ما مدلولات انخفاض البطالة لأدنى نسبة تاريخياً؟!

06/07/2025 0
محمد العنقري

توليد الوظائف يعد أهم ما تستهدفه خطط التنمية، وكذلك سياسات سوق العمل؛ فخفض نسبة البطالة تعد أول الأولويات في خطط الدول لتطوير اقتصادياتها، فهي تعبر عن الانعكاس الإيجابي لاستراتيجياتها التنموية وكفاءة الانفاق ونجاح جذب الاستثمارات لمختلف القطاعات الاقتصادية، وقد أظهرت نشرة سوق العمل وصول نسبة البطالة في المملكة لمستوى منخفض جداً وتاريخي عند 6.3 بالمائة للسعوديين وهو أفضل من المستهدف عند 7 بالمائة في عام 2030 مما يحفز على الوصول لمستوى أقل بكثير في وقت قياسي، وتظهر تفاصيل النشرة انخفاضاً كبيراً بالبطالة بين السعوديات إلى مستوى 10.5 بالمائة في الربع الأول لعام 2025 انخفاضاً من 14.2 بالمائة في الربع المماثل من العام الماضي، وارتفعت أيضا المشاركة الاقتصادية للسعوديات بسوق العمل إلى 36.3 بالمائة بالربع الأول للعام الحالي بتحسن عن الربعين المماثل والسابق من العام الماضي مما يشير إلى نجاح سياسات تمكين المرأة من خلال برامج التوطين، كما أن البطالة على مستوى المملكة بين السكان انخفضت إلى 2.8 بالمائة متراجعةً من 3.5 بالمائة للربع الأول المماثل من العام 2024 ومن الأرقام المهمة ارتفاع مشاركة السعوديين في القوى العاملة إلى 51.3 بالمائة للربع الأول من العام الحالي مرتفعة عن الربع السابق بمقدار 0.2 بالمائة وهو ما يشير إلى استدامة معدلات نمو الاقتصاد الوطني في القطاعات كافة غير المرتبطة بالنفط، ويظهر ذلك تأثيرها المرتفع في الناتج الإجمالي غير النفطي.

فعدد من توظف بالقطاع الخاص في الربع الأول لهذا العام من المواطنين وصل إلى 143 ألفا، وهو ما يدلل على نجاحات عديدة في سياسة التوطين التي تتولاها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية؛ حيث تستهدف التخصصات والمهن بنسب تتناسب مع ما هو مؤهل بسوق العمل ويلبي احتياجات القطاع الخاص، وقد نجح التوطين الموجه بالوصول لهذه النسبة المتدنية من البطالة إضافة لتوليد فرص عمل من المشاريع والاستثمارات في قطاعات السياحة والترفيه والصناعة والخدمات والتجزئة، وسيزداد معدل التوظيف للمواطنين كثيراً في السنوات القادمة حيث يتم العمل على مشاريع ضخمة بمختلف المناطق خصوصاً مع الاستحقاقات القادمة للفعاليات الرياضية القارية والعالمية التي ستستضيفها المملكة في الأعوام القليلة القادمة، إضافة لمعرض إكسبو ومشاريع نيوم والبحر الأحمر والخدمات اللوجستية كما أن توسيع قطاعات مهمة في الاقتصاد الحديث المتمثلة في التقنية الحديثة كالذكاء الاصطناعي سيوفر عشرات الآلاف من الوظائف فإنتاج التقنية وتصديرها وتأسيس شراكات عالمية لتكون المملكة من أهم دول العالم بمراكز البيانات سيعني توليد فرص عمل نوعية وبدخل عال وتأهيل مرتفع للكوادر البشرية الوطنية، إضافة للعمل القائم بأن تكون المملكة من أهم دول العالم بسلاسل الإمداد فالسنوات القادمة مليئة بالتطورات الايجابية للاقتصاد الوطني وزيادة فرص العمل للمواطنين.

نجاح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في سياسات التوطين تظهره أرقام نشرة سوق العمل، فبالمجمل جميع النسب التي تحققت تظهر تحسناً مستداماً من ربع لآخر وهو المؤشر المهم الذي يدل أن التصاعد كبير ومستمر بتوليد فرص العمل الجديدة، وكذلك عن طريق الإحلال مما سيعني استمرار نجاح التحول الجذري نحو سوق عمل واعد ومنظم، ويرفع تنافسية المواطن ليتولى أفضل الوظائف ذات الدخل المرتفع التي تتناسب مع الانفاق الحكومي الضخم على تنمية رأس المال البشري والاستفادة من ميزة ارتفاع نسبة الشباب بالمجتمع لأكثر من 70 بالمائة، وهو مؤشر مهم للقدرة على توفير احتياجات السوق من العمالة الوطنية للمشاريع الكثيفة والكبيرة التي يتم العمل على تنفيذها.

 

 

نقلا عن الجزيرة