الاستثمار العشوائي الذي لا يستند إلى معلومات أساسية صحيحة وموثوقة مصيره الفشل، فالمعلومات ذات أهمية قصوى في القرار الاستثماري، حيث يحتاج متخذ القرار للكمية الكافية من المعلومات والنوعية والجودة والدقة والحداثة والاعتمادية التي تقلل من نسبة المخاطرة وتزيد في نسبة نجاح المشروع الاستثماري على الوجه المطلوب، يرتبط شح المعلومات بأمور كثيرة منها العزوف عن الاستثمار في مجالات لا تدر العائد الاستثماري المطلوب على رأس المال المستثمر، يعتمد قرار الاستثمار على معلومات في العديد من النواحي مثل الأنظمة الحكومية وقوة وعدد المنافسين وبيئة المنافسة في سوق السلع والخدمات وكذلك استدامة الاستثمار لفترة طويلة.
نشرت دراسات عديدة العقبات التي تواجه الاستثمار وكان أهمها نقص المعلومات وعدم حداثتها إن وجدت من أهم الأسباب التي لا تحفز المستثمر على الاستثمار في المشروع، تتضمن المعلومات المعرفة بنوع الاستثمار وما يحيط به من مخاطر والعوامل المؤثرة في نجاحه، قد تكون نتائج الاستثمار كارثية للمستثمر خاصة إذا وضع كل ماله في سلة استثمارية واحدة، تزداد نسبة المخاطر الاستثمارية إذا كانت المعلومات قليلة وغير حديثة وضعيفة المصادر والجودة، لمصادر المعلومات أهمية في مصداقية وصحة القرار الاستثماري وبالتالي نجاحه، الاستعجال في تحقيق العائد الاستثماري في المدى القريب ليس من أساسيات نجاح الاستثمار طويل الأجل فقد يساهم الاستعجال في فشل الاستثمار وضياع الفرصة.
قد يرى المستثمر فائدة في المشاركة مع مستثمر آخر في المشروع لخفض نسبة المخاطرة لأن المستثمر الآخر يملك مهارات وموارد أساسية للمشروع، لكن لابد من أن يدرس المشاركة بشكل صحيح وأن تكون الثقة والنوايا الحسنة عالية بين الطرفين، وبالطبع إذا نجح المشروع وأصبحت الربحية عالية فإنها مشتركة بين الطرفين ما يقلل من الربحية للطرف المبادر بالمشاركة مع الطرف الآخر. تنتهي بعض الشراكات بين الطرفين بمشاكل تؤدي إلى الانفصال وربما النزاع حول الأمور المالية والأصول والممتلكات الأخرى، لذلك من الأفضل الانفصال السلمي بنفس طيبة ترضي الطرفين من خلال حوار سلمي أو ما يعرف بالمكسب للطرفين.
المعلومات تحرك الاستثمارات نحو تحقيق الأهداف، فهي تقلل من نسبة المخاطر وتزيد في نسبة النجاح، تتطلب صناعة قرار الاستثمار التحليل الصحيح للوصول إما للمضي في الاستثمار أو عدمه، كما أن التحليل الاستثماري يتطلب معلومات كافية ووافية عن السوق المستهدف والمنتج والقوة الشرائية للزبون ونمط حياته وأسلوبه الاستهلاكي والشرائي، قدم مستثمر أجنبي إلى إحدى الدول للاستثمار فيها، لكنه واجه نقصا في المعلومات ما جعله يغير رأيه ليتجه إلى دولة أجنبية أخرى تتوفر فيها المعلومات التي تدعمه في قرار الاستثمار.
نقلا عن اليوم