غريب هو سوق دبي المالي، مليء بالأسرار والخبايا، بالأمس القريب وتحديدا بتاريخ 07 يونيو 2009 أوقف التداول مؤقتا على سهم شركة أرامكس جزاء وفاقا لما اقترفت يداها من عدم إفصاحها عن نتائج اجتماع مجلس الإدارة المنعقد مؤخرا (بالرغم من أن جدول أعماله اعتيادي ومعروف مسبقا)، جميل من السوق أن يتخذ هذه الخطوة، لكن أن يكون هناك (خيار وفقوس) كما يقال في المثل الشامي المعروف، بين الشركات فهذا أمر غريب.
أصدرت شركة المملكة القابضة السعودية والمملوكة للأمير الوليد بن طلال بنسبة 95% مساء أمس بيانا صحفيا، عن توقيع اتفاقية مع شركة إعمار العقارية تطور بموجبها إعمار مشروعي مدينة المملكة وبرج المملكة في جدة.
البيان (وعدا عن ملئه بالآمال والتمنيات الوردية) فإنه كان مبهما من عدة نواحي:
أولا: التزمت إعمار العقارية الصمت المطبق تجاه هذا الخبر الهام جدا ولم تعلق عليه أبدا، ولم يقم سوق دبي المالي بطلب إيضاحات من الشركة عن هذا الخبر الهام كما فعل مع أرامكس وشركات أخرى، والتي كان يوقف التداول عليها مؤقتا إذا تأخرت بإرسال الإفصاح والإيضاح له !!!!.
ثانيا: تجاهل البيان تاريخ توقيع الاتفاقية تجاهلا تاما.
ثالثا: لم يشرح البيان مضمون الاتفاقية، وهو ما تطرق له كاتب آخر في هذه المدونة في موضوعه يوم أمس: ماذا تعني كلمة تطوير؟!: فإعمار ليست شركة استشارات هندسية وإلا لما كانت أوكلت تصميم برج دبي إلى شركة أمريكية، وإعمار ليست شركة مقاولات وإلا لما كانت أوكلت بناء برج دبي ومشاريع أخرى لأرابتك القابضة، يبقى الموضوع منحصرا في الإدارة والتسويق ومهام الإشراف على المقاول والاستشاري، والسؤال المطروح هنا: لماذا لم تتكفل المملكة القابضة بهذه المهمات (غير الصعبة) والتي يمكن إنجازها ببضع عشرات من الموظفين وتضرب المملكة القابضة بذلك عصفورين بحجر واحد هما: توفير إيرادات أكبر من المشروع وخفض لنفقاته، وثانيهما تشغيل موظفين من الممكن أن يسرحوا في ظل الخسائر الكبيرة للمملكة القابضة التي أعلن عنها سابقا، ومن الممكن أن يتم توظيف أناس جدد أيضا؟؟!!.
رابعا: لم يوضح البيان العوائد المالية لشركة إعمار العقارية من هذه الاتفاقية.
خامسا: لم يحدد الخبر ((والصادر عن شركة المملكة القابضة فقط)) تاريخ بدء المشروع وتاريخ إنجازه، والمهمات المطلوبة من إعمار تجاهه.
قد وأقول قد تكون إعمار ارتأت السكوت عن هذا الخبر لتتلافى الدعاية العكسية تجاه برج دبي، لأن برج المملكة في جدة سيكون أطول من برج دبي، فهي لن تتراجع عن الدعاية السابقة لبرج دبي بأنه الأطول في العالم بنقضها أقوالها بنفسها عندما تتجه لتطوير برج أعلى منه وفي دولة أخرى أيضا، خصوصا أنها لم تعلن عن نسبة المباع من برج دبي حتى الآن.
هنا همسة: المساهمون هم شركاء وملاك في الشركة، ومن حقهم معرفة جميع التفاصيل والحصول على إفصاحات شفافة وواضحة دون لبس وبلا لف أو تكتم، لأنهم استثمروا أموالهم في شركة تخضع لقواعد سوق مالي ولا تخضع لعوامل طقس متقلب.
لم يعد صمتا بل أصبح انكار كلي للاتفاق حول المشروع..
بالفعل نجحا الزعيمان في تحقيق المراد ... ولكل المستثمرين "عفوا إنه زمن الكبار"