الطلب متزايد على القهوة زراعة وصناعة

21/04/2024 0
ثامر السعيد

يشهد العالم باستمرار ارتفاع في طلب القهوة كمنتج وكذلك كمحصول ما أثر بدوره في أسعار القهوة عالميا كعاملين أساسيين بجانب كل العوامل الأخرى المرتبطة بها كصناعة مثل المناخ ومناسبته للزراعة وحجم الإنتاج من القهوة، تأثر أسعار الصرف، أسعار الشحن وغيرها من العوامل الأخرى الاعتيادية التي تؤثر في السلع المتداولة عالميا كون حبوب القهوة أحدها، يستمر معدل الاستهلاك العالمي للقهوة بنمو متزايد يفوق 6 % في السنوات الأخيرة وبالتأكيد بنسب متفاوتة بين قارات العالم، تجاوز استهلاك العالم للقهوة 171 مليون كيس بن (60 كيلو) السنة الماضية. رغم تزايد الاستهلاك عالميا إلا أن المحاصيل المنتجة من البن تنمو بشكل أقل من الطلب 2.2 % عالميا ويعد هذا أحد تحديات هذه الصناعة لتلبية الطلب المتزايد، العام الماضي سجلت مبيعات القهوة أعلى مستوى لها في 20 سنة. معطيات متكاملة تشير إلى استمرار نمو هذه الصناعة والطلب عليها باستمرار وبوضوح كذلك زيادة الحاجة إلى استصلاح أراض زراعية أكثر لإنتاج محاصيل تستطيع مواكبة نمو الطلب. محليا المأمول كبير من الشركة السعودية للقهوة لتعزيز وجود المنتج السعودي من البن والقهوة للعالم في ظل ارتفاع الطلب عليها وكذلك مناسبة الأراضي السعودية لزراعتها تحديدا في الجنوب السعودي وجازان خصوصا وسيكون للشركة السعودية للقهوة دور في مأسسة الإنتاج وضبطه بشكل أكبر لا شك وتحسين جودة وكفاءة إنتاج المزارع.

بجانب كل هذه المعطيات حول صناعة وزراعة القهوة عالميا ونمو الطلب عليها، إلا أنها كصناعة لها زوايا متعددة منها صناعة مقاهي القهوة (Coffee Shops) التي بدأت تزدهر أكثر في المملكة وتتزايد كذلك في العالم، أصبحت هذه المقاهي تتنافس على طرق تحضير وإعداد القهوة والتجربة المقدمة وارتفعت المنافسة إلى سرعة الانتشار لكل شركة من هذه الشركات خصوصا الكبرى التي تركز على السيطرة على أكبر قدر ممكن من الحصة السوقية لهذه الصناعة بعشرات الألوف من الفروع حول العالم. رغم الطلب العالمي العالي إلا أنه سوق ذات تنافسية مرتفعة تكتسب نموها من ولاء عملاء القهوة لأي من هذه العلامات التجارية، اكتسبت السوق المحلية للمقاهي تركيز شريحة لا بأس بها من رواد الأعمال في المملكة حتى تزايدت أعدادها والمنافسة بينها ما بين الكافيهات الاعتيادية والمختصة ووصل هذا إلى الشاي الذي أصبح له متاجرة الخاصة أيضا وكافيهات مختصة فيه. ارتفاع الطلب على منتجات القهوة والجلسات فيها رفع من طبيعة المنافسة وبدلها من مجرد كوب قهوة إلى تجربة كاملة إضافة إلى كوب القهوة فإن التنسيق والديكور وطبيعة الأكواب وطريقة الخدمة والمساحات المتاحة للعمل والقراءة والملتقيات المعقودة كلها أصبحت ذات تأثير في مرتاديها ورضاهم على الخدمات التي يتلقونها بجانب كوب القهوة الذي يمثل المنتج الأساسي، في الفترة الأخيرة بدأت تمثل هذه الكافيهات نموذج يقارب مجلس الحي فالمرتادين متكررين والاهتمامات متماثلة وأصبحت كأنها بالمصطلح العامي (ملحق الحي) الذي يجتمع فيه الناس للنقاش والسمر وتمضية الوقت.

وسط تزايد المنافسة على صناعة الكوفي شوب بدأ بعض هذه المحال الخروج من السوق وهو أمر طبيعي لزيادة الأعداد لفوارق التجربة رغم النمو الذي تشهده هذه الصناعة إلا أن التجربة المصاحبة لكوب القهوة مهمة كذلك، واليوم من يريدون خوض التجربة دراسة جوانبها من حيث تغطية جغرافية لشريحة سكانية غير مخدومة، تصميم تجربة فريدة والتركيز على خدمة التجمعات السكانية بشكل أكبر.

 

 

 

 

نقلا عن الاقتصادية