ساعدت المملكة على استقرار الاقتصاد العالمي في مجالي الطاقة والسياسة، خاصة الاقتصاد الأمريكي لعقود طويلة، لذلك ليس من السهل كما يظنه بعض الناس أن تستغني الولايات المتحدة عن المملكة اقتصاديا وسياسيا، فالعلاقة طويلة مهما شابتها من اختلافات في وجهات النظر. لقد برزت المملكة على الخارطة السياسية والاقتصادية العالمية منذ زمن بعيد، لما لها من ثقل كبير في المجالات التي تدعم الاقتصاد العالمي. كان للقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والرئيس الأمريكي الراحل فرانكلن روزفلت على متن السفينة كوينسي في البحيرات المرة، الأثر الإيجابي الكبير في إرساء وترسيخ العلاقات بين البلدَين.
لعبت المملكة دوراً كبيراً إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة (الاتحاد السوفيتي سابقاً) في عدة نقاط دولية ساخنة، وأولها المواجهة في أفغانستان ضد النفوذ السوفيتي الذي اجتاحها لتعزيز وجوده في مناطق تُعد بُعدًا إستراتيجيًّا حساسًا للولايات المتحدة. وكان للمملكة دور أساسي في تحرير أفغانستان من (السوفيت)، فقد صرح الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان بأهمية المملكة في محاربة التمدد السوفيتي بما قدمته من مساعدات للتحرر من السوفيت.
قال صديقي الدكتور وارن رونكويست، في لقاء ودي جمعني به في مؤتمر علمي في الولايات المتحدة، إن المملكة أخلصت في تعاونها مع الولايات المتحدة في محاربة التوسع الشيوعي، ولولاها لامتد نفوذ السوفيت إلى مناطق أخرى في العالم، ولأصبح من الصعب إخراجها من أفغانستان. وقلت إذاً الولايات المتحدة مدينة بالكثير من الجمائل للمملكة، بما قدَّمته من دعم اقتصادي لتحرير أفغانستان من قبضة (السوفيت)، وإضعاف لقيمة الروبل بعد الانخفاض الحاد في أسعار النفط في منتصف الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي، كانت المملكة أكثر دعمًا للولايات المتحدة من دول حلف شمال الأطلسي التي كان بعضها يكسر الحصار الاقتصادي ضد (السوفيت) آنذاك، حيث كانت فرنسا تصدر القمح إلى الاتحاد السوفيتي مقابل النفط والغاز، بينما كانت المملكة مستمرة بدعمها للأفغان ضد الغزاة السوفيت، وذلك بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية التي زوَّدتهم بأسلحة فائقة التدمير لمواجهة الغزو السوفيتي.
قال الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان في عقيدته إن للمملكة دورًا رئيسًا في محاربة التمدد الشيوعي في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأمريكا الوسطى. وهذا معروف وجميل كبير لا يُنكره إلا مَن يجهلون العلاقات الدولية وعمق العلاقات التقليدية بين المملكة والولايات المتحدة. ومهما تنكر بايدن وأوباما لأهمية المملكة فإن السياسيين الأمريكيين المخضرمين يعرفون فضلها الكبير على الولايات المتحدة الأمريكية، ساهمت المملكة في استقرار أسعار النفط بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، خاصة في أوقات الأزمات عندما توقف ضخ النفط العراقي والليبي والحصار الاقتصادي ضد تصدير إيران للنفط. إن محافظة المملكة والتزامها ببيع نفطها بالدولار الأمريكي يدعم الاقتصاد الأمريكي منذ أكثر من 70 عامًا.
الخلاصة: علينا أن ننمّي العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة، بما يخدم مصالح البلدين؛ لأن زيادة الفجوة السياسية بينهما تستغل من قبل الفرحين بجفاف العلاقة. وقد تكون فرصة مناسبة لأن تكون الصفحة مع الجمهوريين أفضل مما هي عليه مع الرئيس بايدن وحزبه الديموقراطي المعروف بسياسته الهجومية على المملكة. ومن الأهمية أن يعرف الأمريكيون فضل المملكة على الولايات المتحدة في مواجهة التحديات السوفيتية وغيرها.
نقلا عن اليوم