كيف تحقق المملكة القابضة أرباحها؟

06/02/2013 31
محمد العمران

بتاريخ 13 يناير الماضي، أعلنت شركة المملكة القابضة على موقع تداول الرسمي أنها وقعت بتاريخ 30 ديسمبر 2012م إتفاقية بيع مليون متر مربع من أرض مشروع المملكة شرق العاصمة الرياض إلى شركة سبل المطورة بقيمة 300 مليون ريال سعودي حققت الشركة من عملية البيع هذه صافي أرباح تقدر بنحو 185 مليون ريال سعودي تم إدراجها فعلاً ضمن قائمة الدخل للربع الرابع من العام 2012م كما أعلنت الشركة عن ذلك لاحقاً، و هنا إسمحوا لي أن أتوقف معكم قليلاً حول هذا الإعلان الغريب!!

فعند مقارنة تاريخ الإعلان مع تاريخ الإتفاقية، يتضح لنا و بوضوح أننا امام إحتمالين لا ثالث لهما: الإحتمال الأول يتمثل في أن الشركة وقعت الإتفاقية فعلياً خلال شهر يناير من هذا العام ثم وضعت للإتفاقية تاريخ قديم (بأثر رجعي) لتحسين ربحية الربع الرابع من العام الماضي، و ما يؤكد صحة هذا الإحتمال أن ربحية الشركة في الربع الرابع من 2012م بلغت 210 مليون ريال مما يدل على أن ربحية الربع الرابع دون إحتساب أثر هذه الإتفاقية كان من المفترض أن يبلغ 25 مليون ريال فقط و هو ما كان سيشكل خيبة أمل كبيرة لمساهمي الشركة .

أما الإحتمال الثاني فيتمثل في أن الشركة وقعت الإتفاقية فعلاً بتاريخ 30 ديسمبر 2012م (كما أعلنت عن ذلك) إلا أن مسؤولي الشركة نسوا أن يعلنوا عن هذا الخبر الهام على موقع تداول الرسمي إلا بعد إنقضاء نحو أسبوعين على توقيع الإتفاقية أخذين في الإعتبار التذبذبات العنيفة التي شهدها سهم الشركة في السوق صعوداً و هبوطاً خلال تلك الفترة، و هنا أنا ألتمس العذر لمسؤولي الشركة في نسيانهم الإعلان عن هذا الخبر الجوهري (ربما بسبب مشاغلهم الكثيرة) لكني، في المقابل، أتعجب من عدم قيام هيئة السوق المالية حتى الآن بإصدار أي عقوبة رادعة إستناداً إلى نظام و لوائح السوق المالية التي من المفترض أن تطبق على الجميع بعدالة و مساواة.

يجب التذكير أنه بتاريخ 8 أكتوبر 2012م أعلنت شركة المملكة في حينه أيضاً أنها وقعت بتاريخ 30 سبتمبر 2012م إتفاقية بيع ما يقرب من مليون متر مربع من نفس الأرض إلى نفس المشترين بقيمة 250 مليون ريال حققت الشركة من خلالها صافي أرباح بنحو 144 مليون ريال سجلت فعلياً ضمن أرباح الربع الثالث من العام الماضي البالغة نحو 218 مليون ريال، بينما لم يصدر أيضاً من هيئة السوق المالية حتى تاريخه أي عقوبات نظامية و هو ما سيفتح الباب على مصراعيه لبقية الشركات أن تحذو حذو المملكة القابضة إلى جانب إنعكاسات ذلك (و التي يصعب قياسها) على ثقة المستثمرين عموماً تجاه السوق المالية السعودية !!