أجزم بأن اسناد القيادة والإدارة في أي منظمة ينبغي أن يعتمد سياسة اختيارها على الأجدر والأحق بها. بطبيعة الحال الكل يقول ذلك والكل يؤمن به، فلم آت بجديد.
لكن عندما تقلب الواقع حتماً ستجد تجد التناقض الواضح عند الأكثرية، إنك تجد قائد المنظمة عندما يريد أن يسند إدارة لشخص فهو يبحث عن سنوات الخبرة، وليس عن مقدار الخبرة وكميتها ونوعيتها، هناك رجل يملك عشر سنوات خبرة وعندما تتحدث معه تكتشف أن خبرته سنة واحدة مكررة عشر مرات، إذا كان ذلك كذلك فإن إسناد المناصب القيادية في المنظمة ينبغي أن لايعتمد إطلاقاً على العمر الحياتي للشخص أو حتى عمره الوظيفي.
عندما تُطلق كلمة منظمة فإننا نقصد (وزارة – هيئة – جمعية – شركة – مؤسسة) باختصار كل عمل مؤسسي، حتى عائلتك، طبق عليها ما كتبته هنا.
عندما يريد صاحب القرار إسنادة مهمة، وكالة أو إدارة أو قسم لشخص فمن الخطأ العظيم في نظري أن يبحث عن الأكبر سناً من بين الموظفين، أو يبحث عن الأقدم في هذه المنظمة، هذا الخطأ العظيم قد يكون مستنداً على المثل الذي أمقته كثيراً وأرفضه ( أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة)، هذا المثل الذي يقتل الطموح ويحارب التطوير لا يصح إلا في نطاق ضيق جداً، وهو ان يكون الشخصين متساويين في خوض التجارب وفي المخالطة وفي القراءة والإطلاع وهذا يندر.
الصحابي الجليل: أسامة بن زيد رضي الله عنه جعله النبي صلى الله عليه وسلم قائدا لجيش المسلمين وعمره 18 سنة (كم عمرهـ ؟) 18 سنة. من في الجيش؟ إن فيه كبار الصحابة علماً وسناً وإسلاماً رضي الله عنهم أجمعين.
نستفيد من أعلاهـ أن الرجل المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن عمرهـ. وهل عمره أكبر من أعمار من سيرأسهم ويديرهم أم لا؟
في غزوة مؤته عقد النبي صلى الله عليه وسلم راية بيضاء سلمها لزيد بن حارثة قائلاً القيادة لزيد فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب فعبدالله بن رواحه فاستشهد الثلاثة جميعاً أثناء المعركة، والمعركة إلى الآن لم تنته فتقدم ثابت بن أقرم رضي الله عنه وأخذ الراية فاتجه بها ليقدمها إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه فدار حديث بينهما مجملة أنت تأخذ الراية يا خالد فأنت أحق بها وأجدر، رغم اعتذار خالد لثابت في البداية تأدباً معه كونه اعلم منه وأقدم إسلاماً.
عزيزي القارئ: انظروا جعل الصحابة خالد بن الوليد قائداً لهم. هل تعلمون وقتها كم عمر خالد بن الوليد رضي الله عنه في الإسلام ؟ لقد أسلم منذ أربعة أشهر فقط مرة اخرى ( كم عمرهـ في الإسلام ؟! ) أربعة أشهر فقط ويقود جيش المسلمين.
إذا فليس قدم الشخص في المنطمة تؤهله لأن يتولى قيادة مهمة فيها.
أحبتي الكرام: لنتعلم هذين الدرسين المهمين في إسناد القيادة، ونعمل على ممارستها وتطبيقها في حياتنا اليومية، لتكون قيادات المنظمات لدينا وإداراتها مسندة لمن يستحقها لتتطور وتتقدم منظماتنا ومنها يتطور المجتمع. تحياتي لكم جميعاً....
بارك الله فيك مقال جميل
أفلاطون الأسهم الاجمل مرورك ... تعليقاتك أكبر حافز لي للاستمرارية
يا اخي الفاضل هذا الواقع ومافيه مجامله مقالك كان جميل جدا واكثر ما اعجبني استشهادك بقصص الصحابة