أعلنت يوم أمس شركة القصيم الزراعية في تداول عن إلغاء صفقة الاستحواذ على مجموعة البندرية وذلك بالتراضي بين الشركة والبائع. وكانت الشركة قد استحوذت على مجموعة البندرية بالكامل في 13/12/2008 بقيمة تجاوزت 153 مليون ريال، وتم استلام كامل المجموعة وانتقال عملية التشغيل في مارس الماضي. وعللت الشركة سبب إلغاء الصفقة إلى أنها اكتشفت خلال الفترة التي قامت فيها بتشغيل المجموعة بظهور بيانات مالية تؤثر على التدفقات النقدية وعلى قيمة الشهرة وأن الشركة قد تقوم لاحقاً بإطفاء قيمة الشهرة بقيمة أعلى مما تم احتسابها عند الشراء.
وأيضاً عللت الشركة سبب إلغاء الصفقة إلى تزامن الاستحواذ مع الأزمة المالية العالمية وصعوبة الحصول على تمويل لمشاريعها الأخرى !. الغريب أن الشركة لم تقم بالاستحواذ إلا في نهاية 2008 والأزمة المالية العالمية بدأت بالظهور قبل هذا التاريخ بعدة أشهر وكان بإمكانهم إيقاف عملية الاستحواذ قبل أن تتم !. وتعليلهم بظهور مشكلات مالية يجعلنا نتساءل عن دور المستشار المالي في الصفقة ودور مجلس الإدارة في عدم اكتشاف هذه المشاكل قبل عمليات الاستحواذ ؟! فبدء التفاوض على شراء مجموعة البندرية لم يكن وليد الأمس بل بدأ منذ عام 2006 وتحديدا في 22 فبراير عندما أعلنت الشركة عن توقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة البندرية وأنهم منذ ذلك التاريخ وهم يقومون بدراسة المشروع ! ولكن لم يكتشفوا هذه المشكلات إلا بعد شراء المجموعة !! أعتقد أن هناك أمور أخرى ومشاكل لدى مجموعة البندرية لم تفصح عنها الشركة لأسباب لا نعلمها والله أعلم.