أسواق واعدة ... وأسواق ناشئة!!!

30/03/2010 0
د . جمال شحات

كثر الحديث عن جاذبية الاسواق الناشئة والاسواق الواعدة حيث تصنف بعض دول الخليج ضمن الأسواق الناشئة الجديدة الى جانب تصنيف الاسواق الناشئة التقليدي، الذي يضمّ دولاً مثل البرازيل والهند وروسيا والصين.

وينصح خبراء استثمار بالنظر الى سوقي قطر والسعودية، حيث الاسهم مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، ويشير هؤلاء الى إمكان ترفيع قطر والامارات ضمن الاسواق الناشئة الواعدة.

انسحب المستثمرون من الاسواق الناشئة الجديدة او ما يعرف بــ Markets Frontier خلال الازمة المالية تجنبا للاصول المحفوفة بالمخاطر، وبحثا عن الملاذات الآمنة .. غير ان الاهتمام بدأ ينتعش من جديد في تلك الاسواق الصغيرة والغريبة وغير القابلة للتسييل في غالب الاحيان، مع زيادة الشهية على المخاطر.

يقول اندري نانيني، كبير مديري المحافظ لصندوق الاسواق الناشئة الجديدة في اتش اس بي سي وقوامه 80 مليون دولار «الاسواق الناشئة الراسخة انطلقت في مسارها وبدأ المستثمرون الآن في البحث عن الفرصة التالية .. فإذا كان لديك قابلية لتقبل الاقدام على المخاطر، فإن الاسواق الناشئة الجديدة هي المكان المناسب لذلك».

ويعتقد ان الاسواق الناشئة الجديدة تخلفت عن الاسواق الناشــئة على مدى الاشــهر الــ 18 الماضية، لكنها «تبرز كأسواق رخيصة بأساسيات جيدة». ويرى الكثير من مديري الصناديق ان شركات الاسواق الناشئة مبالغ في اسعارها.

وبدأت الاسواق الناشئة الجديدة بداية جيدة هذا العام .. اذ ارتفع مؤشر «ام اس سي اي» للأسواق الناشئة الجديدة قرابة 7 بالمائة من بداية السنة وحتى تاريخه مقارنة مع 0.3 بالمائة فقط لمؤشر ام اس سي اي للاسواق الناشئة.

ويتناقض ذلك مع أدائها في الاشهر الاثني عشر الماضية حين تفوّق مؤشر الاسواق الناشئة على نظيره للاسواق الناشئة الجديدة بنحو 50 بالمائة.

ويقول براد دورهام، مدير عام مجموعة «اي بي اف آر» للبيانات الخاصة بالصناديق الاستثمارية «بعد أن تم تجاهلها الى حد كبير في اثناء الصعود الذي حصل في العام الماضي، لابد لزيادة الشهية على المخاطر ان تشجّع تدفق المزيد من المستثمرين على الأسواق الاقل سيولة، لاسيما مع ترسّخ القلق بشأن زيادة سخونة الاقتصاد الصيني وتقلص التوقعات بشأن اداء اسواق البريك (البرازيل والهند وروسيا والصين)».

وبلغ حجم صافي التدفقات النقدية الى الاسواق الناشئة الجديدة 187 مليون دولار حتى تاريخ 10 مارس مقارنة مع خروج للاموال بنفس القيمة تقريبا خلال نفس الفترة من العام الماضي، لكنه لا يزال يعدّ جزءاً ضئيلا مقارنة بحجم التدفقات المالية على الاسواق الناشئة التي بلغت 3.8 مليار دولار خلال الفترة نفسها، وفقا لمجموعة «اي بي اف آر».

مصدر هذا الاهتمام بالاسواق الناشئة الجديدة هو المؤسسات الاستثمارية التي تعتبر على دراية بمخاطر تقلبات وعدم سيولة الاسواق الناشئة الجديدة، اما المستثمرون الافراد، الذين ابدوا اهتماما قبل ثلاثة اعوام، فلم يستعيدوا شهيتهم بعد.

ويوصي المستشارون في الولايات المتحدة صناديق المعاشات التقاعدية بالانكشاف بعض الشيء على الأسواق الناشئة الجديدة لمواجهة الخطر الناجم عن ارتفاع التضخم مع اتباع الاقتصادات المتقدمة سياسة نقدية تضخمية متراخية، بحسب ديفان كالو، رئيس أسهم الاسواق الناشئة في ابردين اسيت مانجمنت، ويضيف: «هي اما اقل ارتباطا او اقل حساسية لتأثير التضخم المرتفع في الغرب».

ويتجدد الاهتمام في بعض دول الخليج على الرغم من انهيار العقار في دبي، ويفضل مديرو الصناديق قطر والسعودية حيث تتداول الاسهم بأسعار تقل عن قيمتها الحقيقية، فكما يقول نانيني «لا وجود لديون على قطر، وهي غنية بالغاز ولا تعاني مشكلة في العقارات».. وبالنسبة له فإن كولومبيا هي الاقل جاذبية بسبب التقييمات غير الجاذبة.

موضوع آخر يقود قلة مختارة من الاسواق الناشئة الجديدة هو إمكانية انتقالها الى منزلة الاسواق الناشئة، فمع احتمال انتقال كوريا وتايوان الى منزلة الاسواق المتقدمة هذا العام، فإن الباب مفتوح امام العديد من الاسواق الناشئة الجديدة للانتقال الى مستوى ومرتبة الاسواق الناشئة.

الإمارات وقطر هما «الخريجتان المقبلتان الواعدتان المتوقع ترفيعهما، كما ان نيجيريا يمكن ان تدخل السباق ايضا»، بحسب دور هام يمكن ان تلعبه وان كانت المشاكل العرقية والطائفية تقلل من جاذبيتها.

لكن ليس الجميع متفائلا بشأن الفرص المتاحة في الاسواق الناشئة الجديدة. اذ يخشى كالو من احتمال حدوث عمليات استرداد للأموال في حال وقوع تباطؤ اقتصادي، اذ يقول: «ستحتاج الى عمليات تخارج محدودة مع مستثمرين يفهمون تماما البنود والشروط» .. ابردين التي عرف عنها استراتيجيتها الاستثمارية المتحفظة في السنوات الاخيرة، لا يتجاوز انكشافها الاجمالي على الاسواق الناشئة الجديدة الــ100 مليون دولار.

وتحظى افريقيا بجاذبية خاصة، اذ يرى مديرو الصناديق فرصًا في نيجيريا وكينيا حيث ارتفعت الاسواق بنسبة بلغت 20% هذا العام، الا ان الاسهم تظل دون سعرها المستحق . ولعل سعى شركة بهارتى الهندية لشراء اصول زين فى افريقيا دليل على جاذبية بعض اسواق  الدول الافريقية.

هذه هى الاسواق الواعدة .... وتلك هى الاسواق الناشئة ..!!!