ماذا بعد قسوة تقلبات "نوفمبر" على الأسواق؟

04/12/2025 1
بسام العبيد

لم تكن العبارة الشهيرة ذات الانتشار الواسع في الأسواق "البيع في مايو والشراء في نوفمبر" مختلفة عما حدث في نوفمبر الشهر الماضي، رغم جودة الأسواق في مايو، إلا أن القسوة في التراجعات إلى حد ما خلال نوفمبر شملت عموم الأسواق المالية، وهو ما تشير إليه العبارة السابقة، فقد قدمت الأسواق خلال تراجعاتها في نوفمبر مزيد من الخصومات التي تتولد من خلالها الفرص، حيث وصلت كثير من الأسهم القوية إلى مستويات فنية مناسبة للشراء.

فخلال نوفمبر تراجعت السوق السعودية بنحو 10% منخفضة بأكثر من 1100 نقطة، كما تراجعات مؤشرات الأسواق الأمريكية بشكل متسارع، حيث قاد الانخفاض مؤشر الناسداك الذي يضم أكبر شركات التكنولوجيا بأكثر من 2100 نقطة متراجعا بنسبة اقتربت من 9%، وقد بدأت شرارة الانخفاضات بعد صدور مخاوف من عدة جهات رسمية أن تكون هناك مبالغة في تقييمات الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وبالتالي خشية حدوث فقاعة شبيهة بفقاعة الدوت كوم التي حدثت نهاية التسعينيات وقبل مطلع الألفية الجديدة، كما تراجع مؤشر الداو جونز بأكثر من 2600 نقطة وبنسبة تجاوزت 5.5%، بينما انخفض مؤشر الإس آند بي 500 الأوسع نطاقا بأكثر من 350 نقطة ما يعادل تراجعا بنسبة 5.25%.

ومع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي كان الأطول في التاريخ وغياب البيانات الرسمية خلال توقفها عن الصدور أثناء الإغلاق، أسهمت بعض التصاريح الرسمية التي استبعدت استمرار الفيدرالي الأمريكي بالتيسير النقدي وبالتالي بددت تفاؤل الأسواق بخفض الفائدة في ديسمبر الحالي إلى مزيد من الضغط على الأسواق من خلال تراجعات قاسية لم تسلم منها حتى أسواق العملات الرقمية، التي كان "للبيتكوين" قائدة تلك الأسواق نصيب الأسد منها كما يقال منها، حيث انخفضت خلال نوفمبر بأكثر من 30 ألف دولار ونسبة تجاوزت 27%.

ومع انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي واستئناف صدور البيانات تجددت آمال الأسواق والمستثمرين بخفض الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة في اجتماعه المقبل منتصف الشهر الجاري، حيث تشير التوقعات بنسبة 89% لخفض بمعدل ربع نقطة مئوية، وهو ما دفع المؤشرات الأمريكية إلى الارتفاع مجددا واستعادة بعض الزخم المفقود في نوفمبر.

لذلك سيمنح خفض الفائدة استكمال المؤشرات الأمريكية لاتجاهها الصاعد، بينما تثبيتها (المستبعد حتى الآن) سيدفع الأسواق إلى كسر قيعانها المحققة خلال نوفمبر، وبالتالي قد نشهد حينها تراجعات للأسواق أشد قسوة مما شهدته الشهر الماضي.

من جهة أخرى اقترب "تاسي" مؤشر السوق السعودية من مناطق دعم (طلب) بين مستويات 10.400 ومستويات 9900 نقطة، حيث يعول على هذه المناطق أن تشهد السوق شيئا من التماسك ما يعني (إن حدث) صناعة موجة صاعدة، بينما كسر هذه المناطق يعد استمرار للموجة الهابطة التي لا تزال ظلالها تخيم على السوق.

 

نقلا عن الاقتصادية