خطة صافولا للتخارج من أسهمها في المراعي ذكرتني بكتاب "جويل غرينبلات" الصادر 1997، الذي يتحدث فيه عن كيفية استغلال الفرص التي تنشأ بين الحين والآخر في الشركات المدرجة، من عمليات اندماج واستحواذ وانفصال وغيرها من عمليات مؤثرة في الهيكل المالي للشركة، الذي يحدث في كثير من الأحيان أن بعض العمليات المعلنة تواجه بردود فعل متباينة من قبل ملاك الأسهم وغيرهم من متداولين بسبب صعوبة فهم بعض العمليات المالية، لذا تنشأ هناك فرص للمطلعين والمختصين في استغلال مثل هذه الأحداث. وبالطبع هناك من يستغل الفرص قبل حدوثها، لكن ذلك يحتاج إلى صبر وتحمل إلى أن يعلن شيء رسمي عنها، إعلان مجموعة صافولا عزمها توزيع كمية كبيرة من الأسهم التي تمتلكها في أسهم شركة المراعي قوبل بردة فعل سلبية في أول يوم بعد الإعلان، رغم أن ذلك يعني حصول ملاك صافولا على أسهم في شركة المراعي، وبحسبة بسيطة يدرك أي شخص أنه بحسب الأسعار السوقية السائدة حاليا لكلتا الشركتين فالعملية مربحة بشكل كبير لملاك صافولا. لماذا إذن كانت هناك ردة فعل سلبية؟ وهل من خيارات أخرى لشركة صافولا لبيع حصتها في المراعي التي تقدر بنحو 20 مليار ريال؟ ارتباك المتداولين أحد أسبابه عدم وضوح الإعلان فيما يخص مقدار علاوة الإصدار التي سيتضمنها طرح حقوق الأولوية، فإعلان الشركة ذكر أن مجلس الإدارة يوصي برفع رأس المال بمقدار ستة مليارات ريال، لكن ذلك مقدار الزيادة في رأس المال فقط، وقد تكون هناك علاوة إصدار وقد لا تكون، وبالطبع فإن مقدار العلاوة سيؤثر في حساب القيمة العادلة لصافولا. ومع ذلك حتى لو كانت العلاوة عشرة ريالات إضافية، فلا تزال العملية مربحة، فلماذا الارتباك؟
السبب الآخر أن هناك من اعتاد على بيع السهم على الفور إن لم يكن لديه المال الكافي للاكتتاب، وهذا التصرف لا يزال قائما حتى مع وجود سوق لتداول حقوق الأولوية، التي من المفترض أن تكون وسيلة مناسبة لمن يمتلك حقوق أولوية ولا يرغب في الاكتتاب، لكن لأسباب كثيرة تحدثت عنها عدة مرات هناك خلل في آلية تداول الحقوق، التي يمكن معالجتها بطريقة الاكتتاب الفوري للحقوق. الأسباب الأخرى للارتباك تتنوع بين من يظن أن تخلص صافولا من أسهم المراعي خطأ استراتيجي والأفضل الاحتفاظ بها والاستفادة من توزيعاتها النقدية، إلى من يعتقد أن سهم المراعي قد ينخفض بعد إتمام العملية، وتنقص مع ذلك استفادة ملاك صافولا من بيع أسهم المراعي، وهذا السبب منطقي إلى حد ما، كون سيكون هناك 345 مليون سهم من أسهم المراعي في أيدي أفراد متوقع أن يبادروا ببيعها فور ما تنزل في محافظهم.
سبب آخر لتراجع سهم صافولا أن هناك من يعتقد أن عملية خفض رأس المال التي ستتم بعد رفع رأس المال ستعني حصول ملاك صافولا على عدد أقل من أسهم المراعي، وهذا بالطبع غير صحيح لأن أسهم المراعي ستوزع على ملاك صافولا بغض النظر عن خفض رأس المال وانخفاض عدد أسهم صافولا. عملية تخفيض رأس المال بعد رفعه ليست إلا مجرد وسيلة للاستفادة من رفع رأس المال لتتمكن الشركة من شطب أسهم المراعي، أي كيف يمكن إزالة نحو ثمانية مليارات ريال من أصول صافولا، وهي القيمة الدفترية لأسهم المراعي، بوجود فقط 5.3 مليار ريال رأسمال؟ هل من خيارات أخرى لصافولا؟ الشركة بالطبع قامت بدراسة جميع الخيارات بالتعاون مع استشاري مختص، ومن الواضح أن هذا أفضل حل تم التوصل إليه، لذا لو عدنا إلى أساس القضية لنستوعب الإشكالية التي تحاول صافولا حلها، فسنجد أن مساهميها يمتلكون نحو ثلث أسهم المراعي لكنهم غير مستفيدين من القيمة السوقية للمراعي، وفي الوقت نفسه شركة صافولا لا ترغب في التخلص من أسهم المراعي دون أن يدر ذلك على الشركة سيولة فورية توضح القيمة السوقية للمراعي. لو أن الشركة قامت ببيع أسهم المراعي بأي طريقة مباشرة فستحصل على سيولة كبيرة ولن تحتاج إلى رفع رأسمالها، لكن يبدو أن ذلك لم يكن ممكنا ولا حتى بتخفيض مناسب للمشتري.
الخلاصة، إن هناك عمليات هيكلة مالية يمكن للمطلعين الاستفادة منها، لكنها تحتاج إلى تحليل جيد للأوضاع، وتحتاج إلى سوق لديها جميع أدوات التداول اللازمة، مثل المشتقات والبيع على المكشوف وغيرها.
نقلا عن الاقتصادية
تحليل ممتاز يادكتور ولكن التساؤل لدي هو كيف توزع الشركه آسهم على ملاكها وهم أصلا بمجرد تملكهم لحصه في شركة صافولا فهم بديهيا يملكون في كل ماتملكه الشركة بما في ذلك أسهم المراعي كل حسب عدد اسمه في الشركة بمعني كيف توزع عليه أسهم هم اساساً يملكونها كونهم ملاك لشركة صافولا.
الواضح من الخبر أن أسهم المراعي سوف تصبح في محافظ الملاك مباشرة وتشطب من أصول صافولا
صحيح.. ملاك الشركة يملكون الأسهم ولكن بطريقة غير مباشرة، الأسهم ليست في أيديهم. في النهاية علاوة الإصدار ستفرق كثير في حساب سعر سهم صافولا، ولو البيع على المكشوف نشط عندنا فأكيد سهم المراعي سينخفض بسبب البيوع المتوقعة.
أول تحليل فيه شيء من المنطق أقرأه عن هذا الخبر ولمن لم أتفاجأ من هذا العمق لدى الدكتور فقد أصدر كتابه عن تداول الأسهم وتجربته في السوق الأمركية قبا مايقرب من 20 عام شكراً جزيلاً دكتور فهد