الشرقية أبرز الوجهات السياحية

18/11/2025 0
فضل بن سعد البوعينين

تميزت المنطقة الشرقية بمقوماتها الاقتصادية، واحتضانها قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات، ومقوماتها السياحية الفريدة، وفي مقدمها الشواطئ الجميلة، والجزر، والبحار الحاضنة لأنواع الشعب المرجانية المعززة لمنظومة السياحة البحرية؛ ما جعلها إحدى الوجهات السياحية الرئيسة في المملكة والخليج العربي، جمعت بين الجاذبية الاقتصادية، والسياحية، وتميزت بسياحة الأعمال، والسياحة البحرية والبرية والبيئية، حيث عزز موقعها الإستراتيجي القريب من دول الخليج جاذبيتها، وبخاصة في موسمي الشتاء، والربيع وهما من أهم المواسم السياحية للمحافظات الشمالية من المنطقة الشرقية. يسهم التنوع السياحي المرتبط بالتنوع البيئي، والمناخي، في تحقيق استدامة الطلب، خلال العام، وهذه ميزة استثنائية محفزة للاستثمار السياحي في المنطقة.

أسهمت رؤية السعودية 2030 في تنمية القطاع السياحي في الشرقية، وفي جميع مناطق المملكة، ما خلق توازناً في الوجهات، وتوزيعاً للإنفاق السياحي، الذي انعكس مباشرة على إعادة تشكيل التدفقات الاستثمارية الباحثة عن الفرص الأكثر، والعوائد الأعلى، ومن الطبيعي أن تتأثر المنطقة الشرقية بإعادة تشكيل خارطة السياحة، المؤثر في عدد السياح، وتدفق الاستثمارات، وتنافسية الوجهات السياحية.

وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي حدث في الوجهات السياحية داخل المملكة، احتفظت المنطقة الشرقية بزخمها المعهود، ومقوماتها السياحية غير المتاحة في الوجهات الأخرى، على الرغم من تميزها وجاذبيتها. فمقومات البحر والجزر والشواطئ الممتدة على ساحل الخليج العربي، من المقومات الاستثنائية الضامنة لتنافسية الوجه السياحية الحاضنة لها، وبقليل من الاستثمارات يمكن تعزيز جاذبيتها والرفع من تنافسيتها، وتوفير أنشطة وخدمات وبرامج سياحية متميزة لسكان المنطقة والمقيمين فيها.

ولأسباب مرتبطة بأهمية القطاع السياحي لاقتصاد المنطقة، ولسكانها والمقيمين فيها، إضافة إلى أهمية تحقيق مستهدفات رؤية 2030 ذات العلاقة بتحفيز القطاع السياحي، ورفع مساهمته في الناتج المحلي، وتعزيز استثمارات القطاع الخاص، والتنمية عموماً، يقود سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، جهوداً مكثفة لدعم التنمية السياحية، وتحفيز المستثمرين، ومعالجة التحديات لضمان تدفق الاستثمارات، واستكمال منظومة القطاع السياحي، المعززة لتنافسيتها بين الوجهات السياحية المحلية والإقليمية.

منتدى “TOURISE 2025” الذي احتضنته مدينة الرياض الأسبوع الماضي، شهد توقيع عدد من الاتفاقيات لتطوير وجهات سياحية متكاملة في محافظة الخبر في المنطقة الشرقية بقيمة تتجاوز 7 مليارات ريال. مشروعات نوعية ستسهم في تعزيز القطاع السياحي، وترفع من تنافسية مدينة الخبر، التي باتت من الوجهات الرئيسة والمهمة، لما تحظى به من اهتمام متزايد، ومشروعات نوعية، تؤهلها لتكون ضمن قائمة المدن السياحية العالمية، والمنافسة للدخول ضمن أفضل 100 مدينة في العالم بحلول عام 2030.

إنشاء مجموعة من الفنادق والمنتجعات ووحدات سكنية مرتبطة بعلامات فندقية عالمية، ومرافق ترفيهية، سيسهم في رفع الطاقة الاستيعابية لقطاع الضيافة، وتعزيز جاذبية الشرقية السياحية، ورفع جودة الحياة، وتحقيق جانب مهم من استدامة الطلب على مدار العام، كما سينعكس إيجاباً على التدفقات الاستثمارية المحلية والأجنبية.

الشراكة المثمرة بين القطاعين الخاص والحكومي، فتحت آفاق الاستثمار عموماً، والاستثمارات السياحية، وشكلت مرحلة مهمة من مراحل تطوير الاقتصاد، وتنويع مصادره، وتحقيق الاستثمار الأمثل للأصول الحكومية، وتحقيق إيرادات غير نفطية للجهات المالكة لتلك الأصول. وأهم من ذلك تحقيق التنمية، وتحسين المشهد الحضري، ورفع جودة الحياة، والاستثمار الأمثل للشواطئ، وخلق وجهات سياحية وترفيهية جاذبة للمواطنين والمقيمين، والزائرين من دول الخليج، ومحفزة للإنفاق السياحي.

كانت الشرقية من أهم الوجهات السياحية خلال العقود الماضية، وستزداد أهمية، وتألقاً وجاذبية، مستفيدة من برامج رؤية 2030، ومستهدفاتها الرئيسة، ومشروعاتها الطموحة، التي سترفع من تنافسية الشرقية في القطاع السياحي، وجميع القطاعات الاقتصادية، بإذن الله.

 

نقلا عن الجزيرة