التعليم في المملكة العربية السعودية: استطلاع رأي المعلّمين والإداريين

15/12/2025 0
د. إبراهيم بن محمود بابللي

 نختم استعراضنا الذي بدأناه في المقالة السابقة بنتائج استبانة المعلّمين والإداريين من الدراسة العالمية للتعليم والتعلم (TALIS) التي أجريت عام 2018م وشاركت فيها 48 دولة، منها 31 دولة أعضاء في منظمة OECD. 

نبدأ بمقارنة عدد السنين التي يقضيها المعلّم في مجال التعليم في السعودية مقارنة بالدول الأخرى المشاركة، فنجد أن متوسط المدة تنقص في المملكة أربع سنوات عن متوسط المدة في الدول المشاركة في الدراسة، كما أن معدل الفترة التي يقضيها المعلّم في المملكة في آخر وظيفة تعليمية له تقل أربع سنوات عن متوسط الدول الأخرى. 

وعند سؤال المعلّم عن انطباعه عن الفصل الدراسي وانضباطه، وعن تعامل الطلاب، نجد أن متوسط النسبة لإجابة المعلّم في المدارس السعودية مماثل أو أفضل من انطباع المعلمين في باقي الدول. 

وعند استطلاع رأي المعلّمين عمّا ينبغي أن تكون عليه أولويات الصرف على العملية التعليمية، كان واضحا أن المعلّمين في المدارس السعودية يرون أن أولوية الصرف ينبغي أن تكون على البنية التحتية والمرافق، يلي ذلك تحسين رواتب المعلّمين، أما في باقي الدول فيأتي تحسين رواتب المعلّمين في المرتبة الأولى يليه تقليص عدد الطلاب في الفصول، بزيادة عدد المعلّمين.

ثم نرى أن المعلّمين في مدارس المملكة يرون أن المجتمع يقدّر مهنتهم أكثر بكثير من مثلائهم في الدول الأخرى، وهم بشكل عام راضون عن عملهم بنسبة تقارب نسبة رضى مثلائهم. 

ونختم هذا الجزء بملاحظة أن نسبة المعلّمين الراغبين في ترك عملهم في مدارس المملكة المختلفة، إما بالانتقال لمدارس أخرى وإما لعمل آخر بعيدٍ عن قطاع التعليم، يزيد أكثر من الضعفين عن مثلائهم في الدول المشاركة في الدراسة، مع أن نسبة من يرون منهم أن الأعباء الإدارية تولّد ضغوطات عليهم أقل بوضوح من مثلائهم في الدراسة. 

ثم ننتقل لمراجعة التحديات من وجهة نظر مديري المدارس في المملكة، فنجد أنهم يواجهون – من وجهة نظرهم – تحديات أكبر بكثير من مثلائهم في الدول الأخرى في أمور كثيرة، مثل: توافر المعلمين المؤهلين، والبنية التحتية، والإنترنت وتقنيات التعليم الرقمية، وغيرها. 

أظهرت هذه الدراسة، التي مضى عليها سبع سنين، أن المعلّمين أكثرُ رضىً عن عملهم مقارنة بمثلائهم في الدول الأخرى، وعن رواتبهم أيضاً، وأنهم رأوا أنفسهم مُقَدَّرين من مجتمعهم، وكانت قناعتهم أن البنية التحتية والمرافق هي المجال الأهم للصرف وليس الرواتب، كما رأينا أن أكثر من 35% من المدرسين كانوا يرغبون ترك العمل في التدريس، وأكثر من 45% منهم كانوا يفضلون الانتقال لمدارس أخرى. 

كما أظهرت الدراسة أن التحديات الأهم لمديري المدارس في المملكة العربية السعودية – بعد تحديات البنية التحتية – كانت بشرية، مثل: نقص عدد المعلّمين المؤهّلين ومعلّمي الطلاب ذوي الحاجات الخاصة وموظفي الخدمات. 

 

خاص_الفابيتا