المرأة السعودية والتنمية

14/08/2024 1
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

لجميع المكونات البشرية للمجتمع دور في تنميته الاقتصادية والاجتماعية سواء كانوا من الذكور أو الإناث حسب ما تقتضيه المصلحة وتتطلبه التخصصات وطبيعة العمل. المجتمع المتكامل يساند أفراده بعضهم البعض لتحقيق أهدافه المتعددة، فليس هناك تمييز بينهم فيما يخص تنمية الوطن وتحقيق أهدافه، المرأة منذ أن خلقها الله تقف إلى جانب الرجل ويقف إلى جانبها، وهذا الرجل قد يكون الزوج أو الأب أو الأخ أو الأبن، حيث يعملان معاً. دور المرأة في تربية الأجيال وظيفة مقدسة وغير منقوصة، فهي تعد الكوادر من الشباب والشابات للعمل في شتى القطاعات الاقتصادية سواء الصناعية أو التجارية، أما في المجال السياسي فقد أشاد المؤرخون بالأميرة غالية البقمي التي هزمت الاتراك «العثمانيين» في معركتين في تربة.

للمرأة السعودية دور بارز ومشرف ومشرق في التنمية الإقتصادية بالمملكة منذ زمن طويل، فقد كان لها أدوار كثيرة كأم وأخت وزوجة، بل كانت تؤدي دور الأب الذي فقدته الأسرة،. تعتمد عليها الأسرة أكثر من اعتمادها على الرجل في بعض الأحيان في كسب المعيشة وتخطيط شئون المنزل واحتياجات الأسرة، ولقد تحملت المرأة السعودية أعباء كثيرة أسرية ووظيفية ومجتمعية بالإضافة إلى دورها المشرف كأم وزوجة فلا يحق لأحد أن يقلل من شأنها ودورها في خدمة دينها ووطنها بذرائع عديدة لا علاقة لها بالدين، كان ولا يزال للمرأة السعودية دور كبير في نشر الدين ومساندة رسالة سيد البشر أجمعين نبينا وحبيبنا محمد بن عبدالله - عليه افضل الصلاة والسلام - الذي لم ينقصها حقها من باب العادات والتقاليد.

الكثير من سيدات الأعمال السعوديات ساهمن في التنمية الإقتصادية الحديثة بالمملكة في ظل الشريعة الإسلامية والقيم العربية السامية، ولقد وضعت الحكومة السعودية المرأة في رؤية 2030 موضع التنفيذ، وذلك لما لها من دور مباشر وقوي فيها. ولقد أصبحت المرأة السعودية العالمة في مجالها والمنافسة في أعمالها والقيادية في وظيفتها، حيث برز وكرم الكثير منهن في المحافل المحلية والإقليمية والدولية.

إن تفعيل أحكام الدين الإسلامي كفيلة برفع الوصاية الظنية عن المرأة وتحفيزها لخدمة دينها واسرتها ووطنها، بل يجب أن تصحح تفسيرات الظنيين لتأخذ المرأة السعودية مكانتها ودورها المشرف وحقها الشرعي في إدارة شئونها وحياتها بما لا يخالف تعاليم الدين الإسلامي، وأشيد بالكراسي العلمية التي تسهم في تطوير المرأة السعودية في الجوانب الإجتماعية، منها كرسي جامعة الملك سعود، حيث قام بإجراء دراسة «تنظيم النشاط الاقتصادي للمرأة في مجال مراكز التجميل بالمملكة العربية السعودية»، وذلك في إطار التعاون القائم بين الكرسي واللجنة الوطنية النسائية بمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ما يبرز أهمية دورها في التنمية الإقتصادية بالمملكة.

 

 

 

 

نقلا عن اليوم