مشاريع الطاقة النووية السلمية

15/11/2023 1
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

- تعتبر الطاقة النووية السلمية إحدى مصادر توليد الطاقة الكهربائية في العالم لأنها طاقة لا تنضب، فهي قليلة التكلفة في المدى البعيد، لكنها خطيرة إذا لم تتخذ الدول الإجراءات الاحترازية الأمنية اللازمة التي تحد من تسرب الإشعاعات النووية إلى البيئة ما يشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان والهواء والماء والنبات، يمتص جسم الانسان التسربات الإشعاعية النووية ما يؤدي إلى إصابته بمختلف أنواع أمراض السرطان، الحيوان والنبات يمتصان هذه الإشعاعات التي تصل إلى الإنسان عندما يعتمد عليها في غذائه.

- تشير المعلومات إلى أن الطاقة النووية تساهم بنسبة بلغت حوالي 10 في المائة في إنتاج الطاقة الكهربائية في العالم، وتعمل الكثير من الغواصات على الطاقة النووية ما يشير إلى رخصها في الأجل البعيد، لكنها تهدد الحياة البحرية بما تخلفه من نفايات نووية في البحار والمحيطات وبالتالي تؤثر في المياه والحياة البحرية مثل الأسمك والنباتات، فقد منعت الكثير من دول العالم الغواصات النووية من زيارة موانئها، وذلك لخطورتها على حياة الناس في تلك الدول.

- لقد تباين المتخصصون في مجال الطاقة النووية السلمية حول تكلفتها، فمنهم من يعتقد أنها عالية التكلفة من حيث إنشاء المفاعلات النووية والصيانة الدورية بينما آخرون ينظرون لها في المدى البعيد على أنها قليلة التكلفة، الطاقة الكهربائية الناتجة من تشغيل الطاقة الذرية السلمية أقل تكلفة من الطاقة الكهربائية النفطية (الاحفورية) في المدى البعيد لأن الوقود النووي رخيص، لكنها أخطر من حيث الأضرار الإشعاعية في حال وقوع حوادث في تلك المفاعلات.

- لقد أصبح الإستخدام السلمي للطاقة النووية في الحصول على الطاقة الكهربائية مصدر خطر حقيقي على البيئة والإنسان والهواء والماء والحيوان في حال عدم الرقابة او ضعف الرقابة والتحكم والاحتراز منها في حال الكوارث الطبيعية مثل البراكين والزلازل، وخير مثال على وذلك ما حدث بعد إنفجار المحطة النووية اليابانية المتأثرة من الزلزال المدمر الذي أحدث التسونامي الكبير في مقاطعة سنداي في عام 2011م والمعروف بكارثة فوكوشياما، ونستعيد الذاكرة إلى ما حدث لمفاعل جزيرة الثلاثة أميال في ولاية بنسلفانيا الأمريكية في عام 1979، حيث تسرب الإشعاع بنسبة عالية ما الحق الضرر الكبير بالإنسان والبيئة المحيطة والبعيدة نسبياً عن المفاعل، ولا تزال تبعات كارثة مفاعل تشيرنوبل في اوكرانيا في عام 1986 جلية ومؤثرة في تشيرنوبل والمناطق البعيدة عنها بالرغم من حدوثها قبل حوالي الثلاثة عقود.

- تتزايد الحاجة للطاقة النووية السلمية كل سنة لأن الطاقة النفطية ستنضب في المنظور المتوسط، بل نرى اليوم الإرتفاع الملحوظ والكبير لسعر برميل النفط، وفي حال تبني المملكة لمشروع الطاقة النووية السلمية لإنتاج الكهرباء فإنه من المؤكد أننا بحاجة للضوابط الإحترازية الأمنية العالية التي تحد من تسرب الإشعاع النووي في بيئة صحراوية مفتوحة تسهل إنتشارها بسرعة ما يهدد صحة السكان، بلا شك سنحتاج لتوليد الطاقة الكهربائية باستغلال الطاقة النووية السلمية، بل نحتاجها في مجال الصحة والمياه والبحوث العلمية السلمية.

- الخلاصة أننا في المملكة بحاجة للطاقة النووية السلمية لانتاج الكهرباء والاستخدام في الابحاث الصحية، وذلك لرخص تكلفتها في المدى البعيد، ولابد أن نستعجل بالإستثمار في مشاريع الطاقة النووية السلمية للتحول في انتاج الكهرباء باستخدامها، وبالطبع سيكون هناك خطة احترازية أمنية ، خاصة في المناطق الصحراوية الشاسعة.

 

 

 

نقلا عن اليوم