تغيرات عاشها قطاع المطاعم

19/03/2024 0
ثامر السعيد

يستأثر قطاع المشروبات والأغذية بحصة جيدة من الحصيلة الأسبوعية التي يصدرها "ساما" عن أرقام نقاط البيع والدفع الإلكتروني عبر التطبيقات. كما أن الأرقام الصادرة عن تطبيقات التوصيل المدرجة أو الدراسات السوقية لها تعزز المشهد لحجم هذه السوق. كان الدخول إلى سوق المأكولات والمطاعم يتطلب حجم استثمار مرتفع، بسبب طبيعة المطاعم من المطبخ إلى منطقة الجلوس إلى الدعم اللوجستي في توصيل الطلبات وتوفير قائمة طعام متنوعة، وما يلحق ذلك من مصاريف تشغيلية. تغير هذا مع سلسلة التطورات التي شهدها القطاع، شهد قطاع المطاعم مراحل متعددة من الابتكار والتطوير على نموذج العمل، أسهمت في الإقبال من أصحاب الأعمال على إنشاء مطاعم. جزء من هذا التطور في القطاع جاء من التشريعات الصحية والتجارية، التي شملت تطبيقات التوصيل إلى الأعمال، ثم قبول تشغيل المطابخ السحابية.

عند بداية العمل في تطبيقات التوصيل، لعبت دورا في زيادة وصول العملاء من شرائح مختلفة إلى مطاعم متنوعة، كان لها الأثر في زيادة مبيعات المطاعم وعندما بدأ العمل والترخيص للمطابخ السحابية أسهمت في تعزيز التوسع الجغرافي المبسط لمطاعم أصغر من حيث حجم الأعمال، على أن تكون منتشرة الفروع وهذا على نطاق العمل المؤسسي، أما على نطاق العمل الفردي فمكنت هذه التطبيقات عددا من الأفراد من الوصول إلى سوق الأطعمة والمأكولات وبشكل مرن وبقائمة طعام مبسطة لا تتجاوز خياراتها ثلاثة أصناف، وأعطتهم الفرصة في الإتاحة والإغلاق بشكل أكثر مرونة من أن يكون مطعما قائما بذاته وبساعات عمل محددة وثابتة.

ضمن صناعة المشروبات أخذت المقاهي المختصة في الانتشار، التي أصبحت منافسا واضحا لبعض العلامات الدولية المتخصصة في القهوة، حتى توسعت أشكال التجارب التي تقدمها ونوعيتها، إضافة إلى ذلك أصبحت هذه المقاهي تمثل مجلس الحي في بعض التجمعات السكنية، بعملاء متكررين وجلسات ثابتة، وبعضها الآخر تحول إلى صالون ثقافي تقام فيه الندوات وتناقش فيه الخبرات والمعارف، والمنافسة لها دورها في بيع التجارب المختلفة لرواد هذه المقاهي.

تمددت سلسلة التغييرات التي شهدها القطاع حتى وصلت إلى المأكولات والمشروبات الشعبية من خلال ثلاثة متغيرات، مكنت التطبيقات هواة المأكولات الشعبية من دخول عالم الأعمال وبيع منتجاتهم إلى العامة، وعزز انتشار المقاهي المختصة من منافسة مشروباتنا المحلية لها مثل القهوة السعودية والشاهي وغيرها، وأخيرا عزز فكر الارتقاء بالتجربة والتعليب والتقديم للمنتج النهائي حتى وصل البوفيهات البسيطة لتكون حاضرة في سلسلة التغييرات هذه، كم من طبق شعبي ومخبوزات تقليدية تتذكرونها تغيرت في شكل تقديمها ووصولها إلى المستهلك النهائي، سلسلة التغييرات هذه عززت المنافسة، ورفعت من جودة المنتجات وكذلك مكنت من دخول القطاع بشكل أكثر سهولة، وهذا كله في مصلحة المستهلك، وتبقى جوانب الأعباء التي يتحملها أصحاب المتاجر وكيفية التغلب عليها.

 

 

 

 

نقلا عن الاقتصادية