ماذا تعني النتائج القوية لشركة "إنتل" للإقتصاد العالمي ؟؟؟

14/04/2010 1
ناصر اّل مبارك

أعلنت شركة "انتل" وهي أحدى مكونات مؤشر الداو والشركة التي تصنع معالجات الكمبيوتر التي نستخدمها في أجهزتنا، أن ارباحها للربع الأول من العام بلغت 2.4 مليار دولار اي 43 سنتا للسهم اما الايرادات فبلغت 10.3 مليار دولار وهي ارقام تتفوق بكثير على نتائج العام الماضي وعلى توقعات المحللين.

تعد شركة "انتل" بمثابة ترمومتر لقابلية المستهلكين والأعمال على الانفاق وذلك لكونها تسيطر بشكل شبه مطلق على قطاعة صناعة المعالجات (Processors) التي تعتبر العقل المفكر الذي يحرك أجهزة الكمبيوتر والسيرفرات.

وأعطت الشركة توقعاتها المستقبلية (نتمنى أن تفعل شركاتنا المدرجة ذلك) والتي طغى عليها التفاؤل فالشركة تتوقع ايرادات خلال الربع الثاني مماثلة لما حققته في الربع الأول تقريبا  بزيادة أو نقص 400 مليون دولار، ولكن لمن يعرف تاريخ انتل واسلوبها في عرض التوقعات، فإن ذلك يعني بكل تأكيد ايرادات اعلى من الربع الأول كما توقعت ان تحقق هوامش ربح تفوق 64 % سواءا للربع الثاني أوبقية العام وهي مستويات هوامش عالية (خلال الربع الاول كان الهامش 60 %)..

للتذكير فإن "انتل" تبيع منتجاتها في جميع أنحاء العالم اي أنها ليست مرتبطة بسوق معين او قارة معينة كذلك فإنه وبسبب الطبيعة الموسمية لمبيعات الشركة فإن النصف الأول من كل عام يعد الاقل نشاطا بالنسبة لها... لذلك فإن هذه الارقام تؤكد بما لايدع مجالا للشك ان المخاوف التي تدور حول عودة الاقتصاد العالمي للركود مبالغ بها.. فما دامت "انتل" قادرة على بيع منتجاتها حول العالم وبهوامش عالية فذلك تلقائيا يعني أن الاقتصاد العالمي ينمو وأنه بخير..

المثير هنا ان الشركة تقول ان توقعاتها بارتفاع هوامش الربح يعود إلى زيادة مبيعات المعالجات المخصصة للسيرفرات وهي الأجهزة التي تستعملها الشركات وليس الافراد وهي معالجات أكثر ربحية للشركة من المعالجات التي نستعملها في أجهزة الكمبيوتر الشخصية.. وذلك يعني ان الشركات بدأت في الإنفاق مرة اخرى على تحديث أنظمة التقنية لديها وهذا في العادة لا يحدث اذا كانت الشركات تعتقد انها تواجه تباطئا في أعمالها..

تاريخيا تعد "انتل" في منتصف سلسلة الطلب على الالكترونيات وأجهزة التقنية والحواسيب اي أنها ليست من الشركات التي تشعر بزيادة الطلب مبكرا (بائعوا الاجهزة الالكترونية في محلات التجزئة هم في مقدمة السلسلة ومصنعي المعدات هم في الطرف الآخر من السلسلة بينما يعد مصنعي المكونات الالكترونية في منتصفها) ويعني ذلك أن الانتعاش في الطلب مستمر منذ عدة اشهر سابقة..

وعلى العموم فإنتل هي أول شركة تقنية كبيرة تعلن عن نتائجها وبانتظار نتائج الشركات الكبيرة الأخرى في الايام القادمة..