- في رسالة إلكترونية مؤثرة تواصل المؤسس والعقل المدبر والرئيس التنفيذي لشركة Apple Inc. ستيف جوبز مع موظفيه، ليخبرهم أنه سيغادر الشركة في إجازة مرضية تمتد عدة شهور لأن صحته في وضع معقد، الراحل جوبز وغيره كثير يعانون من أمراض ربما تكون قاتلة إذا تجاوز تأثيرها المدى الذي يعطي الموظف الفرصة للعلاج والشفاء منها.
- إذا أردنا أن نعرف السبب الذي أدى إلى مرض السيد ستيف جوبز لعلمنا أنه ضغوط العمل التي تعد أحد العوامل المؤثرة سلباً في صحة الموظفين في الكثير من الشركات وعلى مستويات وظيفية عديدة من أعلى الهرم إلى أسفله.- كثرة المهام وضغوط المنافسة والظروف الاقتصادية تؤثر على إدارات الشركات وموظفيها ما قد يؤدي إلى ضغوط نفسية وجسدية تؤدي إلى تدهور الصحة وبالتالي يصابون بأمراض القلب والبنكرياس والكلى والشرايين، وهناك أمراض أخرى ذات علاقة قوية بضغوط العمل مثل ارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي إلى أمراض القلب والفشل الكلوي وتدهور الجهاز العصبي. ولا نتجاهل تأثير ضغوط العمل في إصابة الموظفين بداء السكري الذي يؤدي إلى الموت البطيء إن لم يدرك الموظف طرق التعامل معه.- ضغوط العمل تكلف الشركات لما يترتب عليها من تدني للإنتاجية بسبب مرض الموظفين وتغيبهم عن العمل، فإذا مرضوا يزورون الأطباء ما يكلف شركاتهم مبالغ كبيرة، وربما لا يزورون الأطباء ولكنهم يتأثرون جراء ذلك وبالتالي تتراجع كفاءتهم الإنتاجية.
-الشركات تتأثر من تدني الإنتاجية جراء مرض الموظف بسبب ضغوط العمل، لذلك قام بعضها بإنشاء عيادات داخلية فيها للتعامل مع ضغوط العمل حتى لا تتفاقم، فقدان موظف منتج لحياته جراء ضغوط العمل مكلف للشركة، خاصة إذا مات وهو على رأس العمل لأنها مسئولة عنه.
-ضغوط العمل تكلفة اقتصادية ومشكلة اجتماعية للأسر التي تفقد من يوفر لها أسباب العيش، وكلما كانت الشركات على وعي عال بخطورة ضغوط العمل عليها وعلى الموظفين كلما استطاعت إدارتها بطريقة إيجابية، وتصمم بعض الشركات في بعض الدول الصناعية مثل اليابان برامج ترويحية ذهنية وجسدية تخفف ضغوط العمل على موظفيها مثل البرامج الرياضية أثناء العمل، حيث تخصص لها قاعات مجهزة بأحدث الأجهزة التي يستخدمها الموظفون خلال فترات الاستراحة.
-ما يثير الدهشة أن نسبة عالية من الشركات العربية لا توفر عيادات بسيطة لموظفيها للتعامل مع ضغوط العمل وما ينتج عنها من تأثير نفسي، وهنا أرى أهمية قصوى لتوفير عيادات نفسية في الشركات العربية لتساهم في حلول المشاكل الوظيفية التي تخلقها ضغوط العمل التي تتزايد خلال الظروف الاقتصادية الصعبة مثل التي يواجهها العالم اليوم، وأتوقع تزايد الحاجة للمتخصصين في علم النفس الصناعي، وعلى الموظفين زيارة الأطباء النفسيين لعلاج ضغوط العمل وعدم الشعور بالعيب فصحتهم وحياتهم على المحك.
