويات أسعار الأسهم الإضافية كان يجب أن تكون: 12.5، 22، 31، 41 ريالا للسهم الواحد وليس كما ورد في الإعلان الرسمي للشركة، الذي حدد مستويات أسعار الأسهم الإضافية عند: 12.5، 18، 23، 27 ريالا للسهم، مما يؤكد لنا استمرار ارتكاب الأخطاء في شركة خسرت ما يعادل نصف رأسمالها قبل أن تحصل على تصاريح رسمية لبدء النشاط !!!

اللافت أن المستويات المعلنة لأسعار الأسهم الإضافية تقل عن المستويات الصحيحة لأسعار الأسهم الإضافية وبنسب تصل إلى 35 في المائة مما يعني أن هيئة السوق المالية أو الشركة (أو كلتيهما معاً) قد تجد نفسها مساءلة قانونياً أمام المساهمين الذين لم يستخدموا حقهم في الاكتتاب فيما لو طالبوا مستقبلاً بحقوقهم المالية كاملة. وما زاد الأمر تعقيداً وتشويقاً أن الاكتتاب قد بدأ بالفعل مما يعني أن خيار الاعتراف بالخطأ وتصحيحه أصبح خياراً غير وارد في هذا التوقيت وبالتالي فإن الخيار الأفضل أمام مجلس إدارة الشركة هو الاستمرار في الخطأ تحت شعار «مكرهاً أخاك لا بطل»، وهنا يحق لي أن أضحك مرة أخرى أمام هذه المسرحية.

في الختام، لا أريد أن أناقش الخطأ الآخر الذي وقعت فيه الشركة في إعلانها الرسمي عند تحديد يوم وتاريخ انتهاء الاكتتاب وسأعتبره كأنه لم يكن، لكن يحق لي كإنسان بسيط أن أسأل أعضاء مجلس إدارة الشركة الكرام، الذين يملكون رصيداً ضخماً من الخبرات المالية والمصرفية: كيف تريدون أن يثق المستثمرون بشركتكم ومسلسل ارتكاب الأخطاء البديهية لا يزال مستمراً؟ وما عذركم هذه المرة؟ وهل هذه هي الاحترافية التي تبحثون عنها؟ والأهم هل تملكون شجاعة الاعتراف بالأخطاء (و لو من مبدأ الشفافية أمام الجميع) أم ستنتهجون سياسة السكوت لتهدئة الأوضاع؟