البتروكيماويات (20/30) ... ينساب (المقدمة)

13/04/2010 11
د. أحمد المزروعي

يبدو لي ان شعبية الشركة طاغية خصوصا بعد ارتفاع سعر السهم في السوق خلال الأسابيع الماضية حيث تصلني رسائل كثيرة حول التوقعات للربع الأول .. ولكن هدفي من هذه السلسة هو تقديم ادوات لتقدير الارباح المستقبلية 5 الى 10 سنوات للأمام وخصوصا عندما ينتظم الانتاج أما في بداية التشغيل ومحاولة تقدير الارباح فإن هذه المقالات لن تكون مفيدة لمن يرغب استعمالها لذلك الغرض..

شركة ينساب مملوكة بطريق مباشر وغير مباشر بنسبة 55 % من قبل سابك فيما يملك المتورطون في استثمار "إبن رشد" مانسبته 10 % من الاسهم حيث فتح المجال لهم في الاستثمار بالشركة كمؤسسين بنسب مرتبطة بنسب ملكيتهم في ابن رشد وذلك كشكل من أشكال التعويض.. أما الـ 35 % الباقية فيملكها الجمهور..

على حسب الخطط الاصلية فإن المشروع كان متوقعا ان يبدا الإنتاج في النصف الثاني من عام 2008 ولكنه لم يبدأ الانتاج التجاري فعليا سوى الشهر الماضي .. وهذا تنبيه أكرره دائما بأن مشاريع البتروكيماويات لايتم في الغالب انجازها في الوقت المحدد المعلن وتتأخر في العادة فترات تتراوح بين 6 اشهر و سنتين ويجب أخذ ذلك في عين الاعتبار للشركات التي لاتزال تبني مصانعها (مثل كيان و بتروكيم)..

لو حسبنا هيكل تمويل المشروع حسب تكاليف الانشاء المعدلة (21.2 مليار ريال) سنجد أن المشروع تم تمويله بنسبة 26 % عن طريق حقوق الملكية و 74 % عن طريق الاقتراض وهذه هيكلة غير معتادة (الطبيعي هو بين 30 إلى 40 % لحقوق الملكية) وذلك بسبب زيادة تكاليف المشروع عن المخطط اصلا وقيام  سابك وهي الشركة الأم  بتقديم 2.15 مليار ريال كقرض للشركة ، وينتج عن هذا الهيكل التمويلي ما يلي:

1. في حال ارتفاع اسعار المنتجات بفوارق كبيرة عن اللقيم (كما حصل في عام 2007 مثلا) فإن تكاليف التمويل والاستهلاك ستصبح ضئيلة مقارنة بهوامش الربح وينتج عن ذلك أن ربح السهم سيكون عاليا (مقارنة بأقرانها) بسبب عدد الاسهم المنخفض لمشروع كبير مثل هذا..

2. في حال تراجع اسعار المنتجات وتقلص الفارق بينها وبين سعر اللقيم فإن تكاليف التمويل والاستهلاك ستصبح مؤثرة جدا (مقارنة بأقرانها) وستحقق الشركة أرباحا أقل مما لو كان هيكل التمويل طبيعيا..

3. من حسن الطالع للشركة أنها بدأت الانتاج التجاري في بيئة مواتية حيث ان اسعار الفائدة في أدنى مستوياتها تاريخيا وهذا أمر مفيد للشركات التي يكون نسبة تمويل مشاريعها بالاقتراض عال جدا مثل ينساب.. كما أنها بدأت الانتاج في وقت ارتدت فيه أسعار المنتجات الى مستويات تعتبر جيدة للشركة..

بمعنى آخر فإن هيكل التمويل المبالغ فيه من ناحية الاقتراض هو سيف ذو حدين ففي حال كانت هوامش ربح بيع المنتجات جيدة او عالية والفائدة منخفضة فإن ذلك يعني أرباحا أكبر للمساهمين كونهم مولوا أغلب المشروع بالدين وليس بأموالهم... اما في حالة انخفاض الهوامش وفي ظل فائدة مرتفعة فإن ذلك يعني زيادة الأعباء على الشركة مقارنة بما لو كانت نسبة الدين أقل حيث تستقطع تكاليف التمويل جزءا هاما من الأرباح التشغيلية المنخفضة اصلا (بسبب انخفاض هوامش ربح بيع المنتجات)..

فقط اردت ان أذكر ان هيكل التمويل الأصلي كان 30 % حقوق ملكية إلى 70 % اقتراض وتغير هذا الهيكل مع ارتفاع تكاليف البناء لاحقا.. الجدول التالي يوضح للقارئ نسبة الهيكلة من حقوق الملكية بالنسبة لثلاثة مشاريع بتروكيماويات (ينساب و السعودية للبوليمرات و كيان)

بالنسبة لتقديرات التكاليف فأنا اقوم بعملية الحسابات ولم انته بعد منها وستكون جاهزة بإذن الله في مقال الغد ...