عبارة «نفدت الكمية» في التخفيضات حقيقة أو خدعة تسويقية؟

04/05/2025 1
محمد العنقري

تشهد مواسم التخفيضات التي تعلن عنها شركات التجزئة بمختلف أنشطتها إقبالاً واسعاً خصوصاً عندما تكون نسب التخيض كبيرة ونوعية المنتجات مهمة لكل مستهلك، وسوق المملكة يعد الأكبر بالشرق الأوسط، ويصل حجمه لقرابة 500 مليار ريال سنوياً مما يعزز كثيراً من نجاح مواسم التخفيضات، فالقوة الشرائية للمستهلك بالمملكة قوية ومؤثرة في الناتج الإجمالي، ومما يؤكد على ذلك أن دوره رئيسي في استراتيجية الاستثمار السعودية، فهذا الدور المؤثر للمستهلك مهم لجذب الاستثمارات للسوق المحلي بقصد الإنتاج داخلياً، ولكن بالعودة لمواسم التخفيضات وظهور بعض العبارات اللافتة وأهمها «نفدت الكمية» فإنها تطرح تساؤلاً حول حقيقتها فعلياً، والسبب أن بعض المواقف نسمع عنها من المتسوقين بأنهم تواجدوا في المتاجر التي تعلن عن التخفيضات في الدقائق الأولى لانطلاقتها وذهبوا رغبة بشراء منتج مهم لكل بيت خصوصاً الأجهزة الكهربائية أو الإلكترونية أوسلع غذائية رئيسية وعليها تخفيض بنسبة كبيرة جداً ففوجئوا بأن الكمية نفدت.

فإذا كان تواجدهم بالمتاجر مبكرا جداً فكيف تم بيع كل الكمية فوراً مما يفتح الباب على تساؤلات عديدة من أهمها هل وضعت تخفيضات كبيرة على سلع معينة مهمة ومغرية للتسوق بقصد جذب المستهلكين وبالحقيقة لم يبيعوا منها شيئاً، ويجدون بعبارة نفدت الكمية مخرجاً لتبرير موقفهم أمام العميل وبما أنه قد وصل للمتجر فغالباً لن يخرج دون أن يتسوق أو على الأقل أغلبهم، أما التساؤل الآخر هل وضعوا كمية محدودة جداً من هذا المنتج وبالتالي يتم بيعه فوراً وتنفد الكمية حقيقةً، ولكن بالمقابل حققوا الهدف بجذب المتسوقين لهم بأعداد كبيرة وبكل الحالات، فإن مثل هذه الأساليب إن صحت فهي بمثابة أسلوب تسويقي غير صحي فالتخفيضات يجب أن تكون لكميات كبيرة مجزية،

فالشركات تقوم بالتخفيضات لعدة أسباب منها كي تتخلص من المخزون لديها وتحرر سيولتها، ويكون دوران المخزون كبيرا لديها مما يسمح لها بالتوسع بنشاطها وسهولة الحصول على تمويلات لأعمالها يضاف لذلك إمكانية الحصول على وكالات حصرية لها بالسوق بسبب حجم مبيعاتها الكبير إضافة الى أن ما يتبقى في مخازنها أياً كان سعر بيعه فقد حقق ربحاً لأنهم استعادوا رأس مال المخزون بالكمية الاولى من مبيعاتهم من المنتج قبل إطلاق التخفيضات، وبالتالي يصبح بقاؤه تكلفة عليهم لأنهم ملزمون بعرض المنتجات الجديدة بسوق تنافسي بخلاف طبيعة شر والعلاقة مع الشركات المصنعة التي تعطيهم وكالات لها في السوق السعودي مع مزايا كبيرة كلما زادت المبيعات التخفيضات مواسم مهمة، وتخضع لشروط بالتأكيد ولا تنطلق الا بموافقة من الجهة الإشرافية على السوق، فهل نحتاج لأدوات إضافية تتابع فعلياً حركة البيع مابعد انطلاق التخفيضات عبر الحصول على كشوفات تؤكد أنه تم بيع كافة أنواع المنتجات، وأنه تم فعلاً الالتزام بما قدموه بطلبهم لإطلاق التخفيضات ومحدد به الكميات من كل منتج والتي يفترض أن تكون كبيرة تحدد وفق معايير معينة مع إمكانية اكتشاف ما يدور في بداية انطلاقة الموسم من خلال المتسوق الخفي؟

 

 

نقلا عن الجزيرة